الاثنين، 24 سبتمبر 2018

كشف الخفي عن مشروع «مجلس علماء الرباط المحمدي» في العراق (2)


بقلم / الشيخ فاروق الظفيري*

بينا في الحلقة السابقة كيف توطنت هذه البذرة الخبيثة لأول مرة  من سب الصحابة وأم المؤمنين عائشة في تكية الالوسي في حي الجولان من النسابة  الرافضي بواسطة الشيخ بهجت الالوسي , هذا الفكر الذي لا يعرفه أهل الفلوجة والانبار قاطبة , فأهل الفلوجة  والانبار بل وكل أهل السنة يعظمون الصحابة  وآل البيت ومنهم آل الرسول صلى الله عليه وسلم و رضي الله عن الجميع ( وآل الرسول على وجه الخصوص هم زوجاته وأولاده من البنين والبنات , وآل الرسول على وجه العموم هم كل من اتبعه صلى الله عليه وسلم ومات على ذلك )

وبينا كيف وقف بعض علماء الفلوجة بوجه هذا الفكر الخبيث الذي ظهرت بوادره بسب الصحابة وخاصة سب معاوية وطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة  ومن هؤلاء المشايخ الكرام الذين وقفوا بحزم وعلانية ضد سب الصحابة  هم الشيخ خليل الفياض والشيخ جمال نزال والشيخ محمود عبد العزيز وغيرهم وهاجموا من كان يفعل هذه الجريمة مثل بهجت الالوسي وابنه عبد القادر الالوسي وهشام الالوسي مدير مدرسة الحضرة المحمدية في الفلوجة وظافر باقر العبيدي وأخوه زهير العبيدي ( وهما شيعيان تسترا بالتسنن )
وللإنصاف فإن مشايخ الطريقة النبهانية الصوفية في الفلوجة والتي ينتمي لها الشيخ هشام الالوسي هم أكثر من وقف بوجه هذا المشروع الخبيث من سب الصحابة رضي الله عنهم
كذلك كان لأوقاف الفلوجة في التسعينيات موقف مشرف في الدفاع عن الصحابة بتحريك من هؤلاء المشايخ الكرام
حيث تم استدعاء هشام الالوسي مدير مدرسة الحضرة المحمدية و فتحوا معه تحقيق بسبب قيامه بمحاضرات يسب بها الصحابة وتم منعه من المحاضرات
وشيخ آخر اسمه محمد عبد الله الراوي  إمام وخطيب جامع النساف كان يسب الصحابة  ففتح الاوقاف معه تحقيق ومنعوه من الخطابة
كذلك زهير العبيدي أخو ظافر العبيدي فقد تم منعه من الخطابة بعد التحقيق معه.

•هشام الألوسي:

هو أول مدير لمدرسة الحضرة المحمدية الدينية في الفلوجة والتي فتحت رسمياً من قبل وزارة الاوقاف العراقية  عام 1991 ومقرها في جامع الحضرة المحمدية التي كانت غايتها تعليم العلم الشرعي وتخريج كوادر علمية شرعية تكون قدوة للناس

والرجل يلتزم الطريقة النبهانية وله بعض المؤلفات في مدح هذه الطريقة وموجودة على النت , وكان يسب الصحابة وخاصة معاوية رضي الله عنه وفي داخل المدرسة , ولذلك خرج بعض الطلاب من تبنى هذا الفكر الخبيث بعد أن شوهت أفكارهم من قبل هشام الالوسي الذي أخذ هذا الفكر الخبيث من الدكتور أحمد الكبيسي المشهور بسب أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وكذلك عبد القادر الالوسي الذي كان مدرساً في المدرسة نفسها ثم أصبح مديراً لها والى اليوم  , وخطورة هذا الامر أن أغلب من تخرج من هذه المدرسة  تَصَدر المساجد في الفلوجة وغيرها إمامة وخطابة وبعضهم اليوم هم أعضاء في مجلس الرباط المحمدي الذي يقوده عبد القادر الالوسي ( فتصوروا حجم الكارثة ) , هذه المدرسة التي فتحت لتدرس العلوم الشرعية والتي درس فيها الكثير من المشايخ الكبار وخرجت الكثير من طلاب العلم  حاول الفكر الشيعي الخبيث اختراقها بسبب بعض مدرسيها . مع العلم تصدى لهذا الفكر بعض مدرسي وطلاب المدرسة ورفضوه .

وكان لهشام الالوسي  دعم غير محدود قبل الاحتلال وفتح جمعية خيرية باسم الجمعية الخيرية وفاطمة الزهراء بعد الاحتلال وكانت توزع المواد الغذائية والملابس لكسب  الناس واستمالتهم   لأفكاره , وكانت أغلب الاموال تأتيهم من الخارج
وقد تعرض الشيخ هشام  لمحاولتي اغتيال الاولى دهسا قبل الاحتلال والثانية رميا بالرصاص في 2004 لكنه نجا منهما
وحالياً سمعت  ان الشيخ هشام الالوسي  لا يوافق ما يقوم به عبد القادر الالوسي ولعله تاب من هذه الجريمة أو لأمر اخر والله اعلم , لكن الرجل يتحمل بشكل كبير كبر هذه الجريمة مع شيخه أحمد الكبيسي ونشرها بين طلاب المدرسة الدينية مع  عبد القادر الالوسي وهي التجرؤ على سب الصحابة رضي الله عنهم , بل هؤلاء يؤمنون بأغلب عقائد الشيعة ونشروها بين بعض طلابهم .
هؤلاء الآلوسيون اليوم يشوهون سمعة هذه العشيرة الكريمة التي أنجبت ثلة من علماء الأمة الذين وقفوا للتشيع بالمرصاد أمثال المفسر الكبير أبو الثناء الالوسي ونجله نعمان الالوسي وحفيده محمود شكري الالوسي وغيرهم رحمهم الله تعالى , وكتبهم موجودة الى اليوم

•الشيخ ظافر باقر العبيدي:



أصله شيعي ويدعي التسنن ومعروف عنه في الفلوجة بتهجمه على الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . والقصة المعروفة أن أحد المواطنين جاءه مولود أنثى سماها عائشة , وعندما أراد أن يعمل لها عقيقة قال له أبوه اذهب وادعوا الشيخ ظافر العبيدي ليحضر الوليمة , فيقول الشاب ذهبت الى الشيخ ظافر واخبرته فبارك لي المولود وقال ماذا سميتها ؟ فقلت عائشة , فأخذ يسب عائشة رضي الله عنها وطردني ولم يحضر الى الوليمة , ويقول الشاب انتظرت عصر يوم الجمعة لأذهب الى اجتماع مجلس علماء الفلوجة وأنا أحمل غيضا كبيرا على هذا الخبيث , يقول فدخلت على المجلس وكان ظافر العبيدي موجود فأخبرتهم القصة وقلت لهم أن الشيخ ظافر أمامكم فلينكر إن استطاع فلم يرد عليه بشيء , وقام أحد المشايخ وقال له يا ولدي اذهب ونحن سنتخذ الاجراء المناسب فخرج الشاب.
وقد كان ظافر العبيدي من ضمن لجنة المفاوضات مع الامريكان في الفلوجة الثانية , ثم ترأس موضوع المصالحة بعد انسحاب الشيخ عبد الله الجنابي منها , وكان عنده مكتب في الفلوجة للمصالحة , وأخذ يزداد  نفوذه بالتواصل مع عامر الخزاعي وزير المصالحة في حكومة المالكي  بحجة المصالحة وكانت تغدق عليه الاموال
وتبين لاحقاً أنه مسؤول الاسناد للمالكي في الفلوجة وتبين امره بنهاية المظاهرات عندما كشف عنه كتاب رسمي يبين انه مسؤول الاسناد لحزب الدعوة , وقد رأيت نسخة من هذا الكتاب بنفسي
والله أعلم


كشف الخفي عن مشروع «مجلس علماء الرباط المحمدي» في العراق (1)



النشأة والجذور

بقلم / الشيخ فاروق الظفيري* 

 مدينة  هِيْت مدينة عراقية قديمة جداً تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70 كم، وتبعد عن بغداد مسافة 190 كم، سكانها من عشائر العرب الاقحاح كالغساسنة والمحامدة والبونمر والكرابله والبوعساف والبو علي الجاسم والغرير وشمر والجغافية والجواعنه والعبيد و العبدلة والسعدي والبو حيات والمناذرة والقيسيين والدواسر وغيرهم . وهي مدينة سنية خالصة حالها حال مدن الانبار الاخرى . خرج منها عدد من العلماء والمفكرين وابرزهم  العلامة الشيخ علي بن أحمد الهيتي رحمه الله المتوفي سنة 1029 هـ الذي كان له الدور الكبير في هتك استار التشيع في زمن الدولة العثمانية والف عدة كتب بذلك منها كتاب ( السيف الباتر لأرقاب الرافضة الكوافر)  , وهذا الكتاب محقق كرسالة علمية من قبل محمد موسى حجازي من الجامعة الاسلامية في المملكة العربية السعودية.

في التسعينيات من القرن الماضي جاء رجل يلقب بالحسني وكان عالماً بالأنساب وعنده علم بالفقه والشعر والبلاغة حسب قول الاخ الاستاذ الاكاديمي الذي اخبرني بالقصة وكان قد جالسه شخصياً واعجب بفصاحته  ( لا استطيع ذكر اسماء المصادر بسبب وضعهم الامني ) , دخل الحسني الى هيت على عائلة آلوسية ( الآلوسيين ) بحجة أنه عالم بالأنساب يعرفهم بأنسابهم  وقد أعجبتهم فصاحته والمامه بالعشائر , وأخذ يتنقل في هذه البيوتات حوالي سنة أو أقل حتى تم كشفه بأنه يدعوا الى التشيع وتم طرده من مدينة هيت من قبل الالوسي الذي دعاه أول مرة وكان هذا الرجل الالوسي سلفي العقيدة حسب قول صاحبي الاكاديمي , ثم بعده بمدة دخلت عائلتان شيعيتان الى حديثة وسكنوا فيها وفي عاشوراء أقاموا مأتم فتصدى لهم أحد المشايخ رحمه الله هناك (وعندي اسمه الكامل لكن اتحفظ على ذكره) وأرسل مجموعة شباب ملثمين فضربوهم وفرقوهم وانتهى أمرهم.

بعد خروج الرافضي الحسني  من هيت ذهب الى مدينة الفلوجة الى الشيخ بهجت الآلوسي صاحب تكية الآلوسي في حي الجولان وأخذ يتردد عليه كثيراً , وكان الشيخ بهجت الآلوسي يتبع الطريقة القادرية الصوفية ,والمعلوم أن الكثير من الطرق الصوفية يلتقون ببعض العقائد مع الرافضة , فكان هذا الأمر الذي سهل الاختراق,, وكان دور الشيخ بهجت الالوسي هو جمع الناس في تكيته ليتكلم معهم هذا الرافضي ويشوش عقيدتهم السنية , وكان هؤلاء كما بهجت الالوسي يسبون سيدنا أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه.

في التسعينيات وما بعدها كان بهجت الالوسي يقيم الطعام ( التمن والقيمة  والهريسة ) وهي أسماء لطعام كان الرافضة ومن والاهم والى اليوم يعملونه في شهر محرم وخاصة في يوم عاشوراء , وكان يصنع هذا الطعام في التكية على غير عادة أهل المدينة الذين لا يعرفون هذه البدع ,, ثم بعدها حاول بهجت الالوسي تحويل تكيته الى حسينية فتصدى له شيخين من مشايخ الفلوجة ( أتحفظ عن ذكر الاسماء لوضعهم الامني ) ومنعوا حدوث ذلك ,, بل وحاولوا طرد بهجت الالوسي وعائلته من الفلوجة ولكن تدخل الدكتور أحمد الكبيسي ومنع خروجهم , والقصة مشهورة في الفلوجة ,, بقي بهجت الالوسي على حاله ودعوته للتشيع سراً حتى أنه كان عيناً للحوزة الشيعية في الفلوجة  على حين غفلة من أهلها الطيبين كما بين لي مصدر آخر , وكان يغري الناس بتوزيع المساعدات التي كانت تأتيه من الشيعة.

المؤسس الروحي لهذا المجلس
هكذا كانت بداية الاختراق من تكية الالوسي والذي أكمل الدور بعده ابنه عبد القادر الالوسي بعد موت أبيه .
فكان بهجت الالوسي هو المؤسس الروحي والبذرة الأولية لما يسمى بمجلس علماء الرباط المحمدي بمساعدة واختراق الشيعي الحسني صاحب الانساب المذكور أعلاه .




في الصورة ( الشيخ بهجت الالوسي ) مع ابنه ( الشيخ عبد القادر ) رئيس ما يسمى بمجلس علماء الرباط المحمدي

عبد القادر الالوسي يسلم راية مايسمى بالاسلام المحمدي الى ممثل الحوزة الشيعية في النجف

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*المتحدث الرسمي للحراك الشعبي السني في العراق
يتبع الأجزاء الباقية

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

سنة العراق تهنئ المسلمين بالعام الهجري 1440


الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم 
وعلى صاحب الغار أبي بكر الذي صدّق ووفى

إدارة مدونتيّ سنة العراق ومشروع عراق الفاروق 
تهنئ المسلمين بحلول العام الهجري الجديد 
داعين الله تعالى بالرضا
وراجين للحكام الخشية والتقوى وإصلاح المفاسد



عام مر وعام يطل والعمر يمضي والمقل لا تمل
اللهم لنا أخوات وأخوانٌ في المعتقلات وعوائل كريمة في الخيم ومساكن النزوح ينتظرون الرجوع
نسألك يا أرحم الرحيم الفرج والتيسير بفتح عظيم وتمكين مبين

الخميس، 6 سبتمبر 2018

وثنية الصور عند الشيعة الامامية



بقلم / أبو عبد العزيز القيسي 

منذ أن ظهر عبد الله بن سبأ انغمس الشيعة في الوثنية بشتى مظاهرها , , وأبشع صورها , وأشكالها , فأما عامتهم فإنهم لم يتركوا مظهراً من مظاهر الوثنية للأمم السابقة أو اللاحقة إلا وقد فعلوه , وأما مراجعهم وعلمائهم فإنهم استقتلوا لشرعنة تلك الوثنية بشتى السبل , وباركوها بكل الصور, , واستهتروا بكل النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه والتي نهت وبينت بياناً واضحاً معاني الوثنية , وجلّت صورها , ونهت عنها.
عقيدة وثنية

ويكفي أن نتصفح فتاوى أولئك المراجع لنجد تلك الصورة البدائية الغليظة الداعية إلى الوثنية والصنمية , حينها نعرف أي رجس تنشره تلك الأعمال , والتي تقلب واقع الحياة رأسا على عقب .. وبقراءتنا لتلك الفتاوى التي تبُيح تلك الوثنية , وتبرر لها , وتدافع عنها , ندرك تلك النقلة الضخمة التي نقلها هؤلاء المراجع أقوامهم ومقلديهم من طهارة الحس والضمير التي أسبغها الله بها عباده , إلى رجس الأدواء الخلقية والاجتماعية .
صور جاهلية

ومن يتأمل الواقع الشيعي يصاب بالذهول من كثرة الصور الجاهلية , وما من سبب إلا لأن هؤلاء المراجع قد أفرغوا الوسع والطاقة لإ فراع قلوب أشياعهم وأتباعهم من كل ما يمت إلى شريعة الله بصله ؛ فكان من نتاج ذلك أن تمرغت تلك الطائفة بوحل الوثنية التي لا تختلف بطبيعتها عن جاهلية الأمم السابقة , ولا نبالغ إذا قلنا إن الطائفة تعيش في ماخور الوثنية ؛ فأصبح أُناسها يجتّرون إنسانيتهم انتقاماً وثاراً , وتحللت آدميتهم وهم يلهثون وراء الصور لتأخذهم إلى تلك الوثنية الساذجة التي أسلمتهم إلى ضلال في الاعتقاد وفي المفاهيم وفي الغايات وفي الاتجاهات وفي العادات وفي السلوكيات وفي الأنظمة وفي الأوضاع وفي كل شئ .
عقيدة التوحيد:

قد بُعث الأنبياء والرسل بعقيدة التوحيد , وإنكار كل أشكال الوثنية الحسية منها , وغير الحسية , وهذا ما نجدهُ جلياً في العهد القديم والجديد , وقد اعترف أهل الحكمة والعقل بأن الوثن لا يمثل شيئاً في الحقيقة , لا لأن تلك الصورة أو ذلك المعدن , أو تلك المادة ليست بشئ , بل لأن تقديسها, ليس له أصل في الشرع .

فقد مرت عشرات القرون من لدن آدم وحتى ظهور سيدنا نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام والبشرية كلها تنعم بتوحيد الخالق , ولكن بمرور السنين وتبلبل الألسنة , ومضي الوقت , ابتعدوا عن الله جل وعلا , وزاد جهلهم فيه , فالله جل وعلا ليس بالذات المرئية في الدنيا كالشمس والقمر والنحوم ,فعند ذاك صاروا يعبدون مظاهر القوة التي تتمظهر أمامهم , كقوة الملوك أو قوة الشمس أو بهاء القمر , ولكي تثبت تلك الآلهة في الحس والضمير كان لابد من تخييل تلك الأشياء صوراً , أو تماثيلاً تجسدهم كي يقيمون لها شعائر العبادة , تتفق ومانسجوه حولها من أساطير .

ومما لا يخفى ذلك الأثر البالغ للصور والتماثيل على الحس والضمير الإنساني الذي هو الأصل في تكوين العقائد والديانات , فالصور عند كل الذين أوكلوا أنفسهم لمظاهر الحس دون الرجوع إلى دليل السمع تعبيراً بعيد المدى ضد كل التصورات الأرضية , وهي تدعوهم بحسب مظاهرها الحسية إلى التطلع إلى ما وراء هذا العالم المنظور , وهم فوق ذلك يحوطونها بذلك الحب الكبير والشوق العارم , وتلك الهيبة المقرونة بكل الصفات الإسطورية حيث تذوب خيالاتهم وأحلامهم وميولهم , فتجد عصفاً من الشعارات والثارات اللامتناهية , ذلك إن الصورة وسيلة سهلة للإدراك , وأكثر قرباً إلى فهم الإنسان , وأقوى تأثيراً على مشاعره , فهي مصدر واضح وسهل للمعرفة والتذكير.

وعندما جاء الإسلام سد كل الذرائع التي تؤدي إلى الوثنية والشرك , ومنها وفي مقدمتها الصورة , ذلك أنها كانت وسيلة الشيطان الرجيم لحرف بني آدم عن الصراط القويم , فلقد جاء في الأثر : { لا تذرنَّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً } وهذه أسماء أصنام كانوا يعبدونها ثم عبدتها العرب فيما بعد ؛ عن ابن عباس وقتادة. وقيل: إن هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح (ع) فنشأ قوم بعدهم يأخذون أخذهم في العبادة فقال لهم إبليس : [ لو صوَّرتم صورهم كان أنشط لكم وأشوق إلى العبادة ] ففعلوا , فنشأ بعدهم قوم فقال لهم إبليس :[ إن الذين كانوا قبلكم كانوا يعبدونهم فعبدوهم ]فمبدأ عبادة الأوثان كان ذلك الوقت .

وقد وردت الكثير من الأحاديث في دين الشيعة تنهى عن الصور والتماثيل طريقاً للعبادة منها قوله عليه السلام : [ إيّاكم وعمل الصور فإنّكم تسألون عنها يوم القيامة ] بل إن مراجعهم نقلوا الإجماع على هذا التحريم وأنه لا خلاف فيه : [ لا خلاف بين الشيعة والسنّة في حرمة التصوير في الجملة . ]
قدسوا أحبارهم ورهبانهم:

وبالرغم من تواطئ علماء الإسلام على حرمة التصاوير طريقا للعبادة إلا أننا وجدنا أن أول من قدح شرارة تلك العبادة عند المسلمين وعند الشيعة خاصة هو الملك ناصر الدين القاجاري ؛ حيث ظهرت في عهده الكثير من الطقوس الوثنية مثل التطبير والضرب بالموسي , وتدين بها عامة الناس من الشيعة , ومع مرور الأيام أصبحت من المقدسات المسلمات , وفي ضل هذه المناخات ظهرت الرسوم التي تمثل وتشخص أئمة أهل البيت سلام الله عليهم , وفي مقدمة تلك الرسوم والصور ؛ صورة الإمام علي سلام الله عليه , وكان أكثر الناس في تلك الفترة يحتفظون برسم للإمام علي أو للحسين أو لأحد ممن ينتسب لأهل البيت سلام الله عليهم في بيوتهم , ولكن بقي في تلك الفترة وجه الإمام في تلك الصورة مظللاً , إذ إنهم كانوا يعتقدون بأنه لا رسام يمكنه رسم تلك الملامح , ولكن الملك القاجاري إنفرد برسم كبير لوجه الإمام علي سلام الله عليه , وكان يقيم الاحتفالات الرسمية لتكريم تلك الصورة وإجلالها , وقد حملت تلك المراسيم طابع العبادة .

يذكر إدوارد بولاك رواج تلك الرسومات في العهد الناصري، فيقول: [ يعتقد هؤلاء [الشيعة] بالرسوم والتصاوير، وتجد في كافة بيوت الفقراء رسماً يمثل الإمام عليا نُحت على الخشب من دون دقّة أو مهارة؛ إذ يقولون: إنه كان في غاية الجمال واللطف، حيث لا يمكن لرسّام تصويره، ولذلك يبقى وجهه مظلّلاً، ويظنّ الملك بأنّ الرسم الحقيقي [النسخة الأصلية] للإمام علي مُلكه وحده. ويبدو أنه جُلب من الهند، ويحتفظ به في صندوق ذهبي مزخرف جميل، وحين يأتون به يقف جميع من في البلاط إعظاماً وإجلالاً له، وحتى شخص الملك يبالغ في إظهار الاحترام والتعظيم له. وقبل عدّة سنوات ابتكر نهجاً لتكريم رسم الإمام علي.. لكنّ مشاركة العلماء في هذه المجالس كانت بإكراهٍ شديد؛ لأنهم وجدوا في هذه المراسم نوعاً من عبادة الصورة، الأمر الذي يخالفه ـ بصراحة ـ نصّ القرآن الكريم] 

يقول الأستاذ مطهري مستخفاً بالصور التي يرسمها الرسامون للإمام علي عليه السلام :
[ انظروا إلى علي وهو ذلك الرجل العظيم , ثم قارنوا شخصيته الحقيقية مع تلك الصورة العجيبة والغريبة التي صورها لنا المحرفون .

وأحيانا ترى علياً وقد صور بواسطة أشخاص مغرضين وهو يحمل سيفا له لسان يشبه لسان الثعبان , بالإضافة إلى تلك العضلات والشكل والبدن الذي رسمته مخيلة الرسامين , الذين لا علم إلا الله من أين جاؤوا بهذه الصورة الخيالية له .
وفي الوقت الذي لا يوجد في التأريخ أية صورة , أو تمثال لعلي , تراهم رغم ذلك يرسمون له أشكالاً عجيبة , لا يمكن للمرء أن يتصور معها ذلك الإمام العادل , وذلك الرجل الذي لا ينام الليل وهو يبكي في خشوع مخافة الله رب العالمين .وكلنا يعرف أن صورة العابد والمتهجد وصورة المرء الذي يقضي الليل وهو منشغل في طلب الإستغفار , وصورة الحكيم والقاضي والأديب مختلفة جداً عن تلك الصور التي يعرضونها عن علي أمير المؤمنين