الجمعة، 15 أغسطس 2014

الحرب الإعلامية وحقيقة مأساة الإيزيديين في سنجار بالصور


خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم/آملة البغدادية



الحديث عن ما يجري في العراق مؤلم وخاصةً ما يخص حقوق الإنسان بالنسبة للنساء ، فقد عانت المرأة بشكل خاص من آثار الاحتلالين الغاشمين منذ 2003 ولحد هذه اللحظة ، ولم نر أي تحرك دولي لمعالجة أوضاعهن وقد فقدن الأب والأخ والزوج والأبن وحتى أغلى ما عندهن في سجون الحكومات الصفوية المتعاقبة ، والمثير للحزن أن هناك ما تسمى وزارة (حقوق الإنسان) يرأسها متنفذون في حزب الدعوة مثل وزيرها القيادي في الحزب محمد شياع السوداني ، وكذلك الناطق الإعلامي للوزارة كامل أمين .

من الجدير بالذكر قبل الشروع بسرد تسلسل أكاذيب حادثة قتل الآلاف من الإيزيديين وأسر 500 أمرأة من قبل تنظيم ما يسمى (داعش) بعد دخول قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى ، فنذكر فضيحة تكذيب الوزارة ذاتها كل الشهود بالصوت والصورة لمئات حالات الاغتصاب لنساء أهل السنة في السجون الصفوية ــ وهو السبب الرئيس لخروج اللآلاف في ساحات الاعتصام والمطالبة بجملة حقوق ورد مظالم قبل أكثر من عام ــ فقد خرج ما يسمى وزير حقوق الإنسان يدعمه المجرم نوري المالكي وزبانيته في المؤسسات لغرض غلق القضية والتعتيم عليها ثم نسيانها إلى هذا اليوم . 
في عراق تهدمت فيه البوابة الشرقية ،دخلت أفواج يأجوج ومأجوج في حلة إسلامية تموج وتخوض وتسفك كل ما حرم الله تعالى في كتابه بفرح غامر يعلو قاعات أعداء الإسلام من إسرائيل وإيران إلى أصغر قملة أبتلينا فيها بالجوار . لقد كان اجتياح داعش لنينوى أثره الإيجابي في توسيع مساحات كبيرة من مناطق أهل السنة المتحررة من قبضة ملالي قم ، ولكن سرعان ما صارت وبالاً أثر توجهها لمدن الأقليات التي يعلم القاصي والداني أن الإعلام الدولي سيتخذها ذريعة للتدخل بحجة حقوق الإنسان والأقليات التي ما تمتعت بها عوائل الملايين من أهل السنة وهي تحت انتهاك غير مسبوق منذ 11 عام على يد خدم إيران . قضية النصارى وتهجيرهن والأيزيديين وتهديدهن بالقتل وأسر مئات الفتيات هو الشغل الشاغل منذ فترة ، حتى كانت شغل ملتهب تحت قبة البرلمان عندما انبرت الأيزيدية النائبة (فيان دخيل) في موجة من النحيب تناشد التحرك الدولي في ظرف 48 ساعة لنجدة أهلها لاقيةً استجابة و(معتصمية) من قبل عميل إيران رئيس البرلمان السابق (محمود المشهداني) بتمثيل درامي جعل نساء السنة يتطرق إليهن الشك في كونه سني أم يزيدي ؟ !
 وأين هو من عشرات التظاهرات لأمهات المعتقلين ونساءهن منذ أعوام ولا من حياة ولا سمع ولا بصر ولا ضمير يتمعر !.
البداية كانت من نفس وزارة حقوق الإنسان أو وزارة انتهاك حقوق الإنسان عن طريق ناطقها المدعو (كامل أمين) ، والذي أوصل خبر اختطاف المئات من الفتيات دون سن 35 من الموصل تحديداً ، والجدير بالذكر أنه لم يذكر عدد معين بل علم بوجودهن داخل مدارس الموصل ! ونتسائل كيف علم وهو في بغداد ولم ينشر الخبر قائمقام سنجار     

الخبر في تسلسل


1ــ  بتاريخ 5/8/2014عن ( كرد سات) : أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة الـ" UNICEF" اليوم الثلاثاء 5\8، عن مقتل 40 طفلا من الاقلية الايزيدية أثر هجوم لمسلحين اسلاميين متطرفين على مدينة سنجار الواقعة شمال غرب العراق.

2ــ  بتاريخ 6/8/2014 باسنيوز: كشفت حملة 'حشد'، عن استشهاد اكثر من
ألف ايزيدي بعد اجتياح المجاميع الارهابية لقضاء سنجار غربي الموصل واختطاف اكثر من 500 بنت و100 عائلة، وفيما اشارت الى ان نحو 70 طفلا قضوا نحبهم بسبب الجوع والعطش، أكدت ان ما تعرض له الايزيديون هي جريمة ابادة جماعية مكتملة الاركان بحسب القانون الدولي .( لم يتسنى لي معرفة من هي حملة حشد التي ينشر أخبارها الإعلام الإيراني) 
 ونقل الخبر السابق شبكة أخبار العراق- بتاريخ 7/8/2014 

3 ــ الخبر تم نشره بتاريخ 8 /8 بواسطة منظومة إعلامية مريبة تدعى (تعاونية الصحافة) ، وهي منظمة على ما يبدو لها اتصالات أو لإدارة في أمريكا ، مع علاقة مندوبيها بإيران ، حيث نشرت الخبر مندوبة في بغداد ــ على ما أظن ــ تدعى ( فيفيان سلمان ) في تغريدة لها في صفحتها نقلاً من الناطق الإعلامي لوزارة حقوق الإنسان .

4ــ بتاريخ 8/8 تم نشر الخبر من قبلها كمصدر في موقع أجنبي يدعى (BERLESON STAR NEWS)، واعتماداً على تصريح الناطق الإعلامي لوزارة حقوق الإنسان ، وتضمن الخبر تصريح حول المخابرات الأمريكية يضفي عليه صفة التشكيك لعدم وجود أدلة قوية ، والخبر بعنوان
(Iraq official: Militants hold 100s of Yazidi women) 
ومن الملفت أن الخبر مرفق بصورة لحشود من السيارات في نينوى تتجه للطريق السريع الخارجي مأخوذة من فيديو بتاريخ 3/8 ، بينما الحدث ومأساته أن الأيزيديين هربوا حفاة بلا وسائل نقل إلى الجبال الوعرة خارج سنجار متجهين إلى الحدود السورية 

5 ــ بتاريخ 9/ 8 تم نشر تغريدة للإعلامية فيفيان سلمان تأكيد وليس مصدر أولي من قبل قائمقام سنجار المدعو ( دخيل قاسم حسون) ــ المطالب بضم سنجار إلى كردستان والمعادي لمحافظ نينوى والذي هو خارج سنجار حتماًــ وبلا أدلة قوية سوى تصريحات تم التشكيك بها في تعليقات مغردين، وهي تنقد نهج الإعلام الذي يأخذ المعلومة من مصادر حكومية وليس من الأهالي في نقل الحدث *        

6ــ بتاريخ 9/9 تم إعادة التغريدة لفيفيان سلمان من قبل مراسل وكالة (رويترز) في بغداد المدعو أحمد رشيد ، والمعلوم أن جميع المواقع وصفحات التواصل تناقلت الخبر من صحيفة رويترز ذاتها التي نقلت الخبر عن وزير حقوق الإنسان وليس الناطق للوزارة هذه المرة ! ، وأن هناك من دفنوا أحياءاً ، وقد تضمن الخبر أن الوزير أخبر الوكالة ( هاتفياً ) ! ، ولا نعلم هل يقصد أن المراسل هاتفه أم الوزير تقدم الصحف بشكل حكومي موثوق ، ولكن بلا أدلة سوى أنه أدعى أن هناك صور بلا نشر لها في الخبر لتصبح دليل قوي يستند إليه التحرك الدولي .

7ــ بتاريخ 11 / 8  عن اخبار العراق عن المدى برس ( شيعية) : نشرت خبر عنوانه
(أول صحافي بريطاني يصل الى جبل سنجار: الكلاب تاكل جثث الموتى ولم نستطع اجلاء الجميع) ، وهو منقول بحسب ادعائهم من صحيفة (ديلي تليغراف) البريطانية ، 

وعندما تم الرجوع للمقالة عن كاتبها ( جوناثان كروهن) **
بتاريخ 10/8/ تبين أن كل ما ذكر في الترجمة غير صحيح إطلاقاُ ، فمن جملة الأكاذيب أن الصحفي البريطاني ليس هو الشاهد للحدث والمعني بالصحفي الوحيد ، بل هو صحفي عراقي من الطائفة الإيزيدية لم يتم نشر أسمه .
الكذبة الثانية :أن لا وجود لذكر الكلاب بل ذكر أن هناك ماعز ، وهو العادي في منطقة جبلية
الكذبة الثالثة :لا يوجد لذكر أكل الإيزيديين من قبل أي حيوان بل هناك تزاحم على المياه مع الماعز في المنطقة الجبلية ، والتعثر بروثهم 
الكذبة الرابعة : لم ينقل الخبر أن الصحفي نقل مشاهداته بوجود جرحى من جراء المشي عراة ، ولم يتم نشر حالات الكثير منهم جيدة في أماكن قيد الإنشاء وموثقة بالصور في نفس المقالة . ولم ينقل عنهم أن هناك توثيق لعودة المئات منهم ولم يتبق غير بضع مئات في الجبال 

8 ــ تم رصد صورة مرفقة عن مأساة الإيزيديين بمجموعة كبيرة جداً وسط الصحراء ( أعلاه) ، ونشرتها أغلب المواقع منها صوت كردستان ! والبغدادية والتغيير وأخبار العراق وغيرهم ، وعند تتبع الصورة ، وجدت أنها في الحقيقة لنازحين من سوريا دير الزور إلى الحدود العراقية المحاذية لنينوى وليس لإيزيديين 

9 ــ الخطورة في الأمر أن الصورة كانت ضمن مقالة لكاتب في موقع إسرائيلي على ما يبدو يسمى ( هاارتز) ، والصورة كانت غير هذه المنشورة ، وقد تم تبديلها من قبل الكاتب نفسه بالصورة المزورة عندما نقل الخبر إلى حسابه في الفيسبوك للوضع الإنساني الرهيب المناسب لأغراض أعداء الإسلام في تأليب الرأي العام العالمي .***


لا عجب أن تم استنهاض الضمير العالمي لأقلية في العراق غير مسلمة ، ولا أعني أنهم غير مشمولين بالحقوق والاهتمام الدولي ، إنما عندما يكون التعامل بمكيالين فهذا يعني تكالب الأمم لا شك ، وخاصة ً عندما نلاحظ أن الحدث استقطب تعاطف العالم كله حينما تم نشر دعوات اللجوء والترحيب بظرف ساعات من قبل رئيسة وزراء استراليا ــ وهي التي أحجمت عن دخول المسلمين مؤخراً وبقوانين صارمة للمتواجدين في خيام خارج المدن ، وقد هددت بالطرد لهم بصريح العبارة . 
هذا عدا عشرات المقالات والتضامن من جميع شرائح المجتمع والأديان ، ومجموعة من الأقلام انبرت لنشر المأساة ، أما مسلمو بورما والعراق وسوريا فالصمت والخرس الشامل المريب ، بل التحرك لدعوات قصف العراق بحجة الحرب على الإرهاب .

 إن الملفت اليوم هو اعتراف البيت الأسود بأن حال نازحي سنجار هم أقل بكثير مما كان يتوقع من تردي كما تردد ، وأن عملية إنزال المواد الغذائية تفي بالغرض ولا حاجة لعمليات إجلاء .
ولا يحتاج هذا إلى ترجمة بأن هناك كذب مبالغ ومفتعل من قبل وزارة انتهاك حقوق الإنسان ومن قبل النائبة الأيزيدية التي أعادت الدور بتضخيم الحدث وهو الفرق عند المجرمة نيرة الكويتية الكاذبة عندما ذرفت دموع التماسيح أمام العالم لغرض ضرب العراق مستهدفة سنته وأهله الأصلاء .  
إن ما جلب الخراب هو تحكم ثلة من البشر ينتمون إلى التشيع الصفوي لا غير ، وقد حولوا العراق إلى دولة مليشيات تتبجح بوجود مؤسسات حضارية مثل وزارة حقوق الإنسان! ، والتي وصفها الناطق الإعلامي كامل أمين المنتمي إلى حزب الدعوة بتاريخ 15/8 من محافظة البصرة ضمن مؤتمر لحقوق الإنسان ، وهو يؤكد أن أهداف الوزارة ليست معالجة ما يتعرض له المواطن من انتهاكات، انما في رصد تلك الانتهاكات ورفع التقارير والتوصيات لجهات متخصصة، منها مكتب رئيس الوزراء !. بمعنى وزارة إعلام وصحافة توصل الصورة المشوهة إلى جلادي العراق في المنطقة الغبراء لتفعيلها سياسياً بما يحقق أجندة إيران في ضرب أهل السنة وتشييع العراق بشكل كامل .


نتسائل للعرب والعراقيين من أهل السنة خاصة والساسة منهم والشيوخ ، 
ونتساءل للإعلام الخائب الناسخ المستنسخ من إعلام تلامذة مردوخ : متى تضجون لملايين تم دفنهم تحت أنقاض الجرم الاستعماري الأمريكي الإيراني الحاقد ؟
بحسب مجريات الأحداث فإن تشييع العراق أصبح متسارعاً بخروج النصارى والإيزيديين في ضربة حجر واحد إضافة لإبادة أهل السنة وتهجير أكبر عدد منهم ، وهذا الأمر لم يكن في حسبان غربان الشر ولا في حسابات اللوبي الصهيوني في البيت الأسود .والله المستعان على ما يصفون .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق