خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم/آملة البغدادية
بعد فتوى السيستاني المسماة بالجهاد الكفائي منتصف 2014 ، تطوع الآلاف من الشيعة ضمن تشكيلات غير نظامية للدفاع عن المقدسات، وقد تعددت لأكثر من 60 تشكيل بقيادة عمائم وساسة دعمتهم الحكومة بأموال طائلة بدون ضوابط ، وعملت بقيادة إيرانية في ساحات القتال برايات طائفية مع صور لخميني على مركباتهم ولافتاتهم التي تنتشر في مسيرات تشييع قتلاهم . لقد بدأ التحشيد لتخريب العراق من قبل غزو قاده الشيعة ورعته عمائم إيرانية وعراقية موالية لها ، لم يكن الجهد العسكري لقتال المحتل الأمريكي ضمن مباديء المرجعية بل كان محرم لعدم ظهور القائم بفتوى السيستاني عام 2003 . اما قتال الشيعة لأهل السنة فحلال شرعاً مع تخريب العراق بشكل كامل ، ولقد هيأت الأحزاب الحاكمة الشيعية الفعلية المال والتشريع اللازم مع صناديق التبرع في كل الأضرحة والحسينيات ، وهذا ما شجع الكثيرين على إعلان كتائب بمسميات طائفية زجت بآلاف الشيعة ضمن محرقة لا تهدأ ، ومن هذه المليشيات ، كتائب علي الأكبر التابعة لممثل السيستاني عبد المهدي الكربلائي ، كتائب سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر بعد جيش المهدي والعصائب ، وكتائب جند الإمام ، وعدة مليشيات تابعة اللمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بقيادة السيد عمار الحكيم وغيرها ، ولا شك أن أكثرها إجراماً هي منظمة بدر بقيادة الإرهابي هادي العامري التي تشكلت عام 1979 في إيران حيث تعتبر الجناح العسكري لحزب الدعوة الذي شكله المرجع محمد باقر الصدر .
منذ الأشهر الأولى بدأت حالات الهروب من قواطع العمليات، وقد رفض الإعلام الحكومي إعلان هذه الحالات المتكررة ونسبتها حصراً للجيش النظامي بعد خروج الموصل من سيطرة الحكومة في بغداد وخسائره المتلاحقة في صلاح الدين والأننبار ، فقد أعلنت منظمة "السلام" الحقوقية العراقية، أنه ما لا يقل عن 300 عنصر من مليشيا "الحشد الشعبي" غادروا، خلال الشهر الماضي، إلى دول أوروبية، مستخدمين أوراقاً ثبوتية مزوّرة، تشير إلى أن محل إقامتهم السابق، هو مدن الموصل أو الأنبار .
ومع أن المليشيات التي تعتبر ضمن الحشد الذي طبل ببسالة وشجاعة أفراده وحربهم المقدسة ، فقد أثبتت الصور أن العقيدة القتالية لديهم لا تنفك عن كونها مرتزقة تعتاش على النهب المنظم التي وافقت عليه المرجعية ضمن فتاوى الخراب والكفر ، وهي التي وفرت المال للهجرة في الوقت الذي عجزت عنه الحكومة من توفير رواتبهم ولأشهر ، ناهيك عن تجهيزهم بالغذاء والوقود ، تاركين الأسلحة والمعدات العسكرية خلفهم غنيمة لداعش إلى يومنا هذا ، وهو ما شكل إحراجاً لدى قادتهم وحكومتهم الصفوية . إن كل ما سبق لا يَعد سوى ترجمة حقيقية لأكذوبة التحرير من جهة ، ومن جهة أخرى حقيقة النفسية الشيعية المعروفة بالجبن مع الخيانة لأوطانهم مما يعني افتقارهم لأرضية سليمة للجهاد المزعوم .
من صور الهروب الجديد هو ظاهرة (الهجرة غير الشرعية) خارج العراق، وقد تبين أن جنوب العراق ذو الأغلبية الشيعية قد تنامت فيه إقبال الشباب على الهجرة التي استدعت أهل السنة لها في سوريا والعراق بشكل خاص، وبسبب استهدافهم طائفياً على غير أسباب الهجرة الشيعية ، بينما الغزو كان من أجل حكماً شيعياً بحتاً ! ، وهذا بلا شك موضع الصدمة التي أقلقت المرجعية والحكومة على حد سواء غير مبالين بنتائج النهب المنظم لثروات العراق طوال 12 عام، مما دعت الساسة الشيعة إلى اتباع نفس أسلوب المظلومية ، وإلقاء المسئولية على الغير عبر توجيه إتهامات لزعماء أوروبا بإعدادها مؤامرة ضد العراق مع تنسيق من جهة أخرى لمنع التدفق ، وهاهو ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة المصادف 28/8 بوصفه “هذه الظاهرة تبعث على القلق وتهدد البلد بافراغه من الطاقات الشبابية”. لقد وصل الجنون الغوغائي مبلغاً لا يكاد يُصدق في ظل الدعم الغربي الكامل لحكومة العراق الشيعية ضد داعش، ومع هذا فإن الطبع المتوارث للنفسية الشيعية المشبعة بالمظلومية والغدر مع نكران الجميل تعد بالمزيد لمن جهل أو تغافل .
لقد سبق حالات الهروب للعسكريين وأفراد الحشد إشارات سابقة لا تقل فاجعة على رؤوس الإرهاب الشيعي، فقد نُشرت عدة مطالبات من جنوب العراق للمرجع السيستاني بضرورة إصدار فتوى تبطل الجهاد الكفائي منشورة سابقاً *، وهذا بعد عام كامل من حشود التوابيت ولافتات النعي، والتي لا تنقطع في المحافظات الجنوبية وبغداد، حيث اعترف الكثير من أن سرادق العزاء لا ترفع من الشوارع الفرعية لكثرة الجثث المستلمة يومياً ، ومع أن الحكومة تتبع استراتيجية إخفاء الجثث في البرادات سراً، مع إبطاء التسليم لمراكز الطب العدلي التي تغص بالمئات . إنها علامات الباطل وزواله ، وهي تشير لحالة الجزع ونفاذ الصبر لأمة مخالفة زعمت نصرتها للإمام الغائب وقرب ظهوره ، فكيف يتوقعون استجابة الله تعالى لدعاء مشرك وهو يحيا ليل نهار بدعاء تعجيل الظهور ؟ .
مع أن الصور أعلاه لأفراد مليشيا شيعية هربوا من جحيم المعارك في سوريا ينتظرون وصول عوائلهم بحسب المصادر، لكن لا يمنع ربما كونهم عراقيين ضمن المئات الذين انتموا إلى لواء أبي فضل العباس، وغيرها من الكتائب التي باتت خارج التكتم الإعلامي في عصر المعلومة السريعة وقنواتها المتعددة اليوم، ومن هذه المعلومات التي لا تُخفى تسجيل مرئي لعنصر شيعي في الجيش يوجه دعوة لرفاقه الشيعة للحاق بالهجرة فاضحاً ساسة الحكومة التي تطالبهم بالصمود في حين أن أبنائهم يتمتعون في دول الخارج بمليارات الشعب الفقير، والتسجيل في الرابط أدناه.
لقد قلنا منذ زمن أن الجهاد المقدس لدى الشيعة أكذوبة مصنوعة في إيران لخدمة التوسع وضرب الإسلام ، وقلنا أن المراجع أساس الخراب ومنبع الفساد وأثرياء الحرب ، وقلنا أن الشيعة ما هم إلا أدوات تسوق حصان طروادة إيران مطية الدين، وقلنا أن الحرب طائفية سنية شيعية تسعى لثارات لا تحرير العراق عبر سياسة الأرض المحروقة، وأن إبادة أهل السنة مع تهديم لمساجدهم واستهداف أئمتهم هدف صغير لآخر كبير يستهدف الحرمين، وما زال المحللون الاستراتيجيون يكررون ذات الفرية والهلوسة من أن الحكومة ليست شيعية ، وأن إيران تعتبر ظهيراً قوياً ومهماً لتحرير العراق، انه لا يوجد تمييز بين المواطنين في الخدمات و الامن،وهذا كلام الخبير الإستراتيجي واثق الهاشمي الذي تقلد مكانة رفيعة عند الحكومة لدرجة موافقتها على جعل مركز النهرين الذي يترأسه الهاشمي هذا ضمن المنطقة الخضراء، وقد صرح في مقابلة أنه لا يعلم أسباب الهجرة . نقول إنها بسبب مراجع الخراب التي مهدت للاحتلالين الأمريكي والإيراني ، وبسبب فتاوى انتخاب أحزاب الشيطان ، وبسبب عدم الجهاد للمحتل وجوازها لقتل أهل السنة ، حتى بات العراق ليس عراق واحد ولا الشعب واحد . لا شك أنهم لن يعترفوا أن المظاهرات بالآلاف هي بسبب أعداد قتلى الشيعة بشكل خاص، وقد ستروا هذا بالخدمات التي سرعان ما تحولت لمطالبات بتغيير الحكومة برمتها ، فلا عجب أن تستمر الحكومات بتخريب العراق طالما تأخذ الحكمة ــ والاستشارة الإعلامية على الأقل ــ من هؤلاء أصحاب النظرة العوراء . هل تعلمون أنه ( الخبير الإستراتيجي واثق الهاشمي رئيس مجموعة العراق للدراسات الاستراتيجية، هو خبير في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، كان عضو هيئة الحكماء لمراكز الفكر وخزانات الأفكار لدول التعاون الإسلامي، وكذلك محللًا سياسيًّا في القنوات العراقية والعربية والعالمية، وعضو هيئة استشارية لعديد من المجلات العلمية والعراقية والعربية، ويحمل شهادة مفوض دولي. كما كان الهاشمي عضو المركز العراقي للتفاوض وإدارة النزاعات. وقد شارك في العديد من المؤتمرات في العراق والدول العربية والعالمية ونشر عددًا من البحوث والدراسات في المجلات العراقية والعربية) ؟ .
ما يحيرنا : أين تجلت خبراته ؟ والكلام لا يعتبر شخصنة، بل هو مثال لحشد من المحللين وسط فوضى كبرى تزداد تعقيداً ، ولا عجب أن بقي العراق في هاوية والمنطقة في تيه الغرب وضياع الشعوب .
بعد حصد الجيش والحشد بما لا يقل عن 200 ألف في غياب إحصائيات للقتلى بشكل متعمد من قبل الحكومة ، فحقاً لقد أنقلب كما يقولون السحر على الساحر ، وعلى نفسها جنت براقش ، والعاقبة للمتقين ، والله المستعان .
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق