بعد
أن انتشر شريط فديوي مصور عن مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين يبين فيه تطاوله
على شخص النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأصحابه، وبعد تجاوزه على أهل السنة في الأعظمية
ببغداد، تعالت المطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنحيته عن منصبه كونه بات لا
يعبّر عن شريحة الصحفيين.
مؤيد
اللامي الذي يتولى اليوم منصب نقيب الصحفيين العراقيين، تلك المؤسسة العملاقة الولود
التي أضحت ومنذ توليه زمامها بلا هوية، وتميّعت إلى أبعد حد مع سلطة حكومة المالكي
حتى بات بعض الصحفيّين يستلم مبلغاً مالياً مقدم من الحكومة سنوياً في رشوة مخبئّة
طمعاً في إسكاته فيما تحولت النقابة من مؤسسة مجتمع مدني إلى دائرة حكومية يعمل الموظفون
فيها براتب شهري مدفوع من الحكومة التي من المفترض أن يراقب أدائها الصحفيين.
وصول
اللامي لمنصبه تم بعد صفقات سياسية، تتضمن تولي منصبه مقابل تخصيص عمله للحزب الذي
جاء به، ثم توسع العمل ليدخل معه شبكة من (صحفيي) مرحلة ما بعد الاحتلال، والذين أقحموا
في الساحة الإعلامية بفعل دخول المد الحزبي الطائفي إلى البلاد وسقوط المعايير المفترض
توافرها في العاملين ضمن هذا الحقل الحيوي والمهم.
وارتقت
المجموعة التي جاء بها اللامي في مراتب التنظيم الصحفي، فأصبحوا أعضاء عاملين في هذه
النقابة التي أضحت تضم أكثر من (10) آلاف صحفي، بحسب عميد كلية الإعلام هاشم حسن، وهذا
الكلام قبل أكثر من أربعة أعوام فكيف بها الآن؟؟
وراحت
هويات الصحفيين توزّع بين المستفيدين، سياسيين ورجال أعمال وموظفين بمناصب رفيعة في
الدولة دون وجل.
ثم كانت
الصفقة الأكبر للامي بتوليه رئاسة وكالة نينا التي أشتراها رئيس الحكومة السابقة نوري
المالكي وخصّص مبلغاً يصل إلى (10) آلاف دولار، في وقتٍ يؤكد فيه عدد من المنتسبين
للوكالة أنه لم يصلها منذ تعيينه وأنه يستلم راتبه دون أي عمل يذكر، فلماذا يدفع المالكي
هذا المبلغ الضخم لنقيب الصحفيين دون أي عمل يقابله؟؟
اللامي
الذي بات ضامناً لمنصبه مع كل انتخابات جرت خلال ولايتي المالكي يمتلك تاريخاً بعثياً
ثقيل، بدأه بعمله في سلك الشرطة بمدينة العمارة بدرجة (مفوض) وانتقل من بعد هذا المنصب
بفعل شبكة علاقاته داخل الحزب للعمل مراسلاً لجريدة الجمهورية في وقتها.
ولم
يوفّق كثيراً في عمله على المستوى الصحفي، لذلك انتقل للعمل ضمن صفوف وزارة الثقافة
كرئيس لفرقة العمارة للفنون الشعبيّة، وكان أحد المشاركين بالاحتفالات التي ينظمها
حزب البعث للمناسبات المرتبطة بالنظام السابق.
وسجل
عمله ضمن حزب البعث معروف، وهناك وثائق تؤكد عمله ضمن (فرع سيف القائد / شعبة القائد
/ فرقة خالد بن الوليد)، كما أنه استمر في عمله ضمن صفوف حزب البعث لحين سقوط النظام
على يد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
ويستغرب
إعلاميون وحقوقيون كيف استطاع اللامي تمرير خلفيته السوداوية بانتمائه للبعث عن هئية
المساءلة والعدالة، رغم إصدار وثيقة اجتثاثه والصادرة من الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث
البعث / لجنة ميسان والمرقمة (56) والمؤرخة 1/4/2007 م، فيما يبرر مراقبون الأمر بوجود
صفقة شخصية مع المالكي لإسكات الصوت الصحفي العراقي مقابل عدم الكشف عن خلفيته الحزبية
المتأصلة في البعث.
واليوم
تأتي مطالبات جماهيرية عراقية شعبية وإعلامية بتنحية مؤيد اللامي عن منصبه، ليس فقط
لأنه موّع الصوت الصحفي أمام الحكومة فحسب لكن لجريمته بالتجاوز على شخص النبي (صلى
الله عليه وسلم) والضحك واستخدام عبارات نابية بحق أهالي الأعظمية السنية ببغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق