الأحد، 21 يوليو 2019

سبل المحافظة على الهوية السنية



بقلم : محمود أبو عبد العزيز القيسي 

عندما تتعرض أمة للإبادة وبشكل ممنهج كما هو حال أهل السنة في العراق وسوريا ؛ تُصبح قضية الحفاظ على الهوية السنية قضية مصير.
فالخطة التي يسيرعليها النظام العالمي هي ماصرّحَ به الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون ,في مذكراته حيث يقول : [ ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين ؛ إلا أحد حليّن : الأول : تقتيلهم والقضاء عليهم , والثاني : تذويبهم في المجتمعات الأخرى ] 
وقد سبق المجوس النظام العالمي , وإن كانوا اليوم جزء منه .. في خطته تلك , فهم ؛ ينشطون على العمل بهذه الخطة منذ أن نعق ناعقهم الأول ؛ عبد الله بن سبأ , فليس الرئيس الأمريكي هو من بصق في فم الشيعة القول وجعلهم يعملون بتلك الخطة , بل ان المجوس ومنذ سقوط دولتهم على يد الخليفة العملاق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ؛ يمارسون القتل والإجتثاث بكل السبل ,
وكان بداية أمرهم يوم أن كانت دولة الإسلام قوية أيام الخلافة الأموية والعباسية أنهم ينشطون في تشويه معالم الدين من خلال بث الروايات التي تناقض دين الإسلام جملةً وتفصيلاً , وتشكك في دعائم الدين , ونشرهم للأخبار الكاذبة عن جيل الصحابة رضي الله عنهم, فكان نتاج ذلك تشويه لهوية المجتمع المسلم الذي لم ينقسم بعد إلى طوائف وأحزاب , حتى إذا ما ضعفت الدولة الإسلامية مع مرور الزمن سعى هؤلاء إلى غرس دينٍ بديلٍ عن دين الإسلام ؛ ألا وهو التشيع , أو قل إن شئت الرفض , مبتدأين بتشويه وطمس عناصر الهوية الإسلامية الحقيقية .. 
إن هذه المؤامرة على الهوية السنية تجري بدعم من ذلك النظام العالمي وتواطئ من بعض حكام البلاد السنية .. فليس سراً سبب استخدام النظام العالمي للطائفة الشيعية وتمكينها بالرغم من إنها لا تشكل من مجموع الأمة الإسلامية أكثر من 4% , لأن هذا النظام والذي شكل النظام السياسي السني وفق مقاسات معينة , علم من خلال إستقراءه للتاريخ والواقع ؛ أنه لاتوجد ملة أونحلة أوطائفة أكثر حرصاً وأكبر مكراً وأعظم حقداً من الشيعة على الأمة السنية . 


ولعل هذه المحنة تبرز أخص خصائص الأمة المسلمة على الإطلاق في جميع الأوطان والأزمان وتظهر تلك الصورة النظيفة الرصية الواعية ,
فلا بد من البلاء ليصلب العود , ولابد من الشدائد لتستجيش مكنونات القوى ومذخور الطاقة , وتتفتح القلوب لمنافذ ومسارب ماكان لمؤمن أن يعلمها إلا تحت مطارق الشدائد , فالقيم والموازين والتصورات ماكانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش من العيون , والران من القلوب ..
فهكذا يربي الإسلام الفطرة .. فلاتمل التكليف , ولاتجزع عند الصدمة الاولى ولاتخور عند المشقة البادية , ولا تخجل وتتهاوى عند انكشاف ضعفها...

واليوم تقبع أربعة بلدان عربية تحت الحكم الشيعي المباشر , يمارس فيها هذا الإحتلال اتجاه أهل السنة والجماعة الإبادة بمختلف صورها , وعلى اسس دينية وعقائدية , واذا كان معنى الابادة هو القتل المنظم لشعب من الشعوب , وقد استعمل أول مرة إشارة إلى محاولة النازيين القضاء على اليهود خلال الحرب العالمية الثانية , وكذلك استعملت كلمة – الابادة – إشارة إلى حرب البوسنة والتي تعرض فيها المسلمين للابادة على يد الصرب , وهذه الابادة التي مارسها الالمان والصرب ماهي إلا صورة من عشرات الصور التي مارسها الشيعة بحق أهل السنة في العراق وسوريا ..
وقد حار أهل السنة في الطريق الأمثل للحافظ على الهوية السنية : [ لأنه لايمكن لأمة أن تحيا بلا هوية , فهي البصمة التي تميزها عن غيرها , وهي الثابت الذي يتجدد ولاتغيير , ولايمكن لأمة تبغي الديمومة والبقاء حتى تتحلى بتلك الهوية المميزة , وإلا فإن الأمة بلا هوية هي أمة فاقدة السيادة فارغة من أي محتوى فكري , خالية الوفاض من أي رصيد تاريخي , وبالتالي فليس لأولادها من مصير إلا التشرذم والتفكك , ومن ثم السقوط الحضاري المدوي وتداعي الامم عليها تداعي الاكلة على قصعتها ] . 






وانطلاقا من تلك الضرورة لابد من معرفة السبل للمحافظة على الهوية السنية 

سبل المحافظة على الهوية السنية: 
1- التحصن بعقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة : 
في خضم التحديات التي تواجهها الأمة من إختلافات بينية وعقدية يجدر بالمسلم أن تكون لديه رؤية ناضجة في كيفية التعامل مع هذه التحديات , وهذا يتطلب منه قوة عقدية وركائز ثابته تأخذه لبر الأمان وشاطئ النجاة... 
إن الدعوة إلى تعميق الفهم العقائدي والمنهجي يشكل حصانة ضد كل الحركات الضالة .. 
والحصانة بالمعنى الدقيق هي : [ هي البناء العقدي المتين من خلال الفهم الناضج لمنهاج الله كتاباً وسنَّة ، ووقاية الفكر والعقل عن كلِّ ما يخلُّ بهما من الآراء الفاسدة ، المخالفة لمنهج أهل السنَّة والجماعة في التلقي والاستدلال] 
فالدعوة الشرعية تشكل الحصانة لأفراد الامة وهي تشبه إلى حد كبير جهاز المناعة الواقي الذي يمنع تسرب أي شئ من الخلل والعطب فيفسده ويخل به .
وهكذا فان أفراد الأمة اليوم وخصوصا في العراق وسوريا محتاجون لما يحوط عقيدتهم ويرعاها حق رعايتها من أن تتلقى شيئا من شبه الضلال فيقع في قلوبهم شئ من الإنخداع فيزيغ قلبه فيكون حينذ من الهالكين 
وليس من شك في أن المسلم إذا لم يتلق العلم من منابعه الأصيله وروافده الصحيحة أخذاً من الكتاب والسنة على هدي السلف الصالح فانه سيتخبط خبط عشواء , فيقع في مزالق يتباين حجم خطئها وضلالها 
والحقيقة أن العقيدة في العراق وسوريا في خطر كبير بل إننا لانبعد النجعة إن قلنا أنه لاوجود للإعتقاد الصحيح في العراق وسوريا بين العامة من الناس إلا القليل النادر لأن هؤلاء العامة غير محصنين فكرياً وإعتقادياً بمنهج أهل السنة وذلك لسببين الأول : هو تقصير الدعاة قبل سقوط بغداد وقبل حصول الاحداث في سوريا في بيان العقيدة الصحيحة للعامة من الناس وانشغالهم بأنفسهم وبما لايغني 
الثاني : 
إن الكلام في العقيدة ومنهج أهل السنة في العراق وسوريا يعتبر من أعظم الجرائم على الاطلاق .. فقد يكون هنالك قيد من المسامحة عند سبك أو اهانتك لأحد رموز الحكم في بغداد وسوريا ولكن الكلام في العقيدة ومنهج أهل السنة لايمكن السماح فيه على الإطلاق , 

2- تدارك مشكلة الإعلام .. 
فما زال الكثير من أهل السنة يجهل القيمة الحقيقة للإعلام ..ففيه تُمارس الكثير من الدعايات وآليات التضليل والتلاعب , في الحرب على الإسلام ..
فتاريخ الإعلإم السني الرسمي العام يتميز بعدم موضوعيته [ وحجته في ذلك الوطنية والمصالح القومية , وأصبحت تلك مبررات وذرائع للخروج عن القواعد الإعلامية النزيهة , فلو تأملنا واستقرأنا دور الإعلام إبتداءاً من حرب فيتنام إلى الجزائر ثم الفوكلاند مرورا بحرب الخليج الثانية وأفغانستان ثم الحرب الأخيرة على العراق ؛ لوجدنا تفنن وسائل الإعلام المختلفة في فبركة الواقع بدلا من تغطيته وتقديمه كما هو للرأي العام ] 
ولايخفى على أحد إن الإعلام من أعظم أسباب إنتشار دين الله على هذه البسيطة , كما له في ذات الوقت الدور الكبير في تشويه هذا الدين ومسخة وتقديمه إلى الناس بصورة تجعل منه مجموعة من الطلاسم والتقاليد البالية التي يجب رفضها وركلها واستعداء أهلها ..
فلم يدخر أعداء الإسلام جهدا في إستخدام الإعلام وسيلة للصد عن سبيل الله ودينه القويم , مستخدمين الطرق التقليدية التالية التي أستخدمها آباءهم الأقدمون ..
[أ- السخرية والتحقير والإستهزاء والتكذيب . 
ب‌- إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات حتى لايبقى للعامة مجال للتفكر والتدبر. 
ج‌- الحيلولة بين الناس وسماعهم للقران باثارة الشغب والضوضاء واللعب والغناء ]. 
ح‌- تسمية الأسماء بغير مسمياتها . 
خ‌- الإغراق في وصف حالةٍ شاذة أو نادرة الحصول بين المسلمين وتضخيمها وجعلها الاصل وقطب الرحى لعجلة الإسلام والمسلمين .
د‌- قلب موازين الحق .. فيسمون التمسك بالحق تطرفاً وإرهاباً , ويسمون التماري والتماهي في الباطل مدنية وحداثة ..
ذ‌- التركيز على مآثر الغرب وتلميع أعلامهم ووقائعهم , يقابله التشويه المتعمد لتاريخ المسلمين بطمس مآثره والطعن فيه ولو من طرفي خفي ..
3- رصد مخططات الشيعة وجرائمهم من الداخل :
تنحصر مخططات الشيعة ومكايدهم في حق أهل السنة والجماعة دون سواهم من الملل والنحل الكافرة , فالتاريخ كله لم يشهد للشيعة مناكفة مع الأمم الكافرة التي تدين بغير دين الإسلام ولو لمرة واحدة ؛ بل على العكس من ذلك كله , فتعاون الشيعة مع أعداء هذا الدين أكثر من أن تحصى ,
فاما العامة فليس لهم من هم إلا استعداء أهل السنة واجتثاثهم ... ومن ثم التوسل بالمقبور , وبالتالي فهم طائفة متخلفة لاتتقن إلا وسائل القتل والتدمير والاجتثاث 
فما إن يحلوا في بلادٍ إلا عمّ الفساد في برها وبحرها وسماءها ..
أما النخب فهي قليلة في هذه الطائفة وهي مع قلتها فهي لا تحسن مواجهة العامة من الناس وغير متمكنة من أبجدية اللغة ولا الخطاب , بل هم أقرب إلى الجهل منهم إلى الفهم الواقعي والطرح الواعي , وهم لايختلفون عن العامة من حيث الاعتقاد بل هو أشد منهم كفر ونفاقا ..
أما علمائهم فليس لهم من هم في هذه المرحلة إلا تذويب أهل السنة في دينهم عبر مراحل ثلاث : الأولى : 
دعوة عامة الشيعة إلى النفير العام , أو ما يسمى بالجهاد الكفائي – وهو غير فكرة النفير العام – ولكن كما ذكرت إن عامة الشيعة لايفهمون لغة الخطاب وإنما يفهمون نية المخاطب من خلال عقدة الثأر والإنتقام المتأصلة في نفوسهم , ونفس المرجع ..
وبتلك الطريقة يتمكنون من إستئصال العدد الأكبر من أهل السنة عن طريق القتل والتشريد وتحطيم البيئة السنية وتخريبها . 
أما المرحلة الثانية : فهي الطريقة الفكرية , وهي محاربة الفكر بالفكر.. وهذه الطريقة فشلوا فيها فشلاً ذريعا لخواء عقولهم , وسذاجة معتقداتهم وقربها من الأسطورة والخرافة , لذلك فهم يلجؤون إلى المرحلة الثالثة وهي : إستدارج عامة أهل السنة وحتى خاصتهم من بعض الصحفيين والكتاب ممن لم يتعلموا جيدا العقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة , خصوصا من تعلم منهم علماً صحفيا , وطار فرحا بهذا الفن وظنه علماً وماهو بعلم.. وكما ذكرنا هم يستدرجون أهل السنة من خلال التالي : 
أ‌- الشعارت الجامعة ,مثل الدعوة إلى الحوار, وإلى الوحدة الإسلامية 
ب‌- الدعوة إلى التسامح مع إنهم ينشطون في القتل والتدمير في كل الأمكنة التي يتمكنون فيها 
ت‌- استغلال القضية الفلسطينية من أجل كسب قلوب الملايين من شباب أهل السنة الذين يرون خذلان الأمة لها , مع إن هؤلاء الشيعة أشد عداء واعتداء على الفلسطينين .. وقد رأينا ذلك في العراق خاصة .. فقد مارس الشيعة أشد انواع الفتك والقتل وابشعها في حق الفلسطينين حتى أمست جثث رجالهم تملأ شوارع بغداد ونساءهم مغتصبات منتهكات الأعراض .. وماجرى لهم في بغداد سنة 2006 ليس ببعيد 
ث‌- الدعوة إلى الطعن في مقررات التاريخ والدين تحت مسمى النقد وهذه الدعوة استجاب لها الكثير ممن لم يعرفوا عقيدة أهل السنة والجماعة إلا على سبيل الإجمال , ولم يعرفوا أصول وثوابت أهل السنة التي أُخذت من دليل السمع وأقوال الصحابة الكرام والأئمة الأعلام ممن شهدت لهم الأمة بالخيرية . 


أما جرائم الشيعة فهي أكثر من أن تحصى , ولكن ذاكرة أهل السنة مثقوبة لذلك يجب توثيق تلك الجرائم , لأن هذا التوثيق يعطي للأجيال القادمة وللعالم تصوراً واضحاً عن طبيعة تلك النفسية المجرمة , والعقد التي دفعت هؤلاء لإرتكاب هذه الجرائم , ومعرفة كل الدوافع الحقيقية لها , كي تتضح الطبيعة الإنتقامية لهذه الطائفة برمتها ..
ومن خلال تلك التوثيقات تعرف الأجيال والعالم كله كيف صيغت عُقد الإنكسار والإنهزام إلى عقائد دينية تدعو إلى إرتكاب أبشع الجرائم على مر التأريخ وبدم بارد ..
ولقد ألتفت العالم كله وفي وقت مبكرة إلى أهمية التوثيقات وعرضها في الإعلام أمام الناس لما يرى من الأثر العظيم الذي لايمكن تحقيقة إلا بتلك الطريقة, فقامت كل ملةٍ أو نحلةٍ أو طائفة أو قومية أو أقلية بتوثيق الجرائم التي وقعت بحقها لأجل الغرض الذي ذكرناه آنفا ..
ومن العجب أنك ترى اليوم العالم كله يقوم بتوثيق جرائم القاعدة وداعش والتي هي بالتالي تُنسب إلى أهل السنة والجماعة زوراً وظلماً وهذا هو مقصد موثقيها قطعاً ,في حين لا ترى أي توثيق لجرائم الشيعة في حق أهل السنة والجماعة خاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان , والتي إذا ما قورنت بجرائم داعش والقاعدة المنسوبة إلى أهل السنة والجماعة فإنها لاتكون إلا نقطة في بحر ...
وأنظر وتأمل كيف استقبل العالم كله الفتاة الأيزدية وطافوا بها جميع البلاد وكيف منحت جائزة نوبل ..!! 
مع إن جرائم الإغتصاب والإمتهان التي أرتكبت بحق نساء أهل السنة في العراق وسوريا واللاتي تعرضن لأكثر مما تعرضت له تلك الفتاة الأيزيدية , فما الذي يميز تلك الأيزيدية عن مئات الألوف من نساء أهل السنة ..ولكن 
عين الرضا عن كل عيب كليلة 
ولكن عين السخط تبدي المساوئا
والذي يتابع قصة الأيزيدية - والتي نعترف بمظلوميتها - وطوافها في بلاد العالم كله ثم يسأل نفسه من أين تلقت كل هذا الدعم وهذه التثقيف لتدعى إلى كل تلك البلدان وتقف على كل تلك المنابر لتقول إن المسلمين يخيروننا بين الإسلام والإعدام .. يجد المغزى الحقيقي من ذلك التوثيق 
والذي يتابع إهتمام الإعلام العالمي والعربي لقضية هذه الأيزيدية وسعيه المتكلف من أجل أبراز هذه القضية وجعلها محور الأفكار التي تدور حول قضية الإسلام المتكلف والمتشدد .. مع إهماله الشديد والمتعمد لمئات الالوف من نساء أهل السنة اللاتي يتعرضن للإغتصاب وبشكل متكرر وعلى مسمع ومرأى من ازواجهن واهاليهن في مشاهد مريعة لم تشهدها الانسانية منذ أن خلقت .. 
وبين هذا الإهتمام المتكلف والمصطنع , وذاك الإهمال المتعمد؛ يمكن ان توضع مئات علامات الإستفهام أمام هذا الإعلام ودوره المشبوه من قضية تعدّ من أهم القضايا على مر التأريخ 

4- التعاون الجاد والمنظم بين جميع الهيئات والمؤسسات والشخصيات المؤثرة والتي تجد في نفسها القدرة على التأثير لأجل الحفاظ على معتقدات أهل السنة وأصولهم وثوابتهم ومعالم هويتهم وكل حسب طاقته , ولكننا اليوم لا نجد أي تعاون ولو بالحد الأدنى من الكثير من المؤسسات والهيئات والشخصيات المؤثرة من أصحاب المال والجاه والسلطان والكلمة في الداخل أوفي الخارج ... 
نعم هنالك موانع وعوائق وعلائق تجعل من الصعب أن تجتمع تلك الهيئات وتلك المؤسسات ضمن إطار واحد , ولست لهذا أدعو وإنما أقول يمكن أن يكون بين تلك المؤسسات والهيئات والشخصيات العامة خيط ولو دق فانه نافع باذن الله 
على أن يكون هذا التعاون محصوراً ومكرسا لتحصين أهل السنة من العقائد الضالة والمنحرفة وتعزيز ثوابت وأصول دين أهل السنة والجماعة مبتعدين في هذا الوقت عن أي مظهر من مظاهر العنف وأن يصبروا على أذى الشيعة مهما عظم عملا بقول الباري جل جلاله : [ ياقومي استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء] 
وقبل أن تنكر أو تستهجن ماذكرته لك آنفاً بشأن الصبر أرجو أن تتأمل وتتدبر وبصبر جميل : 
[وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين * وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ * قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ * وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ * فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ * 
5- قد يستغرب البعض قولنا إن مجرد كونك من أهل السنة - في العراق - فأنت مجرم حتى تثبت براءتك ؛ ولن تثبت إلا بإحدى طريقتين الأولى : أن تكون كافراً بما عليه أهل السنة والجماعة جملةً وتفصيلاً , كأن تكون متحلالاً من الدين بالكلية وأن لا يمنعك شئ عن سب الله وآياته والتي يعتقد بها أهل السنة ,أو تكون قد انحرفت إلى إحدى الملل الكافرة أو الوثنية , أما الثانية : فهي إعتناقك للدين الشيعي وأن تشارك القوم لوزام المعتقد من سبٍ ولعنٍ وممارسة القتل والتهجير بحق أهل السنة وبصدر منشرح .
وهذا الوضع يعرفه جميع العراقيين من أهل السنة والجماعة , بل هو من المسلمات التي لاتحتاج إلى بيان أو تأصيل . 
لذلك فأهل السنة في العراق ومن أجل الهروب من هذه التهمة وعدم التلبس بها يلجأون إلى عدة طرق : 
أ‌- الأبتعاد عن أي مظهر من مظاهر التدين 
ب‌- التحلل الأخلاقي 
ت‌- ممارسة الطقوس الشيعية 
ث‌- مشاركة القوم في كل مظاهر التدين الشيعي 
ج‌- ممارسة العادات والتقاليد التي يمارسها المجتمع الشيعي خاصة 
ح‌- التشبه في اللباس وطريقة القسم والكلام 
خ‌- غسل الموتى ودفنهم على الطريقة الشيعية 
د‌- تقديم الأموال لأصحاب المواكب والحسينيات 
ذ‌- المبادرة لعمل يلفت إنتباه الشيعة كي يكون دليل براءة لصاحب هذا العمل 

وهكذا أصبحت قضية الهروب من تهمة التسنن شغل أهل السنة الشاغل ؛ لذلك فقضية التواصل والترابط ما بين مكونات المجتمع السني قضية تكاد تكون في حكم المستحيل , وفي ظل هذا الطغيان الشيعي فليس من حل لتلك المعضلة إلا الإقليم وما دون ذلك خرط القتاد ..




6- حالة الفزع الشديد التي يعاني منها أهل السنة أفرزت ثلاث اصناف , أو ثلاثة أقسام من أهل السنة : 
القسم الاول : وهم الذين يعملون بجد آناء الليل وأطراف النهار يعلنون عن أنفسهم وأهليهم أنهم قد أصبحوا براء من أهل السنة والجماعة . 
وأما القسم الثاني فهم الذين يملكون الإيمان ويعملون على بناء أنفسهم من الداخل دون أن يظهر شئ من ذلك إلى الخارج وهؤلاء هم الفئة التي ينتظر أن يؤيدها الله بالنصر . 
أما القسم الثالث : فهم الذين لايعنيهم أي شئ من أمور الدين ويتميزون ببرود الأعصاب والخدر الشديد عند كل شدة ومحنة , وهؤلاء لايبالون إن كانوا مع أهل السنة أو مع الشيعة بل إنهم لا يعانون ولايألمون لشئ يحصل لاي طرف كان . فهم يتميزون بالبلادة المطلقة , والسبب في ذلك أنهم أشغلوا أنفسهم بأنفسهم – وطائفة أهمتهم أنفسهم – بعد أن أقنعوا أنفسهم أن الدين هو مصدر كل بلوى , لذلك تراهم قد أغرقوا في عالم الفن والشعر والادب وكل مالا يذكرهم في دين الله , بل ترى هؤلاء أحيانا يهاجمون وبشراسة أي مظهر من مظاهر التسنن ويصفون ذلك بالتخلف والرجعية ..

7- دعوة العامة إلى التواصل والتعاون والتكافل , والتذكير الدائم بالأثر الكبير للأعمال الصالحة وإن دقت , ومثالنا على ذلك الدعوة إلى الإستغفار والتي تفتح مغاليق الأمور فإذا ما قرأنا قول الله عزوجل : [ وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم , ولاتتولوا مجرمين ] علمنا أنه ليس هنالك ثمة مستحيل أمام قدرة الله عزوجل . 
8- دعوة العلماء والكتاب وصناع الرأي والسياسيين لأظهار مظلومية أهل السنة في العراق وفي كل البلاد التي تلسط فيها الشيعة 
والأتصال بإجهزة الإعلام المختلفة من أجل تحريك الرأي العربي والعالمي لما يجري لأهل السنة , واني أرى أنه لو أستيقظ العالم على مأساة أهل السنة في العراق وذلك من خلال تنبيههم بطبول المظاهرات والهتافات فإن ذلك سيكون خطوة إلى الأمام 


9- فهم الأوضاع الدولية والأقليمية ومتابعة الأحداث الجارية وتحليلها بعمق من أجل الخروج بالدروس والعبر التي تفيد من أجل أتخاذ الخطوات المستقبلية , وهي جزء من فهم المسلم لواقعة الذي يتحرك فيه , والعمل والبحث عن القوى التي يمكن العمل معها , ثم النظر بعد ذلك إلى مايمكن إنجازه من خلال رسم خطة للعمل ..
والسياسة بتعريف مختصر هي علم حكم الدول , أو هي الصراع من جهة , والتعاون من جهة أخرى , وهذان المفهومان هما بالحقيقة وجهان لعملةٍ واحدةٍ أو مؤدى إلى نتيجة واحدة إلا وهي الإستقرار الإجتماعي أو توازن القوى المتحرك . 
ولكن أهل السنة كثيراً مايتجاهلون السياسية مع إن الواقع يقرر أنه من المستحيل تجنب السياسة في اي وقت كان بل لابد من العمل بها بعد فهمها , وأنا هنا لا أعني السياسة الوضعية التي يمارسها الحكام الذين لايدينون بدين الله عزوجل وإنما أعني السياسة الشرعية التي قررها الشارع في ثنايا كتابه المقدس وسنة نبية صلى الله عليه وآله وسلم .. مع إنه لاضرر من معرفة السياسية الوضعية , بل إن معرفة قواعد تلك السياسة وطرقها يجنب المسلمين الكثير من المطبات والتحليلات الخاطئة والتي كثيراً ما تسبب نتائج كارثية ..
إن قراءة الواقع السياسي المحلي والإقليمي والدولي ليس بالسهل , فكثيرا ما يكون ظاهرها خلاف ما يوحي باطنها , فالأكتفاء بالظاهر سطحية مخلة تورد إلى نتائج قد تكون كارثية في أغلب الأحيان . 
لكننا هنا في هذه العجالة نقرر أن التحليل السياسي وقراءة مابين السطور لأي حدث سياسي يعتبر حاجة ضرورية للخاصة والعامة من الناس .
إن قراءة التاريخ بصورة عامة يطلع الإنسان على أن للسياسة سنن ثابته , وأن المجتمعات التي تخطئ قراءة تلك السنن تصبح محلاً للتقاطعات والنزاعات والنقض التأريخي ,
وضرورة التحليل السياسي تكمن في ذلك الجسر النظري الذي يوصل إلى علم يقيني من خلال خطوات عملية ثابته وراسخة 
وهذا هو عين مايحتاجه أهل السنة , إذ لايخفى تخبطهم في المواقف والصراعات حتى أمسوا يتهافتون على النار تهافت الفراش ..
والتحليل السياسي قريب المعنى إلى التحقيق لأنه يكشف العلاقات بين المنظور والمظمور , والغائب والمشهود , كما إنه يكشف العلاقات الفاعلة في المجتمع ومؤثراتها وأهدافها , فمن خلال تلك التحقيقات نحكم على الظواهر والأحداث السياسية محلياً ودولياً وعالمياً 

10- إتفاق المحتل الأمريكي والشيعي في النوايا والأهداف والاستراتيجيات تجاه أهل السنة والجماعة في العراق , فتشكلت بينهم علوم وعوامل مشتركة لهذا الاتفاق .. من ذلك على سبيل المثال لاالحصر : 

أ‌- اتفاقهم على إسقاط الجيش العراقي وإبداله بجيش طائفي يدافع , بل يجتث كل من ينبس طائفته الشيعية ببنت شفه , ولو بالنية , وهنا لاندعي أن الجيش العراق السابق كان يدافع عن حقوق أهل السنة ويقمع طائفة الشيعة , بل على العكس, ولكنه كان جيشا يحمل صفات الجنديه الموضوعية والمحترفة ولو بالحد الأدنى , ولقد كان قادة الجيش العراقي السابق يتعاملون مع عامة الناس بروح الأب القائد , وكانوا أبعد مايكونوا من روح الطائفة وعناصرها , وقد ساحت تلك الروح على عامة الجيش , لذلك فلم يعرف عن الجيش العراقي السابق سواء من الخاصة أو العامة تصرفا طائفيا واحدا ..
ب‌- إفراغ الساحة السنية من كل رمز ديني أو قيادي وايجاد قيادات مسخ تسئ إلى التأريخ السني جملةً وتفصيلاً بل هي مثلا للعار جسداً وظلاً .
ت‌- تحطيم البنية التحتية للمجتمع السني , فقد عملوا بشكل جاد بل قادوا وأفتعلوا حروباً من أجل تخريب وتحطيم البيئة والبنى والمدن السنية ..فبداً من هدم البيوت على رؤوس ساكنيها ..وأنتهاءاً بالقتل والتهجير والإغتصاب .
ث‌- نشر محاكم التفتيش في كل الأمكنة الواقعية والإفتراضية حيث مارست تلك المحاكم التصفية والاغتيال والمنع والحجب وبصور مختلفة .
ج‌- ملاحقة الكفاءات والقيادات في كافة المواقع ومن ثم تصفيتهم وإن اسعف هؤلاء القدر بالهجرة والنجاة , فليس لهم من نصير في تلك البلاد التي هاجروا إليها اللهم إلا القليل النادر.
ح‌- العمل على تسطيح الفكر العام لعامة أهل السنة وذلك من خلال الدعوة إلى التغريب والحداثة والأفكار المجملة التي تحتمل الحق والباطل .
خ‌- أسقط الفزع من سطوة الطائفة الشيعية وقسوتها البربرية أهل السنة في فخ اللامشروع فأصبحوا مشغولين بأنفاسهم لا بحالهم , لذا من المستحيل والحال كذلك أن يولد مشروع أو تصمد لهم هوية ..
د‌- تقزيم حجم السنة ..فتواطئ الفريقان على الاتفاق على الزعم القائل بأن حجم أهل السنة في العراق لايتجاوز أكثر من عشرين بالمائة ، وهذه حقائق زائفة قام بنشرها والدعوة اليها الاستعمار البريطاني واليهودي للعراق سنة 1914 وعلى يد الكاتب اليهودي حنا بطاطو ..
ومن خلال ماذكرناه أنفا نجح الفريقان في فك إرتباط السنة بالدولة 
وإن أستمر الحال على ذلك فإن السنة سيصبحوا مع مرور الزمن مجرد رقم في الذاكرة ..


ــــــــــــــــــ
المصدر
/سبل-المحافظ...ية-السنية-ج-1/

https://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=189932



الخميس، 11 يوليو 2019

السجون العراقية.. واقع مزرٍ وحقائق جديدة صادمة


المصدر:وكالة يقين

فضائح مدوية، وانتهاكات صارخة في مجال حقوق الإنسان تواجه الحكومة الحالية في العراق، فمئات السجون والمعتقلات تضج بعشرات آلاف المعتقلين وذلك بذريعة محاربة الارهاب.

ويواجه المعتقلون داخل السجون العلنية والسرية أوضاعا قاهرة جراء تعرضهم لمختلف أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، واعتماد الجهات الأمنية في توقيفهم على المخبر السري، ومنعهم من حق مواجهة ذويهم، فضلا عن غياب القانون خلال إجراءات التحقيق معهم.

كما يعاني المعتقلون من اكتظاظ السجون وتردي الأوضاع المعيشية والصحية التي ساهمت في انتشار الكثير من الأمراض الجلدية والمعدية بينهم.

أوضاع مهينة لآلاف الموقوفين في نينوى

“وجود مئات النساء المعتقلات بدعوى انتمائهن لتنظيم الدولة “داعش” فضلا عن مئات الأطفال”

آخر الأدلة الدامغة التي تدين الحكومة الحالية، ما كشف عنه تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش والذي تحدث عن أوضاع مهينة لآلاف المعتقلين والمعتقلات في محافظة نينوى.

التقرير قال إن مراكز الاحتجاز المكتظة للغاية في نينوى تحتوي آلاف السجناء، معظمهم بتهم تتعلق بالإرهاب، لفترات طويلة في ظروف مهينة للغاية بحيث ترقى إلى حد سوء المعاملة.

وبحسب رايتس ووتش فإن الطاقة الاستيعابية القصوى لمراكز الحبس الاحتياطي الثلاثة في نينوى في تلكيف والفيصلية والتسفيرات تبلغ 2,500 شخص، بينما وصل عدد المحتجزين هناك إلى 4,500 سجين ومحتجز تقريبا، من بينهم 1,300 شخص تمت محاكمتهم.

ووثقت المنظمة الدولية وجود مئات النساء المعتقلات بدعوى انتمائهن لتنظيم الدولة “داعش” فضلا عن مئات الأطفال، كما وثقت حالات وفاة خلال الاحتجاز في نينوى نتيجة الاكتظاظ الشديد.



70 ألف مذكرة قبض في نينوى

وكالة يقين علمت من مصادر خاصة بوجود نحو 70 ألف أمر بالقبض في محافظة نينوى فقط، أغلبها صدرت بناءً على تهم كيدية، وحصلت يقين على شهادات لذوي المعتقلين المتواجدين حاليا في معتقلات بمحافظة نينوى.

المواطن (حارث بشار) روى لمراسلنا تفاصيل ما جرى مع والده، حيث ألقت قوة عسكرية مجهولة تبين فيما بعد أنها الأمن الوطني؛ القبض عليه بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على الجانب الأيسر من الموصل وتحديدا في شهر نيسان من العام 2017.

“نحو 70 ألف أمر بالقبض في محافظة نينوى فقط، أغلبها صدرت بناءً على تهم كيدية”

يقول حارث إنه طيلة السنة الأولى لغياب والده لم يعلم مكانه أو موقع احتجازه، وأنه بحث في جميع السجون والمواقف ولم يتم الكشف عن أي معلومات بشأنه، ولم يرد أي خبر عنه لغاية شهر نيسان من العام 2018، أي بعد عام كامل على احتجازه، وبعد ذلك علموا أنه موقوف في سجن تلكيف شمال مدينة الموصل.

ويضيف، أن والده تعرض لشتى أنواع التعذيب أجبرته على الاعتراف تحت الإكراه بما يريد المحققين منه، ولفت إلى عدم السماح لهم بمواجهة الموقوف أو تعيين محام لمتابعة قضيته لغاية يوم عرضه على المحكمة والتي حكمت عليه بالسجن المؤبد.



 5 آلاف مغيب من الأنبار في السجون السرية



المشهد في محافظة الأنبار غربي العراق أشد قسوة بعض الشيء، إذ لا يزال مصير الآلاف مجهولا، بعد اختطافهم من قبل الميليشيات القريبة من إيران خلال العامين 2015 و2016.

“وجود انتهاكات كبيرة لملف حقوق الإنسان داخل السجون العراقية”

وأغلب المعتقلين من محافظة الأنبار الذين يقدر عددهم بالآلاف تم تغييبهم في سجون سرية تابعة لميليشيا الحشد الشعبي وأغلبها في ناحية جرف الصخر شمالي بابل.

وبحسب مجلس الأنبار فإن عدد المختطفين يقترب من الخمسة آلاف من أبناء المحافظة، إلا أن المسجلين منهم لدى المجلس هم قرابة الـ 1730 شخصا.

ويطالب المواطن (محمود العلياوي) من مدينة الرمادي بالكشف عن مصير نجله (قتيبة) الذي تم اختطافه في منطقة الرزازة من قبل ميليشيا الحشد نهاية العام 2015 ولايزال مصيره مجهولا.

العلياوي الذي أنهكه المرض وفراق نجله البالغ من العمر 40 عاما، يأمل بعودته إلى عائلته، ويؤكد على أنه طرق أبواب الجهات المسؤولة جميعها، مجلس المحافظة، ونواب الأنبار، والقيادات الأمنية لكن من دون جدوى، واتهم الحكومة بالعجز عن الكشف عن مصير المختطفين، فضلا عن تواطؤها مع الجناة.



نساء بدون جريمة في السجون

لجنة حقوق الانسان في البرلمان أكدت على وجود انتهاكات كبيرة لملف حقوق الإنسان داخل السجون العراقية.

وقال رئيس اللجنة (أرشد الصالحي) في تصريح لوكالة “يقين” إن اللجنة وثقت جملة من الخروقات والانتهاكات داخل السجون، وأبرزها اكتظاظ السجون وتأخر إجراءات التحقيق وقلة الغذاء والأدوية، فضلا عن المعاملة السيئة والتعذيب.

الصالحي أشار إلى أن اللجنة قدمت تلك الانتهاكات والشكاوى إلى الجهات الحكومية لمعالجتها لكن من دون أي نتيجة، وبين وجود صفقات فساد كبيرة ترافق عملية إطعام النزلاء داخل السجون.

وكشف الصالحي عن أن عدد المحكومين في السجون العراقية يقترب من الـ 30 ألف محكوم، مبينا تسجيل حالات اعتقال الكثير من النساء وإيداعهن في السجون ليس لجرم اقترفوه، بل وفقا لجريمة الغير (القريب).

57 ألف معتقل في سجون الحكومة العلنية

“وجود 6 آلاف معتقل في نينوى من بينهم 1500 تم الحكم عليهم ولا يزالون في سجون نينوى”

المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أكدت على وجود انتهاكات خطيرة داخل المعتقلات والسجون العراقية، وكشفت عن الأرقام التقريبية لأعداد المعتقلين في السجون العلنية.

عضو المفوضية (زيدان العطواني) قال في تصريح لوكالة “يقين” إن الأعداد التقريبية للمعتقلين في السجون العراقية يقترب من الـ 57 ألف معتقل، بينهم 28 ألف محكوم.

عضو المفوضية أكد على أن العديد من السجون ومراكز التوقيف لا تدار من قبل وزارة العدل بل من قبل الجهات الأمنية التي تشرف عليها، وهو ما عده خرقا للقانون العراقي النافذ.

وتعقيبا على ما ورد في تقرير منظمة رايتس ووتش الأخير والتي تحدثت عن وجود 4500 معتقل في محافظة نينوى، قال العطواني إن عدد المعتقلين في المحافظة أكثر من ذلك بكثير، حيث تؤكد المعلومات على وجود 6 آلاف معتقل في نينوى من بينهم 1500 تم الحكم عليهم ولا يزالون في سجون نينوى المكتظة أصلا ولم ينقل منهم إلى السجون المركزية الأخرى إلا 500 معتقل فقط.

وتشمل الأرقام التي يكشف عنها القضاء في العراق أو مفوضية حقوق الإنسان عن أعداد الموقوفين والمعتقلين في السجون العلنية ولا تشمل المغيبين في السجون السرية.



ممارسات عنصرية



المرصد العراقي لحقوق الإنسان بدوره أكد على وجود عشرات الآلاف من المعتقلين الأبرياء داخل السجون العراقية.

رئيس المرصد (مصطفى سعدون) وفي تصريح لوكالة “يقين” قال إن عشرات آلاف من الأبرياء في السجون لم يطلق سراحهم، لأسباب سياسية أو نتيجة إهمال من قبل وزارات الدفاع والداخلية والعدل لملف السجون وحقوق المعتقلين، مؤكدًا على أن أغلب المعتقلين تم توقيفهم بناء على بلاغ المخبر السري وخلال العمليات العسكرية لاستعادة المدن من سيطرة تنظيم الدولة “داعش”.

“عشرات آلاف من الأبرياء في السجون لم يطلق سراحهم، لأسباب سياسية أو نتيجة الإهمال”

ولفت مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان إلى أن الوضع في السجون سيئة للغاية ولا تتطابق مع المعايير الدولية، وتعكس عدم التزام العراق بالاتفاقيات الدولية الخاصة بالسجون.

وكشف سعدون عن وجود حالات ابتزاز ومساومات كبيرة داخل سجن الحوت المركزي في مدينة الناصرية، مشيرا إلى أن المعتقلين محرومون من أبسط حقوقهم القانونية، مبينا أن الجهات الحكومية تمنع زيارة الرجال لذويهم المعتقلين داخل السجن.

وشدد سعدون على أن تلك الممارسات ناتجة عن عقد عنصرية وحزبية وشخصية، وقال إن ما يحدث في السجون يأتي نتيجة لهيمنة جهات معينة على القرار في مختلف المؤسسات ومنها السجون.

ومع تفشي الفساد في مؤسسات الدولة العراقية، وتجاهل الجهات الحكومية لملف المعتقلين، تحولت السجون إلى مولات مربحة تسعى الأحزاب والميليشيات والقيادات الأمنية السيطرة عليها، خاصة وأن الكثير من المعتقلين يطلق سراحهم شرط دفع مبالغ مالية كبيرة تتراوح ما بين 10-30 ألف دولار أمريكي.


الخميس، 4 يوليو 2019

كيف صنع الكليني والطوسي توقيع المهدي وسفراءه أمثال حسين بن روح النوبختي



بقلم / آملة البغدادية
خاص / منتديات أهل السنة في العراق


من أهم وأغرب ما حوت كتب الشيعة هو (تواقيع المهدي) الغائب عندهم المستتر منذ 1200 عام، والتي تناقلت تواقيعه المزعزمة تلك سفراءه الأربعة بإسهاب ضمن كتاب الغيبة لعالمهم الطوسي (ت 460 هـ) مثال، وهو مدار البحث . إن أول من ذكر النيابة ونيابة السفير الثاني هو الكليني في كتابه الكافي برواية ساقطة السند، وهو من عاصر النواب الأربع في عصر الغيبة الصغرى، دون أن يأتي برواية واحدة عنهم، أو عن من لقيهم، والغريب أن عالمهم الصدوق الأول الذي عاصر الإمام الحسن العسكري رضي الله عنه كتب إليه وصية قبل موته لم يذكر فيها شيء عن سفيره الأول المزعوم حينما ذكر (والتفقه في الدين، والتثبت في الأمور)، والرواية في كتاب الصدوق كمال النعمة . من مهازل ما حواه كتاب الغيبة قول محمد بن عثمان العمري - السفير الثاني - وهو يتحدَّث عن لقائه مع المهدي (ع): آخر عهدي به عند بيت الله الحرام، وهو يقول: 
(اللَّهُم أنجز لي ما وعدتني)) ! سفيره لايعرف بترحاله ، والحجة صاحب الزمان بيده تصريف الكون يدعو الله أن ينجز الوعد ! هذه فضائح كذبهم على الله وعلى آل البيت ثم يدعون الدين الحق !.
 

والمثير في الأمر تشكيك الكثير من علماء الشيعة بروايات المهدي ورجعته، منهم البهبودي الذي أقرّ أنها صنعت في زمن الغيبة ، و(صُنعت) هي الصفة الأدق حيث مطابخ قم ضد الإسلام وأهل السنة.
أعلاه وثيقة من كتاب الأنوار للمجلسي بعدم معرفة الناس للمهدي الغائب لا بولادته ولا بوجوده 5 سنوات، ولا ظهر بعد وفاة أبيه الإمام العسكري .

نقلاً من موقع تابع للمرجع السيستاني تحت أسم (مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي ) موضوع بعنوان (موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام)) * الرابط أدناه، وهو كتاب لمحمد تقي اكبر نجاد ، ومنه ( توثيقات أبي القاسم حسين بن روح النّوبختيّ ) السفير الثالث كما تداول بين الشيعة لقرون، وفيها نصوص من كتاب الغيبة هذا للطوسي ، هذا الكتاب الذي يُعد المرجع بما يخص غيبة مهديهم وسفراءه، أستعرضه بشكل مفصل ليتبين حجم الكذب عند الطوسي أحد أكبر أعمدة دينهم .عند الاطلاع على مواقع الشيعة الألكترونية تصادفك الكثير منها تعرّف بالمهدي الغائب وبسفراءه المزعومين الذين لم يقدموا شيء للشيعة لا فتوى ولا عند الخلافات بينهم كما حصل بين الخليفة والحسين بن روح النوبختي ( ت 326 هـ) السفير الثالث، حيث سُجن أربع سنوات، والخلاف بشأن الأموال ! بينما السفراء كانت مهمتهم لأجل جمع الأموال الحرام بأسم الخمس لحين ظهور المهدي، فلا ظهرت الولاية التكوينية للمهدي ولا حلّ من أموال الخمس بما يخلّص سفيره الذي كان ينوب عنه من تهمة السرقة، وهكذا بقيت الشيعة بلا ولي أمر خمس سنوات ! ، والمضحك أن الغائب ظهر فقط ليوثق كتاب الكافي وهو أبن 5 سنوات بقوله ( كاف لشيعتنا) ! .
هنا النص الفاضح وتفصيله سيأتي لاحقاً ( غضب حامد بن العباس عليهم واصطفى أموالهم، حدث نزاع بين أبي القاسم وحامد، ووقعت بينهما أمور آلت إلى سجنه، فسُجِن من سنة 312 هـ. إلى 317 هـ. بعنوان أنّ الديوان الحكومي يطلبه مالاً جزيلاً.) .

إن هذه الواقعة تكفي لنسف خرافة السفارة وتشييع أبن روح النوبختي من حيث المنطق، والعبث أن يذكر هذا الاستشكال الطوسي نفسه في كتابه الغيبة .
يقول :
( ذكر الطبري في تاريخه كيفية اطلاق سراح ابن روح النوبختي من السجن وأسباب اعتقاله فقال: كان محبوساً بسبب مال طولب به من قبل الديوان(١٦٩)
يقول الطوسي : أقول: وهذا غير تام أيضاً؛ فلا يعقل من ابن روح أن يسجن خمسة أعوام في السجن لأجل هذا المال مع وجود بني نوبخت وهم أصحاب المراتب والمناصب العالية في الدولة!!؛ وما كانوا يسلمون له من الأموال من الوزراء والأمراء؛ وكان له رزقاً من بيت المال.. إلخ(١٧٠). ومع أنه كان لا يفعل إلا الصواب بأمر الإمام المهدي (عليه السلام) فكيف يسمح الإمام له بأن يقترض أموالاً من الدولة بحيث يبقى عاجزاً عن تسديدها!! ويبقى بعيداً عن المهمة التي اختير ابن روح لها في أمر السفارة!!. ) 

أقول ومن فمك ندينك أبطلت ما لا يعقله المنطق، الذي لا يعقل أن تُصنع الخرافة ولوازمها ثم يُستغرب نقض الواقع لها ، فما بال الشيعة لا يفقهون ؟

هذه فضائح كذبتهم الكبيرة وما وجدنا منهم رجل رشيد يعترض على أسطورة الغائب .

مصدر كتاب الغيبة للطوسي من أين ؟

هذا ما يفترض أن تفكر فيه الشيعة حول كتبهم التي تنقل أخبار السفراء سواء كانوا مدعين من أولهم وآخرهم أو منحولين من قبل متقدميهم الكليني والطوسي وغيرهم.
أدناه من مواقعهم التي توثق أن عقائد الشيعة مأخوذة من كتاب سليم بن قيس الموضوع بشهادة علماء الشيعة، فإن كان الأساس متهافتاُ باطلاً فكل ما يبنى عليه فهو باطل .
إن مصدر كتاب الغيبة هو مسودات ! أبن نوح السيرافي.
مؤلفاته: لأحمد بن نوح السيرافي مؤلفات كثيرة، أشهرها:
1 ـ أخبار الوكلاء الأربعة ( أو: أخبار الأبواب ). وقد اعتمد الشيخ الطوسي في كتابه؛ الغَيبة على هذا الكتاب كثيراً. وهو من المصادر القليلة التي تقدّم معلومات قيّمة حول عصر الغَيبة الصغرى، والنُّوّاب الأربعة، وكذلك حول الذين كانوا يَرَون أنهم أبواب للإمام الغائب عليه السّلام. واعتمد ابن نوح في هذا الكتاب ـ اكثر ما اعتمد ـ روايات ابن برنيّة هبة الله بن أحمد الكاتب الذي كان من شيوخه.
 وقد ذكر الطوسي في كتابه؛ الفهرست أن آثار أحمد بن نوح كانت على شكل مسوَّدات، فلم يَبقَ منها شيء.. ومع هذا فانّ الطوسي قد انتفع في « الغَيبة » من روايات ابن نوح.

أما أبن برنية فقد كان يتعاطى الكلام ويحضر مجلس أبي الحسين بن الشبيه العلوي الزيدي المذهب، فعمل له كتابا، وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين، واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين(عليه السلام) . أ هــ


عقيدة الحسين بن روح النوبختي/

في كتاب لسان الميزان لأبن حجر العسقلاني ترجمته : 

[1177] "ز- الحسين" بن روح بن بحر أبو القاسم أحد رؤساء الشيعة في خلافة المقتدر وله وقائع في ذلك مع الوزراء ثم قبض عليه وسجن في المطمورة وكان السبب في ذلك ومات سنة ست واثنتين وثلاث مائة وقد افتري له الشيعة الامامية حكايات وزعموا أن له كرامات ومكاشفات وزعموا أنه كان في زمانه الباب الى المنتظر وأنه كان كثير الجلالة في بغداد والعلم عند الله .

ومن كتاب أعيان الشيعة لمحسن الأمين :

ونسبته إلى الشيعة انها افترت له حكايات: من باب المرء عدو ما جهل فهؤلاء كلما رأوا شيئا لم تألفه نفوسهم نسبوه إلى الافتراء ولا عجب فالأمم السالفة كانت كذلك كما حكاه الله تعالى عنها في الكتاب العزيز.

يقول الطوسي في كتابه نقلاً من مركز الدراسات المهدوية :
أما مذهب آل نوبخت وابنه الفضل فهو مذهب السنة؛ وأما أولاد وأحفاد الفضل فقد اشتهروا بالتشيع وولاية علي (عليه السلام) وولده في الظاهر(٣٩)
ولا يوجد أي ترديد في لقب الحسين بن روح بأنه النوبختي؛ لأنه كان مخلطاً لآل نوبخت أمثال: أبي سهل اسماعيل بن علي، وأبي عبد الله الحسين بن علي وزير ابن رائق، وأحمد بن ابراهيم الذي كان صهراً للشيخ أبي جعفر العمري على ابنته أم كلثوم الكبيرة رحمهما الله؛ وكان كثيراً ما يقول أصحابنا في المكاتبات التي خرجت جواباتها على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح إنها بخط أحمد بن إبراهيم بن نوبخت وإملاء الشيخ أبي القاسم الروحي(٤٨)، وكان ابن روح قد دفن في مقابر النوبختيين كما سيأتي؛ فإن كل تلك الشواهد تكفي في صحة انتسابه لآل نوبخت. نعم ذكر الحافظ شمس الدين الذهبي نقلا عن يحيى بن طي المتوفى عام ٦٣٠هـ أنه قال،،، قال : كتب أبو عبد الله البلخي إليّ يذكر عن الحسين بن روح القميّ؛ أن أحمد بن إسحاق كتب إليه ليستأذنه في الحج فمات بحلوان (٥١)، ويؤيد نسبته تلك معرفته اللسان الآبي القميّ(٥٢)؛ وأنه لم يذكر اسمه في الشجرة النوبختية(٥٣)؛ ولعله والله والعالم - انتسب لآل نوبخت من أمه مثل أبي محمد الحسن بن موسى ابن أخت أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي؛ لأن آل نوبخت كانوا كلهم من أهل بغداد، وإن كان أصلهم من الفرس كما تقدم. أ هـ

هل هو حقيقة أم زوّر الطوسي سيرة حياة الحسن النوبختي الفقيه السني بعد 100 عام من أجل إثبات المهدي الغائب ثم التشيع الأثني عشري البدعي؟


مناظرة فصل فيها أبو القاسم بن روح :

يقول الطوسي: حضر ابن روح النوبختي مجلس مناظرة في دار ابن اليسار وقد تناظر اثنان، فزعم واحد أن أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ثم عمر ثم علي، وقال الآخر: بل علي أفضل من عمر، فزاد الكلام بينهما، فقال أبو القاسم: الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم عثمان (ذو النورين) ثم علي الوصي، وأصحاب الحديث على ذلك وهو الصحيح عندنا؛ فبقي من حضر المجلس متعجباً من هذا القول؛ وكان العامة يرفعونه على رؤوسهم وكثر الدعاء له، والطعن على من يرميه بالرفض. قال أبو عبد الله بن غالب حمو أبي الحسن بن الطيب - راوي هذا الحديث - فوقع علي الضحك، فلم أزل أتصبر وأمنع نفسي، وأدس كمي في فمي، فخشيت أن أفتضح فوثبت عن المجلس ونظر إليّ ففطن بي، فلما حصلت في منزلي؛ فإذا بالباب يطرق، فخرجت مبادراً فإذا بأبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) راكباً على بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلى داره، فقال لي: يا أبا عبد الله - أيدك الله - لم ضحكت؟ فأردت أن تهتف بي كأن الذي قلته ليس بحق!! فقلت: كذاك هو عندي فقال لي: اتقِ الله أيّها الشيخ، فإني لا أجعلك في حلّ، تستعظم هذا القول مني؟! فقلت: يا سيدي، رجل يرى بأنه صاحب الإمام ودليله يقول ذلك القول!!لا تعجب منه!! ويضحك من قوله هذا!! فقال لي: وحياتك لئن عدت لأهجرنك؛ وودعني وأنصرف (٦٧). أهـ


ما ورد أعلاه يدل على استنكار الحسين النوبختي لأمر سفارته، فأي توثيق يقصد من هذه القصة ومضمونها يناقض دعواه؟ كان الأولى أن ينصحه أو ينهره فقط في الوقت الذي ليس معهما ثالث بدل أن يهجره، وهو الوضع الطبيعي لمصلحة ستر الغائب وستر سفيره صاحب التقية كما زعموا .

يقول الطوسي في كتابه :
وكان ابن روح أعقل الناس عند المخالف والمؤالف(٥٧)، وصارت العامة تعظمه(٥٨)؛ وترفعه على رؤوسها ويكثر الدعاء له، والطعن على من يرميه بالرفض(٥٩)!!.
وروى الطوسي ما يؤكد هذه الحقيقة عدة روايات منها: ما رواه بإسناده عن أبي أحمد درانويه الأبرص الذي كانت داره في درب القراطيس قال: كنت أنا وأخوتي ندخل على أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) نعامله، قال: وكانوا باعة ونحن مثلاً عشرة، تسعة نلعنه وواحد واقف(٦٣) - وكان يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم لجاهه وموضعه وجلالة محلّه عندهم(٦٤) 
- وقد كان ابن روح عارفاً بالمذاهب والفِرق الإسلامية الأخرى؛ قال أبو أحمد درانويه الأبرص: إنه كان يجارينا في الصحابة، ما رويناه وما لم نروه فنكتبه لحسنه عنه (رضي الله عنه)(٦٥)، وكان قد استعمل التقية في سفارته مع غيره من المذاهب؛ فقد روى الطوسي بإسناده عن أبي الحسن بن كبرياء النوبختي قال: بلغ الشيخ أبا القاسم - النوبختي - أن بواباً كان له على الباب الأول قد لعن معاوية وشتمه، فأمر ابن روح بطرده وصرفه عن خدمته، فبقي أياماً طويلة يسأله في أمره، فلا والله ما رده إلى خدمته - وأخذه بعض الأهل فشغله معه كل ذلك للتقية(٦٦). أهــ

التقية !!! الشماعة المعروفة .
ما الداعي لها وأبن روح النوبختي مرافق الوزير أبن رائق ووجيهاً في البلاط العباسي ؟ ومتى كان التشيع آنذاك مطارد مرفوض قانوناً بحد السيف وكتب التاريخ نقلت نفوذ الخوارج من أهل قارس في البلاط العباسي ، بل وتملكهم الإمارات ؟


طالعت بحث بعنوان (وقفة مع السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي وترضيه على الخلفاء الراشدين) ، والذي لم يوافق فيه على استخدام النوبختي للتقية بنظر المفيد والطوسي، بحجة أن لعن معاوية على المنابر قد أُوقف بعد مناظرة القاضي يوسف بن يعقوب، وفيه : فالسفير الثالث الشيخ النوبختي كان يترضى على الخلفاء وكان يقديم أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ثم علي سلام الله علية , وطرد خادمه لمجر انه لعن وشتم معاوية ,يفسر لنا المحدثون ذلك بالتقية ,وأيضا من المعاصرين الذين قالوا بذلك ممن حقق في قضية المهدي السيد محمد الصدر , إلا أننا إذا اتفقنا معهم على التقية في مسالة تقديم الخلفاء الراشدين على علي عليه السلام ,سوف لن نستطيع أن نتفق معهم في قضية معاوية . ان الدولة منذ عهد المأمون العباسي قد أسست للعن معاوية فما هو المانع أو الموقف الذي جعل من السفير الثالث يقوم بطرد خادمه .. في الواقع ليس حبا بمعاوية ولا خوفا من سلطة ولكن السفير لا يريد ان يركب الموجة الطائفية التي تؤسس لها الدولة ويريد خلق مجتمع يربو على الأحقاد ويريد أن يهيئ إلى الإمام المهدي بمجتمع يرتقى فوق الاتجاهات الطائفية أي أن المجتمع ينبغي أن يترفع عن الطائفية السياسية .
قال أبونصر هبة الله بن محمد : حدثني أبو الحسن بن كبرياء  قال : بلغ الشيخ أبا القاسم رضي الله عنه أن بوابا كان له على الباب الأول قد لعن معاوية وشتمه ، فأمر بطرده وصرفه عن خدمته ، فبقي مدة طويلة يسأل في أمره
فلا والله ما رده إلى خدمته ، وأخذه بعض الأهل فشغله معه كل ذلك للتقية .) !


علماً أن قضية الولاية ولعن معاوية رضي الله عنه ذكرها الطبري الرافضي صاحب كتاب تاريخ الأمم والملوك .


هل كان أبن روح النوبختي سفيراً للغائب ؟

الرد من الطوسي في كتابه الغيبة /

وقد بدأ عمله فترة سفارة العمري وكيلا عنه (رضي الله عنه)، وهو أحد الوكلاء العشرة الذين كانت تجبى لهم الاموال إلى بغداد؛ وكان هؤلاء الوكلاء كلهم أخص من الحسين بن روح في أمر السفارة؛ حتى انه اذا كان قد احتاج إلى حاجة او إلى سبب فانه ينجزه على يد غيره، لما لم يكن له تلك الخصوصية(٨٢)، كان ابن روح بعيداً عن الاحداث، ولم تسلط عليه الاضواء بداية سفارة العمري، ولم نجد نصاً في توثيقه من الائمة السابقين (عليهم السلام)؛ ولا نعرف سر هذا الاهمال؛ وانما ذكر بانه من اصحاب الامام العسكري وكان باباً له (عليه السلام)، فكان يتلقى الاسرار منه (عليه السلام) ويوصل اخباره إلى الامة بأمره (عليه السلام)(٨٣)؛ ولا يهمنا هذا الاهمال منهم (عليهم السلام) ما دمنا نقطع بصحة سفارة العمري عن الإمام المهدي (عليه السلام) وان قوله قول الأئمة وفعله فعلهم(٨٤)، وتسالم الأمة أيضاً على صحة أقوال أبي جعفر العمري وأفعاله (رضي الله عنه)(٨٥). أ هـ

( لا نعرف سر هذا الإهمال !!! )
 أي درجة من الكذب وتزوير التاريخ وصل إليها علماء الشيعة لصنع دين لا أساس له !


إضافة لما سبق وجدتُ نص من (مسودات) أبن نوح ينقلها الطوسي بزعمه عن سفارة النوبختي فيه من الطوام الكثير مما يضفي على وكلاء المهدي الفواحش ، من شبكة الإمام الرضا حول ترجمة أبن نوح السرافي ، وفيه : 
(وروى الشيخ في كتاب الغيبة قال اخبرني ابن إبراهيم عن ابن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد عن بنت أبي جعفر رض قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح رض وكيلا لأبي جعفر رض سنين كثيرة ينظر له في املاكه ويلقي بأسراره لرؤساء من الشيعة وكان خصيصا به حتى أنه كان يحدثه بما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وانسه به قالت وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم لجاهه وموضعه وجلالة محله عندهم فحصل في أنفس الشيعة محصلا جليلا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا الامر فمهدت له الحال في طول حياة أبي إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه فلم يختلف في امره ولم يشك فيه أحد الا جاهل بأمر أبي أولا مع اني لست اعلم أن أحدا من الشيعة شك فيه وقد سمعت هذا من غير واحد من بني نوبخت رحمهم الله مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره. ) أهـ
هذا النص من كلام أمرأة (علوية) بنت وكيل الغائب ! فيه ثلاث أمور عجيبة ، أنها كانت تسترق السمع لما يفعله أبيها الوكيل بالجواري، ثم يستمع له النوبختي دون أي اعتراض! 
 والنص أيضاً يدل على أن مسألة السفراء لم تكن إلا بالتوارث كما في السفيرين العمريين ، والثالث بعد وثاقة الناس له أي لم يعتمد الغائب على علمه بالغيب بل كان متبوع لرأي العوام .
هل اكتفى الطوسي بتزوير حياة حسين بن روح النوبختي إلى هذا الحد مع الدلائل التي تثبت تهافت دعواه ؟

أزمات العصر ودور النوبختي :  

يقول الطوسي :(استغرقت معظم فترة ابن روح النوبختي بحروب القرامطة؛ حيث اتصفوا بالصرامة والشدة والاستهانة بالدماء، فبثوا الرعب وانهارت المبادئ والقيم .) أهـ

أقول :إذن لو كان شيعياً لساند القرامطة ودافع عنهم، وهم من الشيعة يرومون تحويل الحكم من العرب إلى العجم، فلماذا اكتفى الطوسي بذكر جرائم القرامطة في قتل الحجاج واقتلاع الحجر الأسود في فقرة :استنزاف الطاقة وحروب القرامطة، إلا لعدم وجود أي شيء عن هذا الإسناد للشيعة، وهو ما عليه من سند وقرب من بيت الخلافة 
أين تعليمات الغائب لسفيره والفرصة سانحة لعودة الحكم لأتباع آل البيت؟

يقول الطوسي في كتابه الغيبة : ولقد ذكر المؤرخون بأن ابن روح النوبختي كان أحد الرؤساء في خلافة المقتدر العباسي وله وقائع في ذلك مع الوزراء(١٣٨)، وكان وافر الحرمة..وجرت له خطوب مع الوزير ابن العباس(١٣٩)، واكتسب له الكثير من الانصار في البلاط العباسي(١٤٠). وحصل له عند المقتدر محل عظيم(١٤١)؛ وكذا عند الخليفة الراضي بالله(١٤٢)؛ وصار له رزقاً يدفع من خزينة الدولة يقدمه إليه الوزراء والرؤساء مثل آل الفرات وغيرهم، لجاهه وموضعه وجلالة محله عندهم(١٤٣)؛ وكثرت غاشيته حتى ركب إليه الأمراء والوزراء والمعزولون عن الوزارة والأعيان(١٤٤).. أ هـ

أقول : من كانت له هذه المكانة ولم يدافع عن الأمير إسحاق بن إسماعيل النوبختي ــ وهو الذي التقى مع المهدي الغائب كما زعم الطوسي بقوله (ذكره الصدوق في قائمة من شاهد المهدي (عليه السلام) ) ــ وذلك حين أراد القاهر بالله قتله فلأن تشيعه من اختلاق الطوسي كما أراه، والتاريخ يفضح الطوسي وأمثاله بلا ريب ولو زوروا آلاف الكتب، وما هو حقيقة فهي قصة اختلاسه لبيت المال حيث حوكم 4 سنوات .
أما ما نقل عن توثيق الذهبي فهو نقلاً عن كتب هؤلاء ، وما نجده من تباين في الحوادث دليل ، حيث ذكر الطوسي قصة مناظرة أبن سهل النوبختي مع الحلاج ، ولم يذكر مناظرة أبن روح النوبختي مع الشلغماني أو غيره . أما كتاب أبن النديم المعنون (فهرست أبن نديم) فلم يذكر أبن روح النوبختي بشيء، إنما ذكر أبو سهل النوبختي، والنص منه : 

(وكان فاضلا عالما متكلما. وله مجلس يحضره جماعة من المتكلمين. وله رأى في القائم من آل محمد (عليه السلام) لم يسبق إليه. وهو انه كان يقول: انا أقول ان الإمام محمد بن الحسن. ولكنه مات في الغيبة. وقام بالامر (4) في الغيبة ابنه. وكذلك فيما بعد من ولده إلى أن ينفذ الله حكمه في اظهاره. وكان أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبى العزاقر راسله، يدعوه إلى الفتنة، ويبذل له المعجز واظهار العجيب. 
وكان بمقدم رأس أبى سهل جلح يشبه القرع. فقال للرسول: انا معجز ما أدري أي شئ هو. ينبت صاحبك بمقدم رأسي الشعر حتى أؤمن به. فما عاد إليه رسول بعد هذا. ) أ هـ

والعجب أن المعممين اليوم يدلسون في شخص النائب من أبو سهل إلى أبن روح النوبختي ! وهو ما ذكره المعمم محمد رضا الشيرازي في اليوتيوب ( قصة الحلاج مع النوبختي في بغداد، مع اية الله الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي رحمه الله ) ، وحتى وصل الأمر إلى تغيير القصة من إنبات شعر الرأس إلى صبغ اللحية .
ظلمات فوقها ظلمات ! .

مقابلات النوبختي مع الشلمغاني مدعي السفارة /
قال الطوسي في كتابه الغيبة :
وقد ورد هذا التعيين لابن روح من قبله (عليه السلام) بعد خمسة أشهر من وفاة أبي جعفر العمري (رضي الله عنه) المتوفى في جمادى الأول من نفس العام(١٠٨). فبدأ بأمر السفارة، وقام بها خير قيام، واتبع مذهب التقية في أسلوبه؛ وإظهاره مذهب أهل السنة بنحو ملفت للنظر، مما ساعده هذا المنهج كثيراً في تسهيل عمله في السفارة، ومواجهة تيار الانحراف المتمثل في السلطة والأمة، والقضاء على المدعين للسفارة كذباً ولا سيما الشلمغاني والحلاج اللذان شكلاً خطراً حقيقياً على الإسلام وقواعد الإمام المهدي (عليه السلام)، ودخل البلاط العباسي؛ واستقطب الكثير من الوزراء والأمراء، مما كان له الأثر الايجابي في تخليصه من سجن المقتدر(١٠٩)، لأجل الاتهامات التي وجهها له أعداؤه، ومنها تهمة تعاونه مع القرامطة ودعوتهم إلى احتلال بغداد(١١٠). ولم يكن ابن روح النوبختي يتصرف في أمر سفارته من قبل نفسه بل يلبي كل ما يملي عليه الإمام المهدي (عليه السلام) حيث قال: لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبّ إليّ من أقول في دين الله برأيي؛ ومن عند نفسي، بل ذلك من الأصل ومسموع من الحجة (١١١). أهــ

الشلمغاني وهو مدعي الألوهية والتناسخ بعد أن كان شيعياً، وقد ذكر الطوسي أن أبن روح النوبختي قد لعنه لأنه ألف روايات عن الأئمة ، والنص هو :
روى الطوسي نفسه في كتاب (الغَيْبة: 408 ـ 409)، عن الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن عليّ بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد الحامدي البزّاز المعروف بغلام أبي عليّ بن جعفر المعروف بابن زهومة النوبختي ـ وكان شيخاً مستوراً ـ قال: سمعتُ روح بن أبي القاسم بن روح يقول: لما عمل محمد بن عليّ الشلمغاني كتاب التكليف، قال [الشيخ] يعني أبا القاسم(رض): اطلبوه إليّ لأنظره، فجاؤوا به، فقرأه من أوّله إلى آخره، فقال: ما فيه شيءٌ إلّا وقد رُوي عن الأئمّة إلّا موضعين أو ثلاثة، فإنّه كذب عليهم في روايتها، لعنه الله. أ هـ

إذن ما الداعي لطلب ملاقاته لقراءة كتابه التكليف ثم لعنه بحجة التأليف على لسان الأئمة ؟
أليس كل ما في كتب الشيعة روايات من تأليف علماء الفرس المجوس مدعي الإسلام مثل الكليني والقمي ؟

هذه الفضيحة من فمه تدينه (وجدت بخط وجدت بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم يسأل عنها هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني، لأنه حكي عنه أنه قال: هذه المسائل أنا أجبت عنها، فكتب إليهم على ظهر كتابهم: وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم يسأل عنها هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني، لأنه حكي عنه أنه قال: هذه المسائل أنا أجبت عنها، فكتب إليهم على ظهر كتابهم)
روى الشيخ عن جماعة ! والنص من كتاب الطوسي (أخبرنا جماعة) .

هذا هو السند الذي يوثقون فيه أهم عقيدة عندهم الحجة الغائب ، والأدهى كيف عرف خط أحمد بن إبراهيم النوبختي ؟ وكيف عرف أن من أملاه هو سفير المهدي النوبختي؟
يقول الطوسي حول الإملاءات (عن أبن نوح) الذي زعم أن تواقيع المهدي وجدها في درج في قم، فلو عرفنا أن الطوسي لم يلق أبن نوح فكيف يؤخذ شيء عن الطوسي برواية منقطعة؟
في موقع إمام الرضا حول ترجمة أحمد بن نوح السِّيرافي ، فيه : ومع أن الشيخ الطوسي ينصّ على أنه لم يَرَ ابن نوح عن قرب..
إلاّ أنه يذكر عنه أنه كان، في القضايا الكلامية، صاحبَ نظر خاص.. كالقول بالرؤية. ويذهب الطوسي إلى أن أحمد بن نوح واسع الرواية في الحديث، وكان يعتقد بوثاقته. أ هـ
ثم أن الطوسي ينقل عن أبن نوح من طريق تلميذه كما نص موقع الإمام الرضا، وفيه (ومن تلاميذه والرواة عنه ـ إضافة إلى النجاشي ـ الحسين بن إبراهيم القمّي الذي يروي الشيخ الطوسي عن ابن نوح بواسطته.)
فأين في السند ــ على وضعه المكشوف ــ الحسين بن أبراهيم القمي ؟

(وقد ذكر الطوسي في كتابه؛ الفهرست أن آثار أحمد بن نوح كانت على شكل مسوَّدات، فلم يَبقَ منها شيء.. ومع هذا فانّ الطوسي قد انتفع في « الغَيبة » من روايات ابن نوح. (هكذا في ترجمة أبن نوح منقولة من موقع إمام رضا )

المعلوم أن حسين بن روح النوبختي سكن بغداد وأبن نوح تنقل بين البصرة ومصر فكيف وصل الكتاب المزعوم إلى قم ؟
سؤال لا يحتاج جواب لكل من يعلم أين مطبخ المؤامرات على الإسلام ، حيث أدعوا أن للسفراء وكلاء ، والغاية الوصول إلى ولاية الفقيه التي تسحب السلطة من يد العرب إلى الفرس الذين أدخلوا على دين الشيعة الكثير من عقائد المجوس الفاضحة !

يتابع مركز السيستاني بتعليقاته على كتاب الغيبة ، والتالي جدير بالأهتمام ، وفيه :

(لقد كانت الدولة تتوجس خفية من نشاط ابن روح؛ حتى انه جمع لنفسه انصاراً واتباعاً له في البلاط العباسي، وكان هذا يثير من تساؤلاتهم نحوه، وقد حصلت الدولة على وثائق دامغة تثبت ارتباطه بالإمام المهدي كالاعتراف الذي حصلت عليه من الشلمغاني بعد تقدميه للمحاكمة قائلاً: بأنه كان وكيلاً عن ابن روح وليس إلهاً(١٧١)، لكن الدولة لم تسأل عن معنى هذه الوكالة؟ ولم ترسل خلف ابن روح ليدلي بتوضيحاته حول هذه الوكالة؟ ولمن هي؟..) أ هـ

سبحان الله ومن فمك أدينك ! ، تكرر حبس أبن روح لعدة أسباب رواها الطوسي منها أنه تم حبسه وأُفرج عنه بعد تبرئه من الشلمغاني بكتاب للمقتدر لم يذكرها أحد غيره ، وهو ما تعجب منه مجسن الأمين في كتاب أعيان الشيعة   !


آثار السفير أبن روح النوبختي !:



لا يكاد يُذكر شيء عن آثاره مع ما له من مكانة كونه السفير الثالث للغائب ، وهذا ما استوقفني حينما نصت كتب الشيعة أنه ورد عنه روايتين فقط وكتاب واحد هو كتاب التأديب كتبه الشلمغاني لأهل قم يسألهم ما أنكروا منه ! أين كتب السفير في تبليغ الدين؟ .

357 -من كتاب الغيبة للطوسي  وأخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي (5)، قال: حدثني سلامة بن محمد (6) قال: أنفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه كتاب التأديب إلى قم، وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم:
أنظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم؟.

فكتبوا إليه: إنه كله صحيح، وما فيه شئ يخالف إلا قوله: [في] (7) الصاع في الفطرة (8) نصف صاع من طعام، والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع (9).

السؤال الآن : كيف وهو سفير الإمام الحجة الذي يبين للشيعة دينهم وحلالهم وحرامهم يسأل أهل قم ما هو الاختلاف عندكم ؟ 
هذه المسألة بالذات عثرت عليها فيما بعد من كتابات الشيعي ( أحمد الكاتب) كتابه (( تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه )) الفصل الثاني: المطلب الثالث: التحقيق في شهادة (النواب الأربعة)
وهو يقول :
(وكان المفترض بالنواب الذين يدعون وجود صلة خاصة بينهم وبين (الامام المهدي) ان يحلوا مشاكل الطائفة وينقلوا توجيهات الامام الى الامة، ولكنا نرى (النائب الثالث): الحسين بن روح النوبختي، مثلا، يلجأ الى علماء قم ليحلوا له مشكلة الشلمغاني الذي انشق عنه، ويرسل كتابه (التأديب) الى قم، ليبين علماؤها له الصحيح والسقيم، كما يقول الشيخ الطوسي في (الغيبة)
ان في ذلك دلالة على عدم وجود اي اتصال بينه وبين (المهدي) وإلا لكان عرض الكتاب عليه وسأله عن صحته. ) أ هـ

خط الإمام الغائب أم سفيره ؟!
روى الطوسي بإسناده عن العباس بن نوح قال: وجدت بخط محمد بن نفيس فيما كتبه بالأهواز أول كتاب ورد من أبي القاسم (رضي الله عنه): (نعرفه عرّفه الله الخير كلّه ورضوانه وأسعده بالتوفيق؛ وقفنا على كتابه؛ وثقتنا بما هو عليه، وأنه عندنا بالمنزلة والمحلّ اللذين يسرانه زاد الله في إحسانه إليه، إنه ولي قدير، والحمد لله لا شريك له وصلى الله على رسول محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً)(١٠٧) أهــ
(الإسناد هو _ وأخبرني جماعة _ ) !!

إن أخطر ادعاء بعد صناعة الغائب هو صناعة سفراءه، والكذب لا بد أن يفضح نفسه بنفسه من التناقض الواقع والذي لا يقبله منطق ولا يتوافق مع ركائز الدين وعقائده كتاب وسنة وتاريخ السلف ، فتطاعنا رواية الكليني الكاب صاحب أول كتاب روائي لمرويات الأئمة المنسوبة كذباً وزوراً ، والرواية تقول عن النائب الأول عثمان بن سعيد العمري :
عن محمّد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمّد بن عثمان العمريّ أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ. فورد التّوقيع بخطّ مولانا صاحب الزّمان (عليه السلام). أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك إلى أن قال وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله وأمّا محمّد بن عثمان العمريّ (رضي الله عنه) وعن أبيه من قبل فإنّه ثقتي وكتابه كتابي. )

من المهم أن نلاحق علماءهم وما استشكلوه بأنفسهم ، فيقول المرجع كاظم الحائري في موقعه حول كتابه ( أساس الحكومة الإسلاميّة ) وهو يناقش أهمية ولاية الفقيه عبر سفراء الغائب :
الكليني (رحمه الله) يروي هذه الرواية عن الإمام (عليه السلام) بواسطة شخص واحد وهو اسحاق بن يعقوب. وعيب السند هو أن هذا الشخص لا اسم له في الرجال فيكون مجهولاً.

يقول الكاتب أحمد الكاتب في المصدر ذاته : ان المشكلة الكبرى تكمن في صعوبة التأكد من صحة (التواقيع) التي كانت يخرجها العمري وينسبها الى (الامام المهدي) وخاصة التوقيع الذي رواه الحميري القمي ، حيث لم يذكر طريقه الى (الامام الغائب) مما يحتمل قويا ان يكون العمري قد كتبه بيده ونسبه الى (المهدي) خاصة وانه يكيل المدح والثناء لنفسه فيه، مما يلقي بظلال الشبهة عليه لو كان الامام ظاهرا، فكيف وهو غائب؟ ولا يوجد اي راوٍ للتوقيع سوى العمري نفسه، ولم يقل الحميري كيف سارع الى تصديق التوقيع مع وجود الجدل في ذلك الزمان بين الشيعة حول صدق العمري في دعوى النيابة؟ مع احتمال اختلاق الحميري القمي نفسه للتوقيع ونسبته الى (المهدي). أهـ


فضيحة الرد على أسئلة الشيعة بتواقيع لم يجف مدادها :
من كتاب ( موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى) الجزء ١
للمرجع محمد محمد صادق الصدر/
 تكلم فيه عن الاستشكالات حول توقيعات المهدي لسفراءه ، ووضع الفرضيات التي بينت الحيرة في نفسه حول غرابتها الواضحة لكل ذي لب، إنما فرضت بكل الطرق تزويق الكذبة في نفوس الشيعة لتصديقها بأي حال ، وهذا لدوام السلطة والمال كونه من جباة الخمس لجيبه الخاص نيابة عن الغائب المزعوم، يقول : 
ومن هنا يمكننا أن نتصور - اعتيادياً - أن السفير في هذه المدة يحمل الأسئلة معه إلى الإمام المهدي(ع)، فإنه المطلع الوحيد على مكانه، فيقابله فيه ويعرض عليه الأسئلة، فيقرؤها الإمام ثم يجيب على واحدٍ واحدٍ منها... إن شاء كتابةً وإن شاء شفوياً. وإن شاء لم يجب بحسب ما يرى من المصالح التي يتوخّاها.
إلاَّ أن بعض الروايات، تدل على خلاف ذلك. فبعضها تنيط ورود الجواب بعدة ساعات، من الصبح إلى ما بعد صلاة الظهر (٢) ، وفي بعضها أنه يرد الجواب والمداد رطب لم يجف (٣) . وهناك رواية تنيط الجواب بنفس الآن. حيث يخطر السؤال على ذهن الشخص، فيرى الجواب مكتوب على الورقة في ذلك الحين. 
وقد وجد الراوي ذلك غريباً على الأذهان. فأقسم عليه قائلاً: فوالذي بعث محمداً (ص) بالحق بشيراً (٤) . أ هــ

أقول كما يقول المثل ( قالوا للحرامي أحلف قال جاء الفرج )
هذا دليل ما بعده دليل على وضاعة السفراء وكل من خلق الأسطورة وبثها بين العوام .
كما أن الطوسي وغيره لا يجدون الحرج في خلق شخصيات من العدم ليوثقوا عقائدهم ، والدليل من كتبهم أدناه :
وبسبب ندرة المعلومات عن هذا المحدّث الرجالي الفقيه لم يجد ابن شهرآشوب في (معالم العلماء ص 22) شيئاً يضيفه إلى ما أورده الطوسي.. ولهذا السبب نفسه وقع في ظن العلاّمة الحلي وابن داود الحلّي أنّ الرجل الذي ترجم له الطوسي في (فهرسته) و(رجاله ) هو غير من ورد ذكره في ( رجال النجاشي ).أ هـ

لا غرابة وقد علمنا أن كتاب علم الرجال قد تم التحريف فيه بزيادة جزء كامل باعترافهم في المقدمة كما فعلوا بكتبهم الأربعة ، ثم يبدأون الكتاب بآية من القرآن تبين أهمية الصدق عن الله سبحانه (بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) ليجزى الله الصدقين بصدقهم ويعذب المنفقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما (24) (سورة الأحزاب) ! فأين عقول الشيعة؟

الفضيحة الكبرى هي أن علماء الشيعة المتقدمين أمثال الطوسي لا يجدون الحرج في تشييع من هم من أهل السنة ، كما فعلوا في نسبة التشيع لأبن أبي الفوارس السني من أجل إثبات المهدي الغائب ، وهي عين القضية الخاسرة .
هذا كله ما سبق عن عالمهم الطوسي ، فماذا يقول عالمهم النجاشي صاحب كتاب رجال النجاشي المختص بعلم الرجال عن القاسم بن روح النوبختي ؟
في ترجمة علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
(علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن، شيخ القميين في عصره، ومتقدمهم، وفقيههم، و ثقتهم. كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد. فكتب إليه: " قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين ". فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد. )

من الجدير بالعلم أن النجاشي ولد بعد موت القمي هذا ب 43 عام ، فمن أين جاء بهذا الخبر؟
هكذا هي كتبهم الرجالية التي يعتمدون عليها لتوثيق الرواة !
هذا ما تقدم وإن كان مطولاً فهو لا يفي الغرض التام في سرد كل أباطيل الطوسي والكليني في مسألة إثبات الغائب وشرعية السفارة ، والله المستعان على ما يصفون .
لو تابع القاريء بداية التشيع الإمامي الأثني عشري بكل ما حوته من خرافة الغائب والسفارات في كل كتب علماء الشيعة المتقدمين سيعلم أنه صناعة فارسية ، والشاهد من كلامهم في موقع الشيعة ألألكتروني ( وكانت البداية الأولى للتشيّع الأصيل في الريّ في أواخر القرن الثاني للهجرة من خلال ارتباط بعض أهل الريّ بأئمّة الشيعة عليهم السلام، والرواية الأولى التي تحدّثت عن مثل هذه اللقاءآت مرتبطة بلقاء شيعة الريّ بالإمام الكاظم عليه السّلام.) .
صناعة مجوسية بروايات كتابهم الفرس المقربين من العهد البويهي وما بعده .
لا سند لها صحيح ولا متن يوافق القرآن والسنة وتاريخ السلف
 ثم يدعون أنهم أهل الدين الحق ! .


(موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام)




(موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام)




الأربعاء، 3 يوليو 2019

افتراءات كتب الشيعة وخرافة الوصية بعد جواز الكذب على لسان الأئمة


بقلم / آملة البغدادية
خاص / منتديات أهل السنة في العراق 

لا يستقيم حكم إلا بدليل من كتاب أو سنة، هذا هو الأساس في نفي كل بدعة، فكيف إن جاء مبتدع بما ليس من الدين بالكذب على لسان أ~مة آل البيت رضوان الله عليهم، فضلاً على تأويل فاسد لآيات قرآنية متشابهة ؟ !
هذا ما فعله علماء الشيعة المتقدمين أبتداءاً من كتاب الكليني الكافي وما تبعته من كتب روائية توثق عقائد الشيعة الإمامية ، وأعلاه وثيقة عن علماءهم المتقدمين بل ومراجعهم ، هي فتوى محمد سعيد الحكيم حول الكذب على لسان الأئمة حيث أجازها ! .
فعلاً إن لم تستح فافعل ما شئت .

إن أول كتاب للحديث عن الشيعة هو كتاب الكافي ، والذي قال عنه المهدي الغائب (بزعمهم) عندما كان عمره 5 سنوات فقط ( إنه كاف لشيعتنا ) ! ومعلوم أن الإمام الحسن العسكري الذي تزعم الشيعة أن له عقب وهو المهدي المنتظر قد توفي سنة 260 هـ، وعندهم أن الغائب ولد سنة 255 هـ ، بمعنى أن الكتاب كان موجود سنة 260 هجرية ، بينما صاحب الكتاب هو محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (توفي سنة 329 هـ ) حيث تقول كتبهم الرجالية أن ولادة الأخير مقاربة لولادة المهدي ! 
فكيف يكتب الكافي طفل ويعرضه على طفل آخر ؟ ! هذا من الكذب المفضوح .
من العجب أن لا نجد كتاب واحد للأئمة المعصومين ل بخطهم ولا إملاءآتهم ، بينما نجد عقائد الشيعة وروايات الأئمة كتبها شيعة من عصر الأئمة مدعين أنها بطلب من عوام الشيعة ، فقد نص ذلك في موقع الحوزة نت حول ترجمة الشيخ الكليني، وفيها النص
(وإذا علمنا أنّ الغرض من تأليف الكافي يختلف عن أغراض أغلب المؤلّفين، إذ أراده الكليني أن يكون مرجعاً للشيعة في معرفة الحلال والحرام بناءً علي طلب قُدِّم له في هذا الخصوص كما هو معلوم من ديباجة الكافي، والعادةُ والعرف شاهدان علي أنّ مثل هذا الطلب لا يوجّه إلّا للأمثل فالأمثل ) !

نتساءل : هل فات على الشيعة أن هناك الإمام الحسن العسكري ومن قبله علي الهادي وهمما الأمثلان لتلقي الدين حتى يتفطن بعد موت الإمام العسكري أن لا يوجد كتاب يبين الحلال والحرام ؟!
وهل فات الشيعة طلب كتاب يحفظ الدين من قبل السفراء الأربعة المزعومين نواباً للمهدي الغائب ؟
وهل يجيب الشيعة اليوم بأن الأئمة كانت تستتر وتتبع التقية والكتمان خوفاً على أنفسهم التي أصبحت أثرة على حفظ الدين ؟
لا شك أن عندهم من هذا الافتراء الذي لا ينكره عوام الشيعة ، فكيف يكون وجود السفراء لأجل جمع أموال الخمس فقط لا غير؟ والله المستعان عما يقولون .

أما عالمهم الإيرواني فينفي عرض الكافي على المهدي أو نوابه، ليس من منظور التاريخ بل من منظور عقلي بزعمهم في ( دروس تمهيدية عن القواعد الرجالية ) ، فيقول :
أ ـ ان الكليني كان معاصراً للسفراء الأربعة، ومن البعيد جداً عدم عرض كتابه على احدهم خصوصاً وان الكليني قد ألَّف الكتاب المذكور ليكون مرجعاً للشيعة على ما صرح في المقدمة. وعرض الكتب على أحد السفراء كان امراً متعارفاً.
وينبغي الالتفات إلى عدم كون المقصود من وراء هذا تصحيح ما هو المتداول على بعض الألسن من ان الإمام الحجة قال الكافي كاف لشيعتنا، فان هذا لا أصلَ له في مؤلفات اصحابنا بل صرح بعدمه المحدث الاسترابادي وانما المقصود دعوى الاطمئنان بعرض الكتاب على أحد السفراء. ويرده: ان دعوى حصول الاطمئنان بعرض الكتاب بل ودعوى الظن أيضاً في غير محلها، فان الداعي عادة لعرض الكتاب على أحد السفراء هو انحراف مؤلفه كما في الشلمغاني وبني فضال، فان السؤال عن كتبهم أو عرضها على أحد السفراء كان من ناحية انحراف السلوك أو العقيدة الأمر الذي قد يخيل للبعض ان الانحراف المذكور يمنع من الأخذ بالرواية فكان الداعي على هذا للسؤال أو للعرض موجوداً، 
واما مثل الكليني الذي قال النجاشي عنه: شيخ اصحابنا في وقته ووجههم واوثق الناس في الحديث فأي داع لعرض كتابه على أحد النواب. وان شئت قلت: اما ان يدعى ان المناسب للكليني نفسه عرض كتابه أو ان المناسب لغيره عرض الكتاب. والأول مدفوع بعدم ثبوت سيرة لمؤلفي الكتب على عرضها والثاني مدفوع بما تقدم. ) أ هــ  !!
بمعنى أنه يكذب الكذبة فوق الأخرى فيدعي وثاقة الكتاب الذي لا يحتاج إلى تصديق من الغائب أو سفراءه لكون الكافي أوثق الناس بالحديث ! . إذن ما الداعي لعرض علماء الشيعة كتبهم على شيوخهم وأخذهم الإجازة منهم وهم غير معصومين ولا سفراء ؟

أما عن عالمهم شيخ الطائفة الطوسي )ت 460 هـ) هو محمد بن الحسن بن علي بن الحسن صاحب كتابيّ «الاستبصار» و«التهذيب» ثاني وثالث أوثق كتب الشيعة بعد الكافي، فقد قال عنه ابن حجر في لسان الميزان (قال ابن النجار: أحرقت كتبه، عدة بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر، واستتر هو على نفسه، بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف) . 

المهم هنا أن القرن الرابع والخامس الهجري الذي ظهرت فيه كتب الكليني والطوسي التي تحمل في طياتها عقائد الشيعة الفاسدة هو عصر الدولة البويهية في بلاد فارس وما تلاها ، والتي عاصرت الخلافة العباسية التي اتسمت بالضعف لتغلغل الخوارج وفاسدي العقيدة إلى مناصب الحكم في إمارات الدولة ، حيث أن الطوسي انتقل من بغداد الى الكوفة عام أربعمائة وثمان وأربعين للهجرة عندما أسس هناك أول مدرسة أو حوزة علمية بعد رفض أهل بغداد لطعنه في المجالس على أبي بكر وعمر بحجة التشيع لآل البيت .
السؤال هو : هل تعتبر رويات كتب الشيعة عن الأئمة حجر الأساس في مسألة العقيدة الحقة ؟
قال عالمهم الفيض الكاشاني: (( في الجرح والتعديل وشرائطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفي على الخبير بها.)) [ الوافي، المقدمة الثانية ج1 ص 11.]
قال الحر العاملي في كتابه مستدرك الوسائل ج 30 ص 256 : (( وكثيرا ما يعتمدون على طرق ضعيفة ، مع تمكنهم من طرق أخرى صحيحة ، كما صرح به صاحب المنتقى ، وغيره .  وذلك ظاهر في صحة تلك الأحاديث ، بوجوه اُخر من غير اعتبار الأسانيد ))، وفي (ص 244) نفس المصدر السابق : ((ومن المعلوم ـ قطعا ـ أن الكتب التي أمروا عليهم السلام بالعمل بها كان كثير من رواتها ضعفاء ومجاهيل ، وكثير منها مراسيل . )) .

أما عن الرواة فأشهرهم جابر الجعفي وزرارة بن أعين ، وأدناه ما حوته كتب الشيعة الخاصة بعلم الجرح والتعديل .
في " رجال الكشي " : أن زرارة بن أعين قال : (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ؟ فقال ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة، وما دخل علي قط ) ،
 وقال أبو عبد الله : (ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة بن أعين من البدع عليه لعنة الله ) [رجال الكشي ص 149 .
لنقرأ ما قاله علماء أهل السنة عن هذين الراويين ، عن " جابر الجعفي" ، قال أبو حنيفة : (ما رأيت أحداً أكذب من جابر الجعفي)، وقال ابن حبان : (كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ ..)، وقال جرير بن عبد الحميد : (لا استحل أن أحدث عن جابر الجعفي ، وقال هو كذاب يؤمن بالرجعة ) [انظر : العقيلي / الضعفاء الكبير : 1/196، وابن حبان / المجروحين : 1/208].
 وأما عن" زرارة بن أعين " قال عنه الذهبي  : فقد تكلم فيه علماء الحديث من أهل السنة وأجمعوا على أن زرارة بن أعين لم يرى أبا جعفر فكيف يحدث عنه . [انظز لسان الميزان : 2/474] .
أما عن الراوي عفير، (( قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : عن عفير حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي!!! إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار –حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ، الحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار !!)) [ الكافي ج 1 ص 237.]

حول التطبيق الفعلي لتقبل الشيعة روايات مكذوبة حوتها كتب علماءهم المتقدمين ، ومنهم الطوسي صاحب كتابي الاستبصار والتهذيب ، وهو صاحب كتاب الغيبة ، والتي نقل عنه جميع علماء الإمامية دون تحري وبحث ، يقول السيد حبيب مقدم التونسي في بحثه (سند رواية الوصية ) الموجود في موقع العتبة الحسينية المقدسة 
:

لقد وقع الإتفاق بين السواد الأعظم من الأمة بكلتا ثقليها الشيعة والسنة، على أنّ التراث الروائي المنقول لنا في الكتب الحديثية، والمنسوب للنّبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما هو عند أهل السنّة، وللنّبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) كما هو عند الشيعة.  فيه نسبة لا بأس بها من الأحاديث أو الروايات الموضوعة، وعليه فتراث المسلمين الروائي فيه الصحيح والضعيف، وفيه الموضوع وثابت النسبة، وفيه المضاف والناقص.) أهـ
أي من كثرة الحرج لم يقل فيه نسبة لا بأس بها من الأحاديث الصحيحة لعلمه بندرة الأحاديث الصحيحة عن الأئمة، والأهم لا يوجد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم ، ولذلك جاء بخيار واحد من ثلاث، وهو تبيين الحديث من حيث السند رواية وعلم ! فيقول :
(العمل على صياغة جملة من القواعد والضوابط التي تستمد من الشريعة والعقل ، لمحاكمة الأحاديث والروايات، وجعلها الفيصل في الحكم على الرواية والحديث)
بمعنى أن الشريعة عندهم هي ما روي عن الأئمة المعصومين شرعاً ، أما العقل الشيعي فهو الضابط الثاني الذي يعُرض عليه الحديث ! . 
أين القرآن بآيات محكمة قطعية وأين الحديث الصحيح وأين التاريخ الذي يجري عليه مجرى التطبيق؟ كلها عدم عندهم ، والله المستعان عما يصفون .

ثم يقول السيد حبيب معترفاً بأن نص الوصية وفق سندها المعلول ، وهو:
« أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي ، عن أبيه : 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام :يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فأملا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما ،،،،، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد . فذلك اثنا عشر إماما )

يطرد السيد الحبيب !/ النقاش في سند الوصية: المشكل الأول :
بمجرد إلقاء نظرة عابرة على سند الرواية، يطالعنا أول مشكل فيها، وهو الإرسال الذي أصاب سند الرواية ، ففي مطلع السند نجد أنّ الشيخ الطوسي قد أرسل رواية الوصية، فقال: « أخبرنا جماعة  »، وهذه العبارة فيها دلالة واضحة على حذف راوٍ أو أكثر من مطلع السند .
وقد يجيب بعضهم، فيقول : إن إرسال الشيخ الطوسي يمكن حلّه من خلال العودة لطرق مشيخته، والتي ذكرت في آخر كتابيه التهذيب والإستبصار، حيث قال فيهما: « وماذكرته عن أبي عبد الله الحسين بين سفيان البزوفري، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد الله عنه، انتهى » . ( الإستبصار، ج 4، ص 342 ، والتهذيب، ج 10، في المشيخة ص 87 )
فيُردّ عليه : بأنّ صاحب هذا القول إمّا هو جاهل واهم ، أو هو مغالط كاذب في مقصده ، وذالك لوضوح أنّ الطرق التي أوردها الشيخ الطوسي إلى البزوفري، متعلّقة بالروايات والأحاديث التي أخرجها له في كتابيه الإستبصار والتهذيب، لا هي متعدّية أيضا للروايات التي أخرجها في كتبه الأخرى، كما هو الحال في مقام بحثنا، وعلى من يدّعي ذالك فليتقدم بدليل يمكّننا من تعدية هذه الطرق لغير الإستبصار والتهذيب، ودون ذالك خرط القتاد . 
وعليه فمع ثبوت الإرسال في هذه الرواية، تسقط معه الحُجّية، وبالتالي فلا وجود لما يُلْزِم المكلّف بالتعبد بهذه الوصية أو العمل على طبق مضمونها . أ هـ

يقول السيد حبيب ! : هذا ما ظفرنا به في استقراء مصنّفات القوم،  وخاصة المتأخرين منهم ، أمّا المتقدمين الذين سبقوا أو عاصروا أو تأخروا عن الشيخ الطوسي بفترة ليست بطويلة، فلم نجد منهم من أخرج رواية الوصية  أو نقلها في مصنفاته . أ هـ
أي بعد أن أسقط رواية الوصية التي اعترف في بحثه بأن لا أحد من العلماء المتقدمين في عصر الطوسي قد ذكرها ، فكيف يجهادون في إثبات الوصية المتواترة في كتبهم نقلاُ عن الطوسي الكذاب ؟
هذه عينة من روايات تبين عقائد الشيعة التي لم يفلحوا في تبيينها بنص قطعي ابتداءاً من الولاية والعصمة والوصية وغيرها من عقائدهم حتى الوصول إلى الرجعة بظهور الغائب المعدوم ، فأين عقول الشيعة ؟
أليس بينهم رجل رشيد ؟!