الخميس، 7 ديسمبر 2017

طامة لزعيمهم الخوئي:أراد الطعن بالعباس بن عبد المطلب فإذا به يطعن بعلي رضي الله عنهما

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد 

فلا تزال الشواهد تتوالى على تخبط مراجع الإمامية في تقريراتهم ، فما إن يريدوا إثبات جزئية معينة إلا ونسفوا ثابتاً وناقضوا أصلا ، فحالهم في ذلك كمن أراد أن يبني قصراً فهدم مِصْراً !!!

وهذا هو عين ما فعله أبو القاسم الخوئي - زعيم حوزتهم وكبير مراجعهم المعاصرين - حينما أراد الطعن في العباس بن عبد المطلب - عم النبي صلى الله عليه وسلم - في ترجمته له على أنه لم يكترث ولم يتحرك حينما أُغتُصِبَت الخلافة من علي رضي الله عنه وسُلِبَت فدك من فاطمة رضي الله عنهما .. 
بينما لم يقر له قرار ولم يهدأ له بال حينما قلع عمر رضي الله عنه ميزابه الذي شرَّفه به النبي صلى الله عليه وسلم ليجرده من تلك المنقبة .. 
وإليكم بيان ذلك في عدة مطالب وكما يلي:

المطلب الأول:إيراد قصة الميزاب مختصرة ومفصلة:

1- قال شيخهم علي النمازي الشاهرودي في كتابه ( مستدرك سفينة البحار ) ( 1 / 124 ):[ خبر الميزاب الذي نصبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعمه العباس من سطح داره إلى المسجد تشريفا له ، فلما كان أيام الثاني أمر بقلعه ، فجاء العباس إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقص قصته ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأمر قنبراً بنصبه ].

2- يقول علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 30 / 365-366 ):[ فكان هذا فعل عمر بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله .. وقد آذاه عمر في ثلاثة مواطن ظاهرة غير خفية : منها : قصة الميزاب ، ولولا خوفه من علي ( ع ) لم يتركه على حاله ].

3- أورد الحادثة بتمامها علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 30 / 364-365 ):[ ولم يزل الميزاب على حاله مدة أيام النبي صلى الله عليه وآله وخلافة أبي بكر وثلاث سنين من خلافة عمر بن الخطاب ، فلما كان في بعض الأيام وعك العباس ومرض مرضاً شديداً وصعدت الجارية تغسل قميصه فجرى الماء من الميزاب إلى صحن المسجد ، فنال بعض الماء ثوب الرجل ، فغضب غضباً شديداً وقال لغلامه : اصعد واقلع الميزاب ، فصعد الغلام فقلعه ورمى به إلى سطح العباس ، وقال : والله لئن رده أحد إلى مكانه لأضربن عنقه ، فشق ذلك على العباس ودعا بولديه عبد الله وعبيد الله ونهض يمشي متوكئا عليهما - وهو يرتعد من شدة المرض - وسار حتى دخل على أمير المؤمنين عليه السلام ، فلما نظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام انزعج لذلك ، وقال : يا عم ! ما جاء بك وأنت على هذه الحالة ؟! . فقصَّ عليه القصة وما فعل معه عمر من قلع الميزاب وتهديده من يعيده إلى مكانه ، وقال له : يا بن أخي ! إنه كان لي عينان أنظر بهما ، فمضت إحداهما وهي رسول الله صلى الله عليه وآله وبقيت الأخرى وهي أنت يا علي ، وما أظن أن أُظْلَم ويزول ما شرفني به رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت لي ، فانظر في أمري ، فقال له : يا عم ! ارجع إلى بيتك ، فسترى مني ما يسرك إن شاء الله تعالى . ثم نادى : يا قنبر ! عليَّ بذي الفقار ، فتقلده ثم خرج إلى المسجد والناس حوله وقال : يا قنبر ! اصعد فرد الميزاب إلى مكانه ، فصعد قنبر فرده إلى موضعه ، وقال علي عليه السلام : وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لأضربن عنقه وعنق الآمر له بذلك ، ولأصلبنهما في الشمس حتى يتقددا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب ، فقال : لا يُغْضِبُ أحداً أبا الحسن فيما فعله ، ونُكَفِّر عن اليمين ، فلما كان من الغداة مضى أمير المؤمنين إلى عمه العباس ، فقال له : كيف أصبحت يا عم ؟ . قال : بأفضل النعم ما دمت لي يا بن أخي . فقال له : يا عم ! طب نفسا وقر عينا ، فوالله لو خاصمني أهل الأرض في الميزاب لخصمتهم ، ثم لقتلتهم بحول الله وقوته ، ولا ينالك ضيم يا عم ، فقام العباس فقبل ما بين عينيه ، وقال : يا بن أخي ! ما خاب من أنت ناصره ].


المطلب الثاني:اعتماد الخوئي قصة الميزاب كدليل للطعن به

ووجه الطعن به كما ذكرته أنه لم يكترث للضرر الذي أصاب علياً رضي الله عنه باغتصاب الخلافة منه ، ولا لما أصاب الزهراء رضي الله عنها بسلب فدك منها ، واشتدَّ غضبه لما قُلِعَ ميزانه الذي شرفَّه به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال في كتابه ( معجم رجال الحديث ) ( 10 / 254 ):[ وملخص الكلام : أن العباس لم يثبت له مدح ، ورواية الكافي الواردة في ذمه صحيحة السند ، ويكفي هذا منقصة له ، حيث لم يهتم بأمر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولا بأمر الصديقة الطاهرة في قضية فدك ، معشار ما اهتم به في أمر ميزابه ].

المطلب الثالث:إن المعيار الذي استخدمه للطعن بالعباس هو نفسه ينطوي على الطعن بعلي رضي الله عنهما
إنَّ المعيار الذي استخدمه الخوئي للطعن في العباس رضي الله عنه - هو غضبه للميزاب وعدم غضبه للخلافة وفدك - هو نفسه يُسْتَخْدَم للطعن بعلي رضي الله عنه وبيانه:
إن لعلي في مصادر الإمامية صورة ذليلة مُهانة تذهب بكرامته وتصمه بالجبن وعدم الغيرة ؛ إذ لم يخرج سيفه لنصرة الحق حينما اغتصبوا منه الخلافة واعتدوا عليه وعلى زوجته الزهراء بالضرب والإهانة رضي الله عنهما ، ثم تتكرر صورة الذل والجبن والمهانة حينما سلبوا أرض فدك من زوجته 

وإليكم بيان ذلك وكما يلي:

أولاً:تصويره بالذل والجبن والمهانة في موطن اغتصاب الخلافة
وهذه الصورة يقشعر منها جلد كل مسلم بل تشيب منها مفارق الولدان ، لما فيه من الذل والمهانة والجبن الذي لا يليق ببطل الإسلام وأسده !!!

فمن معالم هذه الصورة ما يلي:
أ- وضعوا الحبل في عنقه وجرّوه ليبايع مكرهاً.
ب- شبَّهوا اقتيادهم له والحبل في عنقه كالجمل المخشوش ، والذي فسَّره علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 33 / 114):[ الخشاش عويد يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده ]. 
ج- ضربوا زوجته الزهراء رضي الله عنها على وجهها وعصروا الباب على بطنها حتى أسقطت جنينها المحسن.

فهذه المعالم البشعة - التي يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان - لبطل الإسلام أبي الحسنين رضي الله عنهم أجمعين !!!

وإليكم طائفة من تصريحات الإمامية التي أثبتت له تلك الصورة البشعة المنفِّرة :
1-يقول محققهم يوسف البحراني في كتابه ( الحدائق الناضرة ) ( 5 / 180 ):[ وأخرجه قهراً مقاداً يُساق بين جملة العالمين وأدار الحطب على بيته ليحرقه عليه وعلى من فيه وضرب الزهراء ( عليها السلام ) حتى أسقطها جنينها ولطمها حتى خرت لوجهها وجبينها وخرجت لوعتها وحنينها مضافا إلى غصب الخلافة الذي هو أصل هذه المصائب وبيت هذه الفجائع والنوائب ].

2-يقول علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 82 / 264 ):[ وقوله : ( فقد أخربا بيت النبوة اه ) إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام من الايذاء ، وأرادا إحراق بيت علي عليه السلام بالنار ، وقاداه قهراً كالجمل المخشوش ، وضغطا فاطمة عليها السلام في بابها حتى سقطت بمحسن ].

3- ينقل شيخهم عبد الزهراء مهدي قول علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه ( الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) ) ( ص 324 ):[ قال : وبعث إلى بيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - لما امتنع من البيعة - فأضرم فيه النار ، وفيه فاطمة وجماعة من بني هاشم ، وأخرجوا عليا ( عليه السلام ) كرها ، وكان معه الزبير في البيت فكسروا سيفه ، وأخرجوا من الدار من أخرجوا ، وضربت فاطمة ( عليها السلام ) فألقت جنينا اسمه : محسن ].
4- يقول محدثهم محمد طاهر القمي الشيرازي في كتابه ( الأربعين ) ( ص 165 ):[ بأنه لم يبايع طوعا ، ولا رضي ببيعة أبي بكر حتى استكره عليها كالجمل المخشوش ].

5- يقول عالمهم محمد مهدي الحائري في كتابه ( شجرة طوبى ) ( 2 / 282 ):[ وكان علي ( ع ) يفتخر به في موارد عديدة منها .. وانتدابه ( ع ) له يوم الذي قادوه في حمائل سيفه بقوله وا حمزتاه أين لي بحمزة ].

6- يقول علامتهم المرعشي في كتابه ( شرح إحقاق الحق ) ( 3 / 407 ):[ بل قادوه كما يقاد الجمل المخشوش وأضرموا النار في بيته ].

7- يقول مرجعهم الكبير محمد حسين كاشف الغطاء في كتابه ( جنة المأوى ) ( ص 133-138 ):[ طفحت واستفاضت كتب الشيعة من صدر الاسلام في القرن الأول : مثل كتاب سليم بن قيس ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده وإلى يومنا ، كل كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمة وأبيهم الآية الكبرى وأمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين وكل من ترجم لهم وألف كتابا فيهم ، أطبقت كلمتهم تقريبا أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة ، إنها بعد رحله أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها ، ولطموا خدها حتى احمرت عينها وتناثر قرطها ، وعصرت بالباب حتى كسر ضلعها وأسقطت جنينها ، وماتت وفي عضدها كالدملج ، ثم أخذ شعراء أهل البيت عليهم السلام هذه القضايا والرزايا ، ونظموها في أشعارهم ومراثيهم وأرسلوها إرسال المسلمات .. بما ارتكبوه واقترفوه في حق بعلها عليه السلام من العظائم حتى قادوه كالفحل المخشوش ].

8- يقول علامتهم الأميني في كتابه ( الغدير ) ( 9 / 388 ):[ وسل عنها أمير المؤمنين وهو الصديق الأكبر يوم قادوه ، كما يقاد الجمل المخشوش إلى بيعة عمت شومها الاسلام .. وسل عنها أمير المؤمنين يوم لاذ بقبر أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي ويقول : يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ] ، وكرر نفس المعنى فقال في ( 10 / 125 ):[ وهلا كان هو الذي قاد عليا كالجمل المخشوش إلى بيعة أبي بكر وهو يقول : بايع وإلا تقتل ؟ ].

9- يقول شيخهم علي الشهرستاني في كتابه ( السنة بعد الرسول ) ، المنشور في مجلة ( تراثنا ) ( 58 / 98 ):[ وبالفعل ، طبق قانون الإكراه ، إذ أُخْرِجَ علي بالقوة ، يقاد إلى البيعة كما يقاد الجمل المخشوش ، وسِيقَ سوقاً عنيفاً ].

10- يقول محققهم الدكتور جواد جعفر الخليلي في كتابه ( الإمام علي (ع) ) ( ص 57-58 ):[ وهي التي قالها علي يوم قادوه من بيته بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قهرا حاسر الرأس حافي القدمين يرغموه على البيعة لأبي بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله . . . الخ . وألقى نفسه على قبر النبي قائلا يا ابن أم . . . الخ ]. 

11- يقول محققهم عبد الرحيم مبارك في مقدمة كتاب ( منهاج الكرامة ) ( ص 17 ):[ وكيف تجاسروا على بيت بضعة الرسول ، وقادوا عليا كالجمل المخشوش ؟! ].

12- ورد في كتاب ( سليم بن قيس ) ( ص 158 ):[ فنادى علي عليه السلام قبل أن يبايع - والحبل في عنقه - : ( يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )].

13- روى الكليني في كتابه ( الكافي ) ( 8 / 189-190 ):[ عن سدير قال : كنا عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) واستذلالهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال رجل من القوم : أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ومن كان بقي من ‹ صفحة 190 › بني هاشم إنما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل وكانا من الطلقاء أما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما ].

14- ينقل محدثهم هاشم البحراني في كتابه ( غاية المرام ) ( 5 / 346 ):[ ثم قال ابن أبي الحديد : وسألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد ( رحمه الله ) فقلت : إني لأعجب من علي ( عليه السلام ) كيف يبقى تلك المدة الطويلة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكيف ما اغتيل وفتك به في جوف منزله مع تلظي الأكباد عليه ؟ فقال:لولا أنه أرغم أنفه بالتراب ووضع خده في حضيض الأرض لقتل ، ولكن أخمل نفسه واشتغل بالعبادة والصلاة والنظر في القرآن وخرج عن ذلك الزي الأول وذلك الشعار ، ونسي السيف وصار كالفاتك يتوب ويصير سائحا في الأرض أو راهبا في الجبال ، ولما أطاع القوم الذين ولوا الأمر وصار أذل من الحذاء تركوه وسكتوا عنه ].

15- وأخيراً أختم بأبيات أوردها مؤرخهم محمد فاضل المسعودي في كتابه ( الأسرار الفاطمية ) ( ص 528 ):
جمعوا على بيت النبي محمد * حطباً وأوقدت الضغائن نارها 
رضوا سليلة أحمد بالباب * حتى أنبتوا في صدرها مسمارها 
عصروا ابنة الهادي الأمين وأسقطوا * منها الجنين وأخرجوا كرارها 
قادوه والزهراء تعدو خلفهم * عبرى فليتك تنظر استعبارها

فهذه هي الصورة المزرية التي سطرتها الأيدي الآثمة والتي جعلت من شجاعة عليٍ وكرامته في مهبِّ الرياح

ثانياً:تصويره بالذل والجبن والمهانة في موطن سلب أرض فدك من زوجته

وهذه الصورة كسابقتها في تجريده من الشجاعة وخلع صفات الجبن وتحمل الذل والإهانة ...
بل إن سلبيته - وحاشاه رضي الله عنه - في هذه الصورة أشدّ وهو ما حدا بالزهراء ولأول مرة في حياتها أن تتطاول على زوجها - الإمام المعصوم - بكلامٍ جارحٍ وتعيره بالسكوت والجبن عن استرجاع حقها في أرض فدك ، ثم سكوته عن حقه في الإمامة !!!
حتى اعترف بهذا التطاول بعض مراجع الإمامية ومنهم:

1- يصف مرجعهم محمد حسين كاشف الغطاء ثورة الزهراء بوجه زوجها بأنها " خرجت عن حدود الآداب " فقال في كتابه ( جنة المأوى ) ( ص 135 ):[ ويزيدك يقينا بما أقول أنها - ولها المجد والشرف - ما ذكرت ولا أشارت إلى ذلك في شيء من خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها ، مثل خطبتها الباهرة الطويلة التي ألقتها في المسجد على المهاجرين والأنصار ، وكلماتها مع أمير المؤمنين بعد رجوعها من المسجد ، وكانت ثائرة متأثرة حتى خرجت عن حدود الآداب ، التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها ، فقالت له : يا ابن أبي طالب ، افترست الذئاب وافترشت التراب ].

2- ينقل شيخهم محمد مهدي الحائري عن علامتهم المجلسي بأن الزهراء لم تتطاول على زوجها إلا في موطن سلب أرض فدك منها وتعييرها له بالسكوت وعدم الانتفاض لاسترجاع حقها بالأرض وحقه بالخلافة ، فقال في كتابه ( شجرة طوبى ) ( 2 / 270 ):[ ( في البحار ) أوحى الله تبارك وتعالى إلى رسوله ( ص ) قل لفاطمة لا تعصي عليا فإنه إن غضب غضبت لغضبه ، قسماً بالله ما عصته فاطمة ، ولا خالفته ولا خانته بل وكانت تعظمه وتجلله وتؤثره على نفسها وعلى أولادها وتختار رضاه على رضا نفسها وإذا نادته بالكنية أو باللقب تارة تقول : يا أبا الحسن وأخرى يا بن عمي أو يا بن عم رسول الله هذا هو شأنها طول حياتها ولا تلام من يوم دخلت على أمير المؤمنين ( ع ) ونادت : يا بن أبي طالب ، اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل ، فخانك ريش الأعزل ، هذا ابن أبي الخ لأن ذلك اليوم يوم عظيم ولا يخفي على البصير عظم ذلك اليوم ].

3- يقول علامتهم السيد علي خان المدني في كتابه ( الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ) ( ص 38 ):[ كما روى أن فاطمة " ع " لامته على قعوده وأطالت تعنيفه وهو ساكت ].

4- وأخيراً إليكم نص الخطبة التي وجهت فيها الزهراء لزوجها كلاماً جارحاً وعيرته بالخوف والسكوت عن المطالبة بحقه في الخلافة وحقها في أرض فدك ، فقد أوردها الطبرسي في كتابه الاحتجاج ( 1 / 145 ) وابن شهر آشوب المازندراني في كتابه ( 2 / 50-51 ) ثم جمٌ غفير من المحدثين:[ قالت : لأمير المؤمنين عليه السلام : يا بن أبي طالب ، اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني ! لقد أجهد في خصامي ، وألفيته ألد في كلامي حتى حبستني قيلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، أضرعت خدك يوم أضعت حدك افترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت طائلا ولا خيار لي ، ليتني مت قبل هنيئتي ، ودون ذلتي عذيري الله منه عاديا ومنك حاميا ، ويلاي في كل شارق ! ويلاي في كل غارب ! مات العمد ، ووهن العضد شكواي إلى أبي ! وعدواي إلى ربي ! اللهم إنك أشد منهم قوة وحولا ، وأشد بأسا وتنكيلا ].

الخلاصة:

فتأملوا كيف أهان الإمامية بطل الإسلام أبا الحسنين بتلكما الصورتين وأنه رضي بالذلّ والمهانة حتى جّروه والحبل في عنقه كالجمل المخشوش ؛ إذ لم يسلّ سيفه ويستخدم قوته الجبارة وولايته التكوينية التي يستطيع من خلالها التصرف في ذرات الكون مع أنهما من المواطن المهمة فقضية الإمامة هي أصلٌ من أصول الدين ومنصبٌ أعلى وأرقى وأفضل وأشرف من النبوة ، وكذلك أرض فدك فهي كرامة زوجته واسترداد حقها وحق بنيه من الإرث كما يزعمون - كما يزعمون -
بينما نراه قد سلَّ سيفه وأرعد وهدد وتوعد من يتجرأ على قلع ميزاب عمه العباس رضي الله عنهما ، فمن عبارات البطولة والشجاعة والتهديد فيها:[ ثم نادى : يا قنبر ! عليَّ بذي الفقار ، فتقلده ثم خرج إلى المسجد والناس حوله وقال : يا قنبر ! اصعد فرد الميزاب إلى مكانه ، فصعد قنبر فرده إلى موضعه ، وقال علي عليه السلام : وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لأضربن عنقه وعنق الآمر له بذلك ، ولأصلبنهما في الشمس حتى يتقددا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب ، فقال : لا يُغْضِبُ أحداً أبا الحسن فيما فعله ، ونُكَفِّر عن اليمين .. فوالله لو خاصمني أهل الأرض في الميزاب لخصمتهم ، ثم لقتلتهم بحول الله وقوته ، ولا ينالك ضيم يا عم ، فقام العباس فقبل ما بين عينيه ، وقال : يا بن أخي ! ما خاب من أنت ناصره ].

فنقول للخوئي إنْ كان غضب العباس من أجل ميزاب وعدم اكتراثه باغتصاب الخلافة وفدك مطعناً فيه .. 
فما تقول فيمن لم يسلّ سيفه غضباً لاغتصاب الخلافة وفدك ، ثم جرَّده لقتال أهل الأرض من أجل ميزاب عمه ؟!!!

عليٌ رضي الله عنه ينتفض غضباً لقلع ميزاب عمه ، بينما لا يحرك ساكناً لاغتصاب حقه في الخلافة وحق زوجته في أرض فدك !

فهل قلع الميزاب أعظم من اغتصاب الإمامة التي هي أصل من أصول الدين ، بل أعلى وأرقى وأشرف من النبوة ؟!

وهل قلع الميزاب أعظم من جُرْم ضرب زوجته في وجهها وعصرها بالباب حتى أسقطت جنينها ؟!

وهل قلع الميزاب أعظم من تجريد زوجته من حقها وقوت عيالها في أرض فدك ؟!


******************

من مواضيع المهتدي الأستاذ عبد الملك الشافعي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق