خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم/آملة البغدادية
تعاني محافظة بابل مثل باقي محافظات العراق من أزمة مياه رغم الموازنة الانفجارية في الخزينة العراقية ، وقد تفاقمت هذا العام ، فقد نُشرت عدة أخبار عن أزمة مياه الشرب والسقي ضمن تصريحات مسئولي بابل بداية هذا العام ، وخاصة منذ شهرين ونصف قبيل مظاهرات بابل ضمن انتفاضة ضد الفساد الحكومي . من عناوينها (أسر بابل تعاني من «شح» مياه الشرب والزراعة)
(قالت رئيس لجنة الموارد المائية في مجلس محافظة بابل، رفلاء الجحيشي لـ الغد برس"، إنه "من المحتمل ان تهاجر معظم العوائل التي تسكن المناطق النائية من الجهتين الجنوبية والشمالية للمحافظة لانعدام المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي ايضا"، مؤكدة ان "انخفاض مناسيب المياه في عموم المحافظة ينذر بكارثة بيئية في عموم مناطق المحافظة".
واشارت الى ان مناطق الخميسية والغزالي التابعة لناحية الحمزة الغربي جنوبي المحافظة، إضافة الى منطقتي العمية والعبارة في قضاء المحاويل ومنطقة الخضر التابعة لناحية الاسكندرية شمالي المحافظة تعد من اكثر المناطق التي تعاني من شحة المياه".
وبينت الجحيشي ان "مجلس المحافظة يدرس مشروع الاستفادة من المياه الجوفية عبر نصب محطات تحلية في المناطق التي تشهد شحة في المياه خاصة، وان مثل هذا المشروع اثبت نجاحه في معظم المحافظات الاخرى".
طالب عضو مجلس بابل (رياض عداي) وزارة الموارد بزيادة الامكانيات والخزين المائي لديها عن طريق فتح السدود حتى تتمكن من معالجة المشكلة المائية في جنوب وشمال المحافظة، لان هناك اسر كثيرة ستتضرر ماديا وصحيا"، مؤكدا ان "الحلول السريعة يجب ان تقوم بها الجهات الاتحادية كوزارة لموارد، لان مجلس بابل لا يمتلك حلول للمشكلة".)
في وضع مأساوي تعترف به أعضاء ولجان مجلس محافظة بابل بأنهم لا يملكون حلول للمشكلة إذ أنها تخضع لمشاريع دراسة روتينية ، نتفاجأ بعد المظاهرات أن نخرج بشرى سارة من قبل المرجعية الرشيدة في العتبة العباسية بإنشاء منظومة تحلية للمياه متخطية الإجراءات الروتينية بشكل كبير، حيث توجهت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة بفيض كرمها وشعورها بالمسئولية التي خولتها لهم ولاية آل البيت، وبتحدي الإهمال المتعمَّد في سنوات الحكم الديكتاتوري في العراق قبل (2003) ، بالإيعاز لإنشاء منظومةٍ لتصفية وتعقيم وتبريد المياه، بحيث تستطيع أن تؤمّن ماء شربٍ مصفّى وبارد وفقاً للمواصفات والمحدّدات العالمية .
المهم هنا أن مشروع التحلية هذا قد تم إنشاؤه بتوثيق مصور عبر ( شبكة الكفيل العالمية) بتاريخ 12/8/2015 أي أمس مع خضم المظاهرات التي تشتعل في الشارع العراقي حول سوء الخدمات والفساد المستشري، ولكن الأهم أن هذا المشروع ــ الذي لا يُعلم تكلفته ــ ليس لأهالي المناطق السكنية لغرض توفير المياه للدور أو سقي الحيوانات، بل إنه لمزار ديني فقط !
(العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة تُنشئ منظومةً لتحلية وتبريد المياه في مزار ردّ الشمس للإمام علي(عليه السلام) في الحلّة)
مسؤول الوحدة الفنية في شعبة مياه العتبة العباسيّة المقدّسة -وهي الجهة المشرفة على تصميم وتنفيذ المشروع- المهندس مصطفى سعد عبد بيّن لشبكة الكفيل: "إنّ مزار ردّ الشمس للإمام علي(عليه السلام) ولما يملكه من مكانةٍ رفيعة جعلت عدداً كبيراً من الزائرين يقصدونه من داخل وخارج محافظة بابل ولكونه يفتقر الى وجود منظومةٍ لتصفية وتبريد المياه وقد كان يعتمد على منظوماتٍ صغيرة لتصفية المياه تشكو من الإهمال مع برادات مياه لا تعمل بشكلٍ جيد، كلّ ذلك دعا الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة بالتوجيه لنا والإيعاز لإنشاء منظومةٍ لتصفية وتعقيم وتبريد المياه لسدّ احتياج المزار الشريف، وهنا كانت الانطلاقة بالبدء بإنشاء المنظومة بحيث تستطيع أن تؤمّن ماء شربٍ مصفّى وبارد وفقاً للمواصفات والمحدّدات العالمية".
وأضاف: "يتكوّن المشروع من محطّتي تحلية (R.O. station) سعة الواحدة منها (400 لتر/ساعة) مع منظومة تبريد للمياه المنتجة (chiller) سعة (10طن) مع خزّانين للمياه سعة كلّ واحدٍ (1000لتر) ووُضعت داخل مسقّفٍ صغير بأبعاد (7م×5م)، ويتكون المسقّف من أرضيةٍ من الخرسانة المسلّحة بسُمْك (20سم) مطلية بطبقتين من مادة الايبوكسي، وتمّ تصنيع المسقّف من الكيربي وأحيطت جوانبه بـ(B.R.C) وهو مطليّ بمادة (hammer finish) وأيضاً تمّ إنشاء مناهل لمياه الشرب الباردة داخل المزار بواقع مجموعتين وُزّعت على كلّ واحدة منها خمسة مخارج للمياه، وتمّ ربطها بخزّان ماء الـR.O)) الرئيسي البارد المنتَج من المحطّتين والمبرّد بواسطة منظومة التبريد (chiller)". أهــ
مشروع بامتياز ل 10 طن تبريد تحتاج للكهرباء للزوار الشيعة، مع توفير ماء مبرد لغرض الزيارة والعودة لبيوتهم الخالية من الخدمتين معاً ! . يحق للشيعة أن تشكر المرجعية والوقف الشيعي على حسهم العالي بالمسئولية اتجاه الزائر بسبب مبردات مياه لا تعمل بشكل جيدـ قربما أرادت أن تعينهم نفسياً في مكان روحاني!!
فعلاً شر البلية ما يضحك، أن المرجعية لا تبالِ بأن تبني أي مزار حتى لو كان وهمي في كل محافظات العراق، فقد زخرت كتب الشيعة بروايات كثيرة لسير المعصومين عندهم كهذه الرواية عن رد الشمس لعلي رضي الله عنه، ولا يهم أنها ضعيفة السند من كتبهم الرجالية في الأسانيد، مثل عالمهم الجوهري في (المفيد من معجم رجال الحديث) ، مع أن جل روايات معاجز آل البيت مزورة ومسروقة من سير أنبياء أو أحاديث نبوية لكن لا يهم، فالمهم حب آل البيت واتباع نهجهم وإحياء أمرهم، وليس المكاسب المادية من عوام الشيعة من نذور وما خفي من أمور ! .
إن المرجعية الشيعية كانت ولا تزال خط أحمر، ولن يُسمح لأحد النقاش حولها، ولا أن يوجه السؤال عن المبالغ التي تجنيها من العتبات الدينية والخزينة كيف توزع على العمائم بحجة حق الإمام، وكم حادثة اغتيال تمت لمعممي الحوزة وكلاء المرجعية بسبب أموال الخمس ؟ بل الأهم ، لا يحق لأحد أن يتساءل عن سبب دخول المرجعية في سلك الاستثمار وصلت حد قيامها بمشاريع تخص الدجاج في البرازيل وفضائحها المخزية منذ سنين ضمن شركة الكفيل ، والأخطر مشاريعها الكبرى بمليارات الدولارات بلا رقابة ومحاسبة .
إن هذه الديناصورات فاقت حيتان السياسة بهيئات تابعة للعتبة المقدسة كدولة داخل دولة، وبرغم وجود الحكومة الشيعية منذ 2003 بدافع المظلومية وديكتاتورية السنة .
على شيعة المراجع في العراق خاصة أن يفهموا أن من أكبر بؤر الفساد المالي في العراق هي (المرجعية) التي ملكت أمبراطورية عالمية بأسم آل البيت منتشرة حول العالم بمطيتها للشيعة عبر العاطفة الدينية لا غير، ولا للشيعة العوام من نصيب .
فهل هناك مطالبات لحياة كريمة أو إصلاحات عند الحكومة الشيعية وأحزابها الدينية خاصة كما تدعي؟
وأش لا طائفية ! . والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق