الاثنين، 5 مايو 2014

في "واشنطن بوست" المستشار الأمريكي لحملة المطلك يبرر فشله المسبق






خاص/ مشروع عراق الفاروق

 بقلم / آملة البغدادية 


في عالم السياسة كل شيء متوقع ، ويقال أن عالم السياسة عالم قذر يستلزم الكذب ، وفي البلد المحتل كل المباديء السامية مستهدفة وكل نبيل غير مرغوب فيه ، إنما هناك دوماً مجال متسع للأنذال . إذا جمعت الأثنين سياسي متسلق كاذب ومنافق في بلد محتل كالعراق يصحبه مستشار لدعايته الانتخابية من بلد الاحتلال ، ما الصورة التي تنتج عنها ؟ . فضيحة بجلاجل كما يقولون أشقاءنا في مصر . الدكتور "صالح المطلك " تصدر صحيفة الواشنطن بوست بطريقة فاضحة عـّرت صفاته وحقيقته عن طريق مستشاره الأمريكي لحملته الانتخابية ذاته " Sam Patten " أو "سام باتن" لتشكيل الحكومة الجديدة أواخر نيسان 2014 ، في وقت يدفع فيه آلاف الدولارات لتحسين صورته أمام الناخبين وكسب الأصوات ! . في المقالة الصحفية في الواشنطن بوست في الحقل الأسبوعي * بعنوان " هل تستطيع تخطيطات أو تكتيك حملة واشنطن أن تترجم في العراق ؟ سام باترن ومرشحه يأمل ذلك " بقلم المحررRichard Lieby” ". لا نعلم هل مقالته لشدة إخلاصه في عمله أم لتخليصه من غضب أسياده في البيت الأسود ؟ .


صالح المطلك تغلب على مستشار أمريكي !
بعد كشف حقيقته الجبانة أمام تخليه عن استحقاق تشكيل الحكومة عام 2009 ، جاءت الحقائق تتوالى تترى، فالدكتور صالح المطلك رجل مداهن على حساب من انتخبوه ، لا يعترف بهويته السنية ، ميوله بعثية لم يفلح من التنصل منها ، ليس له مباديء، يهاجم المالكي بدكتاتوريته، ويهدد بسحب الثقة ثم يتراجع ويعود إلى مظلة المالكي بحجة خدمات الشعب في وزارة الخدمات كنائب لجمع القمامة ، وكأن بغداد تخلصت من أدرانهم . تتوالى الدلائل المخزية بتخليه عن الحرائر في السجون، والشهداء في مجزرة الحويجة وسارية وغيرها العشرات، ثم الفضائح، لنكتشف علاقته الوثيقة بالقبض على النائب الشيخ " أحمد العلواني " وقتله لأخيه بسبب تعرض المطلك لاغتيال في ساحات العزة والكرامة في الرمادي كما يزعم . كل هذا وما زال الحبل على الجرار ما دامت الحرب مستعرة بين الشركاء الغرماء لتولي المناصب حتى يتم التوافق والمصالح.
يشرح المستشار "سام باتن" بعصبية وهو يكاد يفقد عقله مما لا قاه من سلبيات مرشحه النائب السابق ، وكيف أن المطلك المرشح والرجل البارز عن القائمة العراقية سأله عند أول دقيقة في الطائرة : سام هل جلبت معك قنينة الويسكي ؟ رد عليه : أليست هذه مهمة السائق؟ . أكاد لا أصدق ضاحكة من هذا المشهد، المطلك يريد من الأمريكي أن يجلب الخمرة كأنه في ليالي ألف ليلة وليلة . كيف جربت أمريكا حظها العاثر في العراق مرتين ، مرة بمواجهة "ماحقة حالقة" على قول رئيسنا المالكي في الفلوجة، مرتين عدا باقي المناطق السنية حتى خرجوا يبكون كالأطفال لا تسعفهم حتى مستشفياتهم النفسية ، ولم تنقذهم من حالات الانتحار اليومية التي بقيت إحصائياتها سرية نتيجة للكوابيس الدائمة التي رسمتها سواعد أهل السنة الأبطال. المرة الثانية هو حظهم العاثر مع مرشحي الكتل وأطماع الرئاسة من عاهات الأدمان والجهل السياسي والثقافي مع التبجح والصفاقة بلا دبلوماسية، رتق أنى يحاولون ترقيعه لا يرتق بل ينفتح مبيناً عورة جرائمهم في العراق . الدكتور صالح المطلك بكل فخامته صاحب قناة البابلية ، لم يجد ضرورة لتحسين حضوره بجلسة معتدلة أو نظافة ملبس إلا ورمى القرف في نفس مستشاره الشاب الأمريكي، وهذا ما نقله لنا الكاتب مع التسجيل المصور المرفق بالمقالة في الواشنطن بوست والصورة الفوتوغرافية الواضحة ، المرشح المخضرم يحرق علبة وراء أخرى من سكاير ماركة " كنت"، والرماد يتساقط على قميصه وبدلته . منظر يشعرني بالتعاطف لدقائق مع هذا الشاب خريج جامعة جورج تاون في واشنطن الذي قضى حياته في بيوت غنية ورفقة رؤساء البيت الأبيض وصقوره منذ كان طفلا . من المؤكد أنه لم يجد ما لاقاه في العراق مع رفقة المطلك ما لاقاه في أوكرانيا وألبانيا وتايوان وغيرها . حيى الله العراق صفعاتك من كل لون .
سام باتن يقول أنه أنكب على حاسبته المحمولة " اللاب توب" ينسق خطوات سير المطلك في حملته وما ينبغي عمله بكل ما لديه من خبرة، ومما لا تخلو من بدائل وحلول للعوائق في بلد تفتقر لأبسط حالات الأمن للسير في الحملة الانتخابية، وعندما نصح المطلك بالقيام بجلسة مناظرة تلفزيونية رفض متهماً " إياد علاوي" بأنها مهمته و"بالجبن" . باتن يتعجب بشدة في حين أن المطلك غارقاً في التهمة ذاتها . الطريف أن الكاتب استنبط الحادثة ليبدأ الكلام عن الجبناء ويصفهم بالدجاج فيما يقابل الأرانب في بلدان أخرى بشكل سرد لا يخلو من حقد دفين . لا يسعنا أن ننكر إيجابيات الدكتور إذ أظهر شجاعة عراقية معهودة عندما وجه لكمة لأمريكا في وجهها، ولكن لا أعرف من أي الأوزان لعلها الريشة . يقول باتن أن المطلك بكل غرابة أخذ يتشدق بالمباديء بواجب أمريكا أن تعمل على تعديل الأوضاع المزرية التي يغوص فيها العراق بسبب فعلها، ولا ينبغي أن تهرب بسهولة بعد العنف الذي خلفته . يتعجب المستشار من المطلك الجالس أمامه بفضل أمريكا يطلب معونة مستشارها ! . المطلك تابع لكماته وهو يردف تهجمه بتلطيف الجو بأنه حريص على استشارة أمريكا لكونها المؤثرة  سياسياً ، وأن من الجيد أن يحصل على من لديه الخبرة بعقليتها في تدبير الأمور هناك ! . يقول المستشار ساخراً : يا له من عبقري . فعلاً لا أكاد أصدق أن سياسينا ممن نسمع جعجعته منذ 2005 عندما تصدر لجنة " مرام" التي ضمت شخصيات من مختلف الكتل بعد التزوير الحاصل من قبل إيران وشيعتها في العراق، وقد تأملنا فيه الخير لسنوات ، كيف يعقل أن يستعمل كل خبرته السياسية وحنكته الدبلوماسية ليلمح لعميل السي آي أي الأمريكي أنه في الحقيقة "عميل المطلك" ليبلغه كيف تفكر أمريكا . يا دكتور ما هذه العبقرية ، نحن في خير عميم ولا نعلم .
إذا كان المرشح يتمتع بالتفاهة والخواء مع جبن بالفطرة لا يستطيع مواجهة لقاء أو حوار مناظرة مع معارضيه في باقي الكتل ، هو مع هذا الفشل مدمن خمر وتدخين بصورة شرهة يتنكر بملابس لا تليق به كرجل سياسة محنك ، ويتصدر المجالس كراعي وقائد لشعب له تاريخ عريق مع تورطه بجريمة أشعلت محافظة بأكملها كرجل مافيا ومخبر سري ، هل سيصمد في أول ريح ؟ بل نفحة من ثقب دبوس لبالونة أطفال ؟ هذه فقاعاتك يا مالكي . نذكر كيف هرول مع حمايته هارباً من ساحة العز والكرامة عندما تلقى هجوم ليس بالرصاص بل بالأحذية والقناني الفارغة ستبقى في تاريخه لا يمحى وإن تجمل بألف درع من ألبسة فرسان العصور الوسطى .
يعلم القاصي والداني أن المطلك صعد بأموال ووصاية من أمريكا ذاتها، ورضا موصول من إيران كونه النموذج الأمثل لكل أزمة تتطلب رجل متلون لا يعترف بهويته الدينية ، ولم ينطق مرة واحدة بكلمة " سنة" ، بل لا يقوى على العمل إلا بجرعات من الخمر يعدل فيها دماغه ــ هكذا قال في الطائرة بحسب مستشاره المخلص ــ أنى له أن يمثل دور المنقذ الفارس الذي سيعبر بهم إلى ساحل الأمان والحياة المزدهرة مقابل أصبع مصبوغ بالأزرق .

من هو " Sam Patten " ؟
 شر البلية ما يضحك أن يكون المقال فاضحاً للمطلك ولمستشاره الذي يعتبر " أبن زنا" وله ثلاث آباء بفضل والدته التي أقامت علاقة مع حفيد ملكي أنكليزي ، وأخفت الأمر 56 عام قبل اعترافها . تخرج سام بات عام 1993 ، وعمل في كازخستان الروسية في مجال يخص شؤون أمريكا ، وعمل في الحملة الانتخابية لكلا الرئيسين كلينتون وبوش في ولايته " ماين" عام 2000 ، وعمل في وزارة الخارجية عام 2008 في تعزيز الديمقراطية . أخيراً رشح كمستشار للمطلك في الحملة الانتخابية قبل أشهر لقاء مبلغ شهري قدره 20 ألف دولار،عدا المكافئة عند الفوز مائة ألف دولار ، وهذه يدفعها ممول القائمة الرجل الثري الذي فضل عدم ذكر أسمه إلا بعد الحصول على منصب في الحكومة القادمة، ولعلنا نعلم هويته ولإقامته في عمان . المستشار تعجل وأعرب عن خيبته وهو يبرر احتمال فشل المطلك في الانتخابات، مع أن أمريكا تعلم وتبارك كل أعمال التزوير السابقة واللاحقة بما يضمن ضعف العراق وبقاءها مع حكومة عميلة على أن تٌطرد مهانة على يد حكومة شريفة يدير أمرها أهل السنة ممن لا يرضون بالاحتلال أيا كان نوعه . سؤال يفرض نفسه ، فعندما يقال إن كنتم تعلمون حقيقة المرشحين لم تنتخبون ؟ الجواب : أن الانتخابات ليست حلاً جذرياً هذا ما يفهمه أهل السنة فقط لا غيرهم ، لكنها جزء من حل سلمي مع حل عسكري يتقدم بتسارع واضح أيهما يأتي ثماره، والمهم أن يتقدم من ينوى نصر الحق وإنقاذ العراق، والأخذ بالأسباب والسعي بما في الإمكان فرض . يقال عنها ديمقراطية وانتخابات مهما كانت المسميات فقد فُرضت على العراق، وبلية الغزو وتبعاتها اعترف بها الكثير من العراقيين ولا يستطيعون العودة للوراء مع ندمهم . اعترف المستشار الأمريكي بأن العرب لا يتوافقون مع الديمقراطية عامتهم وحكامهم ، فالعامة لا تفهم ترجمتها وسلوكها، وحكامهم سرعان ما يتحولون إلى مستبدين . نقول نعم ، نفضل أن نتعامل مع حاكم واحد مستبد على أن نتعامل مع أحزاب عديدة ومئات المستبدين بحجة الديمقراطية الأكذوبة، والواقع يشهد ، والله المستعان .
لن نتعجب إن حصل السكير صالح المطلك على منصب كبير كما سربت مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي باتفاق الكتل التي تريد الإطاحة بالمالكي وولايته الثالثة .
 ولعل المستشار المسكين يبكي على ضياع المائة ألف التي خطط لها أبواب إنفاقها وانكب على توصيل المعلومات للكاتب في لحضة غضب ربما سيندم عليها والله أعلم ، ولكنه حصل على تجربة عدم التورط مع العرب شريفهم وعكسه .
والله المستعان .
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق