الاثنين، 10 يونيو 2019

قراءة سنة العراق لاعتراض الوفد العراقي على البيان الختامي للقمة المدين لإيران


بقلم / آملة البغدادية
خاص/ مدونة سنة العراق

إحتمال حدوث حرب بين أمريكا وإيران هو الشغل الشاغل لزعماء المنطقة منذ الشهر المنصرم، وذلك على أثر ارتفاع التهديدات من قبل ترامب احتجاجاً على تمادي إيران بتطوير أسلحتها النووية، وأعقب ذلك التطور الخطير بتوجه أسطول بحري مكون من بارجات بحرية وحاملة طائرات أمريكية إلى منطقة الخليج كخطوة جادة تحذيرية . 
أما الأمر الصادم فهو ضلوع إيران في هجمات على ناقلات نفط سعودية وإماراتية في الفجيرة قبالة الساحل الإيراني، ومع تصاعد هجمات الحوثيون بصواريخ إيرانية الصنع مع تدخلات إيران في سوريا توجب معها الاجتماع العاجل لثلاث قمم نظمتها بلاد الحرمين لحصد إجماع قوي لمواجهة الآنشطة التخريبية للنظام الإيراني على حد قولها
تم الاعتراض من قبل الوفد العراقي الشيعي في القمة الأخيرة في مكة المكرمة.

التساؤل هو : هل كان الدافع لاعتراض برهم صالح على البيان الختامي للقمة هو السلام في المنطقة كما ادعى؟ أم سياسة النأي عن النفس ؟ أم هيمنة إيرانية على ساسة العراق لا يسع الدمى سوى الخضوع ؟
بتاريخ (26/5 ) نشر موقع الراصد العراقي عن العالم الإخبارية الإيرانية خبر موثق مرئي بعنوان ( شاهد.. ايران ستتصدى لاي مساعي حرب امريكية والعراق يساندها) وفيه أعلن وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم وقوف العراق مع إيران خلال لقاءه الصحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي زار إيران للتباحث بشأن التهديدات الأمريكية ضد إيران .
هذا بعد لقاء وزير الخارجية الإيراني بساسة العراق الشيعة عمار الحكيم وهادي العامري وأياد علاوي، كما التقى مع الرئيس الحالي لدولة المليشيات (برهم صالح) المعروف ولاءه لإيران، وكما التقى مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي .
 أما الوحيد من أهل السنة فهو (محمد الحلبوسي) بحكم منصبه كرئيس للبرلمان والمعين من قبل إيران، فلا يوجد أي لقاء أو اتفاق مع رئيس كتلة سنية أو برلماني سني واحد سواء كان عربي أو كردي لأن الشيعة تعتبر كل من خالفها أعداء يجوز بهم الوقيعة.



لا يخفى أن اللقاءات تلك لم تكن بصيغة التشاور وإقناع العراق بالوقوف مع إيران بأي وسيلة كونه من دول الجوار الوحيدة من الدول العربية الملاصقة براً، بل بصيغة إعطاء الأوامر وتوزيع المهام والصيغ المسبقة لأي لقاء صحفي قبل وبعد القمة العربية في مكة وما سبقها في تونس والظهران، هذا ما يتضح خاصة في زيارة روحاني الرئيس الإيراني لبغداد ولقاءه ببرهم صالح الذي أبدى ترحيبه الحار ولقاءاته الصحفية مع إعلاميي إيران، وهو يشدد على أهمية الجارة إيران ومصالح الشعب الإيراني بأسلوب الهائم المغرم الأحمق، وعبارته علاقاتنا استثنائية مع إيران دليل ، 
ولنا أن نتخيل مدى السخرية التي طغت على قلوب الملالي من مهانة عملاءها فلا كرامة .



لقد صدقت أفعاله تحليلات الكثير من المهتمين بالشأن العراقي والقضية السنية بأنه مختار من قبل إيران لولاءه التام، وعزمه على توسعة النفوذ ٌيراني، بل وإلغاء الحدود فعلياً بعد أن تم طرح هذا المشروع قبل سنوات، وقد نُشر تصريحه عام 2018 من إيران خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني قائلاً "العراق لا ينسى دعم إيران له أيام مواجهة الاستبداد
 هذا الأفاك يعترف بضلوع إيران في دعم عملاء الحزبيين الكرديين أيام النظام السابق، ويعترف بعمالته . إنه أسلوب الخائن الذليل وهو يقصد دعم إيران لشخصه اليوم عندما أصبح رئيساً لدولة العراق، فأي صلاح يرجى منه !

أما عن اختتام زيارة رئيس الخارجية الإيراني ولقاءه الصحفي في اليوم التالي يوم 27/5 ، وإعلانه رسالة إيران إلى المنطقة، فقد انطلقت التصريحات من العراق وليس من إيران، وتعتبر هذه خطوة مدروسة بإرسال رسالة أخرى بين السطور مفادها ( أن العراق تحت ولاية الفقيه) ، ففي تصريح لمراسل "ارنا" من بغداد حول رسالة ايران الى المنطقة، قال ظريف : (ان رسالتنا وخيارنا واضح، نحن نرغب في العيش بسلام وهدوء وتقدم؛ مضيفا انه خيار الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي ينبغي ان ينعم به الجميع.) نُشر في موقع الراصد أيضاً . 
وبعد هذا كله فإن دل على شيء فيدل على اعتبار العراق محافظة من محافظات إيران وأحد قنواته الفضائية، وليس في نظر إيران دولة مستقلة منذ الغزو الآثم عام 2003 واستحواذ الشيعة على الحكم بتزوير الانتخابات المتتالية والانتهاكات بحق أهل السنة، ناهيك عن تخاذل الأحزاب السنية عن أهمية القضية والهوية، مع تخاذل الحكام العرب أمام حملات إبادة سنة العراق ومراحل تشييعه للأسف .
                        
 كان الوفد العراقي للقمة العربية الذي ترأسه برهم صالح فيه ترجمة ناطقة عن خطة تشييع العراق بتهميش أهل السنة، فلم يكن وزير الخارجية المرافق من كتلة سنية كما هو مقرر وفق المحاصصة الخاصة بالوزارات، وتحديداً وزارة الخارجية، حيث تم تعيين الشيعي (محمد علي الحكيم) عام 2018 ، إضافة لتردد الصفوي الحاقد (فالح الفياض) رئيس مليشيا الحشد ضمن وفود الاجتماعات العربية للقمة في تونس آذار الماضي خلافاً للعرف الدبلوماسي، فهو ليس سفيراً أو له جواز دبلوماسي، ويكفي حجم السخرية التي تعرض لها حين توثيق نومه خلال القمة، والرابط أدناه يوضح *

 كان انعقاد القمة العربية في مكة وإعلان البيان الختامي ضمن عدة نقاط توجه اتهامات  ضد إيران وأفعالها الإرهابية لحصد التأييد وضرورة التصدي هو إعلان بدأ انطلاق الضوء الأحمر الإيراني، فكان التنفيذ الفعلي لكسر الفسطاس العربي من قبل الوفد العراقي المتبادل مع الوفد الإيراني بالتبعية، فمن يحكم هم الشيعة والخط الساخن في كل مؤتمر يجري بين الوفد وكبار الساسة الشيعة . لذا لم يكن اعتراض العراق ضمن رسالة وجهها محمد الحكيم إلى الأمين العام للجامعة العربية بغريب بحجة عدم الاطلاع على البيان مسبقاً، فلا يختلف الأمر لو اطلع على البيان الختامي وشارك في مناقشات تحريره الأخير، لإن الإجماع يؤيد إتهام إيران، ودول المنطقة كلها باتت تعلم الحقيقة المرة، وما محاولات رئيس الوفد اللبناني وزير الخارجية (سعد الحريري) وآخرون إقناع الوفد العراقي بعدم الاعتراض قبل إعلانه إلا دليل واضح على هذا، فقد نشرت السومرية خبر مفاده (كشف مصدر للسومرية أن "أكثر من عشر وزراء للخارجية فاوضوا محمد علي الحكيم وزير الخارجية العراقي من أجل عدم الاعتراض على البيان الذي حمل إدانة كبيرة ل‍إيران، وبالرغم من طلب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الحديث مع الحكيم بشأن البيان الا أن الأخير أبلغ الحريري بأن موقف العراق ثابت بهذا الرفض". 

نقول: نحن سنة العراق أن إيران جارة السوء وشعبها ساهم في قتل أهل السنة عبر مليشيات متعددة مع الحرس الثوري، إضافة لحملات التخريب الممنهجة التي أضرت باقتصاد العراق وثرواته الزراعية والصناعية، فعلى مدى 16 عام تم نهب النفط والسيولة النقدية من الدولارات عبر عملاءها ومكاتبهم التي يمهد لها البنك المركزي، وما أكثر سرقات إيران وضررها، وآخرها وما تزال حرائق مزارع الحنطة والشعير بآلاف الدونمات، ولا تزال إيران مصدر دخول المخدرات إلى العراق ومنه إلى الدول المجاورة ، وما زالت السموم والهموم تتوالى، والموضوع منشور في موقع وكالة يقين بعنوان ( حرائق وأزمات ماء وكهرباء.. مخططات إيرانية ضد العراق) غيض من فيض الجارة ، نقول باللهجة العراقية (كومة احجار ولا هالجار) 

 يا برهم صالح رئاستك ليست شرعية وما أنت إلا عميل قذروالأولى أن تعمل على تحجيم النفوذ الإيراني ومنع نهب ثروات العراق وتشديد الحواجز على الحدود الإيرانية على الأقل إن لم تكن قادراً على إعادة حق السنة العرب والكرد معاً في الحكم .
يا برهم صالح كيف إن اندلعت الحرب فهل تضمن عدم تحرك مليشيات العراق ضد سنة العراق والخليج بحجة علامة الظهور لمعدومهم المهدي وهذه أكبر عقيدة عندهم؟ 
ثم هل تجهل تحذيرات أمريكا وعلمها بتحركاتهم ؟ 
أم عندك عهد بنصرة إيران للعراق إذاك ؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين 
لكن من أين والعمالة تجري في الدم مجرى الشيطان ؟!
لن تجني عملاء إيران سوى التملص من قبل إيران وخسارة العرب واستهانة أمريكا والعالم، فمتى ينتهي مسلسل تخريب العراق ؟!

أخيراً، من الأنباء المسربة التي تحتمل الصحة وعدمها فيها خيوط مخفية لاحتمالات مطروحة، . فقد نُشر في تويتر عن تهديد وزير الخارجية الأمريكي بومبيو عند لقاءه برئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بأن يكبح جماح الحشد الشيعي ضد القوات الأمريكية لقرب ضربة محتملة وإلا ،، 


نعلم يقيناً نحن سنة العراق وكل واع لما يجري منذ عقود، بأن أمريكا وربيبتها إسرائيل لا تعتبر إيران عدو لها، بل هي عندهم بمنزلة عالية منذ أن أنقذ كورش الفارسي الأسرى اليهود من السبي البابلي، وهذا بالضبط ما صرح به ظريف ملمحاً في الفضائيات بأن (لا تنسوا من خلص اليهود هي إيران)، والإشارة واضحة فهناك اللوبي الصهيوني الذي فيه عدد كبير أصولهم من يهود أصفهان، عدا السلاح النووي الذي تهابه الدول الكبرى ويعلم به ترامب، ولذا تراجعت حدة التحذيرات قبل أيام قليلة، وبات الحديث عن النية للحوار بدون شروط مسبقة مع تشديد العقوبات على شركات إيرانية كبرى منها البتروكيمياويات لكي تمنع تمويل الحرس الثوري وحزب اللات .
لا شك أن لا أحد من أهل العراق يفضل خيار الحرب، فقد عانينا ما لم يكن له سابق في التاريخ، ونعلم أن كل احتمال فيه ضرر لسنة العراق لبقاء الطغمة الجائرة الكافرة في الحكم، وولاء عملاء إيران شيعة العراق المهووسون بعقيدة المهدي وثارات الحسين، واليوم تجري تحضيرات لتطويق حزام بغداد من قبل الحشد الشيعي **
 ونعلم أن أخف الضررين هو المزيد من معاناة الاقتصاد العراقي من كل الأطراف لصالح إيران، ولا يعلم ما يُخفى وما سيكون إلا الله، فنسأله تعالى أن يهيأ للعراق من أهل السنة من يعيد عزته وينهي ذلته لإيران، وأن يضرب الظالمين بالظالمين ويخرج أهل السنة سالمين .   


موجة سخرية واسعة بسبب "نوم" فالح الفياض في اجتماع القمة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق