الثلاثاء، 16 فبراير 2016

الهميم وجوقة التشييع في احتفالية الثورة الخمينية وتغاضي المواقع الرسمية لماذا؟





خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم / آملة البغدادية

تتوالى دلائل فشل ممثلي سنة العراق في نصرة مظلومية أهل السنة فضلاً عن إبراز الهوية وفصلها عن الهوية الشيعية، فبالرغم من عدم وجود مشترك بين عقائد أهل السنة والشيعة وميل الأخيرة عن الإسلام إلى دين آخر يحتفي بالطعن في القرآن الكريم مع الطعن بعرض النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلا يبدو أن هذا مانعاً لما يسمى (الوحدة الوطنية) ، والأكثر من هذا لا يبدو نهج إبادة أهل السنة وتهديم مساجدهم ومحو مناطقهم ضمن المعركة المقدسة المزعومة بفسطاطي يزيد والحسين أي أهمية تُذكر ! . في العراق المحتل من قبل إيران قبل أمريكا يسود الخراب الفكري قبل السياسي والديني ، وهذا هو الغزو الحقيقي ، ونحن إذ نلقي اللوم على من لم نجد نصرته من الخارج العربي الخليجي خاصة طوال 13 عام كارثية، بل وجدنا التحالف والتقريب والإهمال لمآسي سنة العراق إعلامياً، فمن الإنصاف أن نذكر ضعف ممثلي أهل السنة أبتداءاً من هيئة الوقف السني،  والذي تم الاستحواذ عليه من عمائم تميل للعلمانية بحجة مصلحة العراق ضد الإرهاب ، وهذا الأخير لم يُترجم إلا إرهاب داعش الذي نجح في استقطاب كل مرتزق ومنبطح للقضاء على هوية أهل السنة والجماعة الرافضة لشرك وفجور التشيع  بأسم الوسطية والاعتدال، وكرد فعل على عدم التطرف كان مشروع التحول للعلمانية من داخل ديوان الوقف السني .


في يوم 11/ 2/ 2016 أقامت السفارة الإيرانية في بغداد حفلاً بمناسبة الذكرى 37 للثورة الخمينية، تلك المؤامرة الدولية على الإسلام حيث كان العراق أول أهدافها ضمن حرب دامية استمرت ثمان سنوات ، وبالرغم من إفشال الرئيس صدام حسين رحمه الله  إخضاع العراق لولاية السفيه، فالنتائج انحدرت في صالح إيران بخيانة الشيعة ذاتهم بعد ثلاثين عاماً وبغباء أهل السنة في الحزب الإسلامي، والذي لم تهتز ضمائرهم لما تناقل من مجازر تعذيب وحرق وقتل على الهوية، وهي نظرية عملية لمعنى التشيع بجرائم الحشد والقوات النظامية في محافظة ديالى والأنبار ومدن وقرى صلاح الدين حتى حزام بغداد انتقاماً لإيران في الحقيقة ، وما زال المتربعين في إطار المكون السني يتغابون ! . من هؤلاء الحضور رئيس الوقف السني الجديد ( عبد اللطيف هميم) الذي أثنى على الثورة الخمينية بعبارات أراد منها التخلص من الخيانة بمدح ثورات الشعوب ، ولم يفلح،  حيث هرول معانقاً معمم شيعي يمطره بالقبلات في قلب مبنى السفارة الإيرانية معقل تخريب العراق وإبادة أهله ، واليوتيوب أدناه دليل يفضح كثير من أهل السنة كالعميل صالح المطلك السكير ناهب النازحين . 


ليس الغريب هو حضور وثناء هؤلاء الشيوخ العملاء مثل المعمم عامر البياتي (السني) الذي شارك في ملتقى مبلغي صلاح الدين للحشد الشعبي، وقد كتبت عنهم عبر مقالة ( خطر تشييع سنة صلاح الدين تحت راية الوسطية والاعتدال ) ، ولزيادة في العار ثناءه منشور في موقع المنار التابع لحزب اللات . كما ليس الغريب حضور المستشيع الحاقد على أهل السنة ( خالد الملة) الذي ساهم في إبادة سنة البصرة ، وليس الغريب حضور نواب إيران السنة ضمن رابطة الإسلام المحمدي في الأنبار ، وكذا رئيس صحوة الأنبار العميل حميد الخايس ورافع الفهداوي.
الغريب هو إحجام إعلان هذه المشاركة في السفارة ضمن مواقع التواصل كافة ! ، فعند الرجوع إلى موقع ديوان الوقف السني والفيس بوك وتوتر الخاص بالديوان لم أجد أي خبر عن الاحتفالية ومشاركة الهميم ، وكل ما فيها هو عناوين إعلامية للهميم فوق حملات مناهضة التطرف والغلو في عدة مؤتمرات كلفت الملايين مع حملة إعادة النازحين وتنظيف الرمادي ليتربع على قيادة سنة العراق كالبطل المجاهد، وكذلك لم أجد مشاركة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري (السني) ضمن موقع المجلس الذي كانت أخباره من تاريخ العاشر ثم قفز للثالث عشر من هذا الشهر، كما خلت صفحته في تويتر، وما وجدته هو نفاقه ضمن حديثه عن خطر المليشيات الذي لا يقل عن خطر داعش ، وهو يعلم أن المليشيات تحتضنها إيران كما يجول في الإعلام أن داعش هي الأخرى من صنع إيران . وخبر الأمس عن لقاءه بالسفاح نوري المالكي لغرض توحيد الرؤى ! بمعنى يعتقد العميل بأنه ما زال بعيد عن حضن إيران ورؤاها لبلده ! . فماذا يفهم الصفويون من سياسة سليم غير الضوء الأخضر لمزيد من الجرائم ؟ 

إن ظاهرة مشاركة احتفالات إيران بزعماءها وثورتها طامة كبرى ، وقد شارك نائب رئيس مجلس النواب العراقي الكوردي ( ئارام شيخ محمد) أحتفالية السفارة الايرانية في بغداد بمناسبة العيد الوطني والذكرى 36 العام الماضي، وكذا تكرر العهر في أربيل ضمن قنصلية إيران ، كما أقيم الاحتفال في أربيل عام 2008 بينما لم يقام في سفارتها في بغداد أنذاك ، فأين المخدوعون بهذه الأحزاب العميلة وفرية الشعب الواحد ؟! وكيف يتعافى العراق ويتحرر وهم في معقل المؤامرة وتحت لواءه يصفقون لقاتله ؟

السؤال هنا : لماذا لا نجد خبر الاحتفالية في صفحات الإعلام السني الحكومي ؟

لو تبادر للذهن بأن هذا من الحرج فهو دلالة على وجود بذرة صلاح في قلوبهم، ولكن الاستمرار في الانبطاح المدفوع الثمن وبلا ثمن يجعلنا نتيقن أنه العهر قد وصل مستواه، والسبب هو (الخوف) من أهل السنة الذين وعوا دورهم وهويتهم الحقيقية ضمن تيار التخريب والاحتلال هو ما أقلق العملاء .

إن أخبار كهذه لا يجب أن يُنظر لها بتحجيم من ثقب أبرة ، ولا حتى من شاشة تلفاز وانتهى ، فيجب الربط بين ما يجري في الداخل العراقي والخارجي عندما تتناقل الأخبار بعد الهجمات وتفريغ المناطق يتم افتتاح مراكز ثقافية في تكريت وكركوك السنية ، والمصيبة أن يفرح أهل السنة بهدايا ولاية الفقيه بأسم مراكز الثقافة والرياضة بصور الخميني والخامنئي معلقة على الجدران ، ولا يدري أنها رسالة وهدايا مسمومة لتكون حواضن تشييع يألفها السني حينما يرى الحسينيات تنتشر في منطقته التي شهدت تهديم مساجده بأسم التحرير من داعش ليبدأ اللطم ولعن الصحابة . إنها بلا شك عملية غسل للأدمغة تماماً كما أحجم الإعلام عن ذكرى الحرب الإيرانية العراقية طوال 13 عام، حتى لا يكاد يسمع عنها مواليد بعد الغزو، وبدلاً عنها مؤتمرات الوحدة الإسلامية في طهران، فما يجري في العراق والمنطقة هو التركيز على مفصليات دون الإطار الجامع لها في ماكنة تطحن المسلمين، والخطر هو أن لا يعي المسلم ما يجري إلا أمام داره، وحتى هذا فبحسب تفسير الإعلام المسيس، لأن ما يراد للأمة الإسلامية هو العلمانية بين قوسين . أما الأجيال القادمة فالمشكلة بسيطة، إذ تكفلت التبعية الدولية بمحاولة مسخ الدين بمشروع مقاربة الأديان، فقد جاءت أوامر واشنطن بيت الشيطان بإقامة مؤتمرات بهذا الخصوص، لذا فقد سارع الهميم في مؤتمر الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان بتنفيذ خطوات العولمة العلمانية بحجة رفض داعش وخطرها التكفيري المستهدف لطوائف العالم أجمع، وقد تزامن معها أوامر نبذ الفرقة باحتضان الإيرانيين بعد الاتفاق النووي خاصة ليكون مركز ثقل في المنطقة، بينما جرت مفاوضات الاتفاق باستخدام الدم السني كورقة مساومة باعتراف طهران . أما العداء لأمريكا وإسرائيل فمحله الإعلام فقط ، ونـِعم بالسياسية المربحة بدهاء الفرس ورضا اليهود ونوم العرب . 

الحذر يا سنة العراق فأنتم في خطر يزداد اليوم وسط الحملة الهوجاء لمسخ العقيدة الإسلامية الحقة ونهج الجهاد الذي هو سنامها ، حيث نقطة النجاح لدى هؤلاء أن لا يرفع السني سلاحه ليدافع عن وجوده بعد اليوم ضد إسرائيل ومن يحالفها مثل إيران ومليشياتها، وإلا فهو متطرف يحرض على العنف . ما يراد لك يا سني أن تستمع لترجمة أقوالهم :
السنة والشيعة أخوة ، ولا طائفية وإن رأيت حسينية مكان الجامع .
لا تطرُف وإن صفعك نصراني أو يهودي أو صابئي أو مجوسي فأدر له خدك الأيسر حتى لو أقام في بلدك ينهب ثروتك ،
 فدع الأمر لحكومتك الرشيدة .
كن دبلوماسي لا تنتفض لإبادة أخوانك في أي بلد فمباحثات السلام المتسلسلة ومؤتمرات الأمم المتحدة أرحم وأحكم من تعاليم دينك !

الحذر يا سنة العرب من التشيع الخفي، فقد انجرت القادة لمستنقع المؤامرات ، وهاهو راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية يشارك مع العديد في احتفالية العار للهالك الإرهابي الخميني في السفارة الإيرانية في تونس، مع أن بوادر التشيع ظاهرة ، كما شاركت فصائل حماس والفتح هذا الإجرام من قبل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي  . ولا فائدة إن نادينا كفى هذيان يا وفود السنة .
هذه حي حنكة الحكام وغباء من يعتقد أن السيف الدمشقي سيف نحر لروسيا أو إيران فكفى تلميع لصنم الحاكم، 
الحذر يا مسلمون، تمسكوا بعقيدتكم الحقة التي تميز بين الإفراط والتفريط بأسم الوسطية الرافضة للشرك وأهل البدع، لا الوسطية التي ينادي بها التصوف ليل نهار حتى استحال كاليتيم في كفالة عاهر ، والله المستعان .



*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق