الخميس، 6 سبتمبر 2018

وثنية الصور عند الشيعة الامامية



بقلم / أبو عبد العزيز القيسي 

منذ أن ظهر عبد الله بن سبأ انغمس الشيعة في الوثنية بشتى مظاهرها , , وأبشع صورها , وأشكالها , فأما عامتهم فإنهم لم يتركوا مظهراً من مظاهر الوثنية للأمم السابقة أو اللاحقة إلا وقد فعلوه , وأما مراجعهم وعلمائهم فإنهم استقتلوا لشرعنة تلك الوثنية بشتى السبل , وباركوها بكل الصور, , واستهتروا بكل النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه والتي نهت وبينت بياناً واضحاً معاني الوثنية , وجلّت صورها , ونهت عنها.
عقيدة وثنية

ويكفي أن نتصفح فتاوى أولئك المراجع لنجد تلك الصورة البدائية الغليظة الداعية إلى الوثنية والصنمية , حينها نعرف أي رجس تنشره تلك الأعمال , والتي تقلب واقع الحياة رأسا على عقب .. وبقراءتنا لتلك الفتاوى التي تبُيح تلك الوثنية , وتبرر لها , وتدافع عنها , ندرك تلك النقلة الضخمة التي نقلها هؤلاء المراجع أقوامهم ومقلديهم من طهارة الحس والضمير التي أسبغها الله بها عباده , إلى رجس الأدواء الخلقية والاجتماعية .
صور جاهلية

ومن يتأمل الواقع الشيعي يصاب بالذهول من كثرة الصور الجاهلية , وما من سبب إلا لأن هؤلاء المراجع قد أفرغوا الوسع والطاقة لإ فراع قلوب أشياعهم وأتباعهم من كل ما يمت إلى شريعة الله بصله ؛ فكان من نتاج ذلك أن تمرغت تلك الطائفة بوحل الوثنية التي لا تختلف بطبيعتها عن جاهلية الأمم السابقة , ولا نبالغ إذا قلنا إن الطائفة تعيش في ماخور الوثنية ؛ فأصبح أُناسها يجتّرون إنسانيتهم انتقاماً وثاراً , وتحللت آدميتهم وهم يلهثون وراء الصور لتأخذهم إلى تلك الوثنية الساذجة التي أسلمتهم إلى ضلال في الاعتقاد وفي المفاهيم وفي الغايات وفي الاتجاهات وفي العادات وفي السلوكيات وفي الأنظمة وفي الأوضاع وفي كل شئ .
عقيدة التوحيد:

قد بُعث الأنبياء والرسل بعقيدة التوحيد , وإنكار كل أشكال الوثنية الحسية منها , وغير الحسية , وهذا ما نجدهُ جلياً في العهد القديم والجديد , وقد اعترف أهل الحكمة والعقل بأن الوثن لا يمثل شيئاً في الحقيقة , لا لأن تلك الصورة أو ذلك المعدن , أو تلك المادة ليست بشئ , بل لأن تقديسها, ليس له أصل في الشرع .

فقد مرت عشرات القرون من لدن آدم وحتى ظهور سيدنا نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام والبشرية كلها تنعم بتوحيد الخالق , ولكن بمرور السنين وتبلبل الألسنة , ومضي الوقت , ابتعدوا عن الله جل وعلا , وزاد جهلهم فيه , فالله جل وعلا ليس بالذات المرئية في الدنيا كالشمس والقمر والنحوم ,فعند ذاك صاروا يعبدون مظاهر القوة التي تتمظهر أمامهم , كقوة الملوك أو قوة الشمس أو بهاء القمر , ولكي تثبت تلك الآلهة في الحس والضمير كان لابد من تخييل تلك الأشياء صوراً , أو تماثيلاً تجسدهم كي يقيمون لها شعائر العبادة , تتفق ومانسجوه حولها من أساطير .

ومما لا يخفى ذلك الأثر البالغ للصور والتماثيل على الحس والضمير الإنساني الذي هو الأصل في تكوين العقائد والديانات , فالصور عند كل الذين أوكلوا أنفسهم لمظاهر الحس دون الرجوع إلى دليل السمع تعبيراً بعيد المدى ضد كل التصورات الأرضية , وهي تدعوهم بحسب مظاهرها الحسية إلى التطلع إلى ما وراء هذا العالم المنظور , وهم فوق ذلك يحوطونها بذلك الحب الكبير والشوق العارم , وتلك الهيبة المقرونة بكل الصفات الإسطورية حيث تذوب خيالاتهم وأحلامهم وميولهم , فتجد عصفاً من الشعارات والثارات اللامتناهية , ذلك إن الصورة وسيلة سهلة للإدراك , وأكثر قرباً إلى فهم الإنسان , وأقوى تأثيراً على مشاعره , فهي مصدر واضح وسهل للمعرفة والتذكير.

وعندما جاء الإسلام سد كل الذرائع التي تؤدي إلى الوثنية والشرك , ومنها وفي مقدمتها الصورة , ذلك أنها كانت وسيلة الشيطان الرجيم لحرف بني آدم عن الصراط القويم , فلقد جاء في الأثر : { لا تذرنَّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً } وهذه أسماء أصنام كانوا يعبدونها ثم عبدتها العرب فيما بعد ؛ عن ابن عباس وقتادة. وقيل: إن هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح (ع) فنشأ قوم بعدهم يأخذون أخذهم في العبادة فقال لهم إبليس : [ لو صوَّرتم صورهم كان أنشط لكم وأشوق إلى العبادة ] ففعلوا , فنشأ بعدهم قوم فقال لهم إبليس :[ إن الذين كانوا قبلكم كانوا يعبدونهم فعبدوهم ]فمبدأ عبادة الأوثان كان ذلك الوقت .

وقد وردت الكثير من الأحاديث في دين الشيعة تنهى عن الصور والتماثيل طريقاً للعبادة منها قوله عليه السلام : [ إيّاكم وعمل الصور فإنّكم تسألون عنها يوم القيامة ] بل إن مراجعهم نقلوا الإجماع على هذا التحريم وأنه لا خلاف فيه : [ لا خلاف بين الشيعة والسنّة في حرمة التصوير في الجملة . ]
قدسوا أحبارهم ورهبانهم:

وبالرغم من تواطئ علماء الإسلام على حرمة التصاوير طريقا للعبادة إلا أننا وجدنا أن أول من قدح شرارة تلك العبادة عند المسلمين وعند الشيعة خاصة هو الملك ناصر الدين القاجاري ؛ حيث ظهرت في عهده الكثير من الطقوس الوثنية مثل التطبير والضرب بالموسي , وتدين بها عامة الناس من الشيعة , ومع مرور الأيام أصبحت من المقدسات المسلمات , وفي ضل هذه المناخات ظهرت الرسوم التي تمثل وتشخص أئمة أهل البيت سلام الله عليهم , وفي مقدمة تلك الرسوم والصور ؛ صورة الإمام علي سلام الله عليه , وكان أكثر الناس في تلك الفترة يحتفظون برسم للإمام علي أو للحسين أو لأحد ممن ينتسب لأهل البيت سلام الله عليهم في بيوتهم , ولكن بقي في تلك الفترة وجه الإمام في تلك الصورة مظللاً , إذ إنهم كانوا يعتقدون بأنه لا رسام يمكنه رسم تلك الملامح , ولكن الملك القاجاري إنفرد برسم كبير لوجه الإمام علي سلام الله عليه , وكان يقيم الاحتفالات الرسمية لتكريم تلك الصورة وإجلالها , وقد حملت تلك المراسيم طابع العبادة .

يذكر إدوارد بولاك رواج تلك الرسومات في العهد الناصري، فيقول: [ يعتقد هؤلاء [الشيعة] بالرسوم والتصاوير، وتجد في كافة بيوت الفقراء رسماً يمثل الإمام عليا نُحت على الخشب من دون دقّة أو مهارة؛ إذ يقولون: إنه كان في غاية الجمال واللطف، حيث لا يمكن لرسّام تصويره، ولذلك يبقى وجهه مظلّلاً، ويظنّ الملك بأنّ الرسم الحقيقي [النسخة الأصلية] للإمام علي مُلكه وحده. ويبدو أنه جُلب من الهند، ويحتفظ به في صندوق ذهبي مزخرف جميل، وحين يأتون به يقف جميع من في البلاط إعظاماً وإجلالاً له، وحتى شخص الملك يبالغ في إظهار الاحترام والتعظيم له. وقبل عدّة سنوات ابتكر نهجاً لتكريم رسم الإمام علي.. لكنّ مشاركة العلماء في هذه المجالس كانت بإكراهٍ شديد؛ لأنهم وجدوا في هذه المراسم نوعاً من عبادة الصورة، الأمر الذي يخالفه ـ بصراحة ـ نصّ القرآن الكريم] 

يقول الأستاذ مطهري مستخفاً بالصور التي يرسمها الرسامون للإمام علي عليه السلام :
[ انظروا إلى علي وهو ذلك الرجل العظيم , ثم قارنوا شخصيته الحقيقية مع تلك الصورة العجيبة والغريبة التي صورها لنا المحرفون .

وأحيانا ترى علياً وقد صور بواسطة أشخاص مغرضين وهو يحمل سيفا له لسان يشبه لسان الثعبان , بالإضافة إلى تلك العضلات والشكل والبدن الذي رسمته مخيلة الرسامين , الذين لا علم إلا الله من أين جاؤوا بهذه الصورة الخيالية له .
وفي الوقت الذي لا يوجد في التأريخ أية صورة , أو تمثال لعلي , تراهم رغم ذلك يرسمون له أشكالاً عجيبة , لا يمكن للمرء أن يتصور معها ذلك الإمام العادل , وذلك الرجل الذي لا ينام الليل وهو يبكي في خشوع مخافة الله رب العالمين .وكلنا يعرف أن صورة العابد والمتهجد وصورة المرء الذي يقضي الليل وهو منشغل في طلب الإستغفار , وصورة الحكيم والقاضي والأديب مختلفة جداً عن تلك الصور التي يعرضونها عن علي أمير المؤمنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق