السبت، 4 مارس 2017

المصالحة والتسوية تتوج بإغتيال الشيخ عبد السلام الحديثي





بقلم / آملة البغدادية 
خاص/ مدونة سنة العراق


في حكم دولة المليشيات لا تراجع للجريمة المنظمة ولا هوادة لحملات الإبادة .
في عهد حكم الشيعة لا تتوقف أكاذيب المصالحة السياسية ولا التسوية بين الكتل الحزبية الجاثمة على صدر العراق المحتل، وسنة العراق بين فكي الجحيم الحرب على الإرهاب وغوغاء المليشيات يترنحون من هول الصدمة ، فإينما توجهوا ينتظرهم فخ لا يرحم في بيوتهم أم نازحين تتلطمهم الريح بحرها وبردها لينتظر أولادهم مستقبل مجهول .

منذ 14 عاماً وسنة العراق تشهد أكبر هولوكوست عرفه التاريخ فاق ملايين هولوكوست اليهود والحرب العالميتين ، ولا مناصر ولا معتصم ! .

بعد أن بدأت المطاردة المسعورة لأئمة المساجد عام 2006 بعد تفجير المرقدين من قبل إيران وأمريكا تهاوت عمائم أئمتنا مضجرة بالدم ، ورغم العديد من النقاط التنفتيش التي زعمت الحكومة أنها معابر أمن بين مناطق العاصمة بغداد، فلا أوقفت مسلح خارج عن القانون أو أمسكت بقاتل يخبأ سلاحه كاتم الصوت ، فكيف ؟ ألا يعني أن القوات الأمنية تأمن الطريق للقتلة منذ عقد كامل ؟

لا ننسى جريمة اغتيال الشيخ قاسم حبيب المشهداني إمام جامع الحديثي في الغزالية عام 2013 بخطة شارك فيها أفراد شيعة ضمن نقطة التفتيش المخصصة لحفظ الأمن دون عقاب ، والجريمة تم نشرها في الذكرى السنوية الأولى على الرابط أدناه لتكون مثالاً صارخاً لحكم دولة المليشيات التي يتربع على مناصبها إرهابي عميل لإيران مثل نوري المالكي أو قائد مليشيا سفاح مثل قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق مع جنوده في كتلة حزبية تسمى ( الصادقون ) ! 

ما زال المسلسل الإرهابي لم ينتهي ، فبعد جريمة اختطاف المليشيات للشيخ أحمد عبد الله الزيدي إمام وخطيب جامع المشتل في العاصمة بغداد والعثور عليه مقتولاً غرة شباط الماضي ، تم الهجوم على الشيخ عبد السلام الحديثي إمام جامع الأخوة الصالحين في حي العامرية تلك المنطقة السنية التي يحوطها الحرس الشيعي من كل مكان ، فلا يدخل أحد إلا بعد تفتيش وإبراز هوية السيارة ، ورغم هذا تسلل القاتل على دراجته النارية حاملاً كاتم للصوت ينتظر الشيخ قرب منزله عائداً من صلاة العشاء يوم الخميس الماضي ليرديه بطلقات في رأسه ، ثم يعود بكل هدوء ولا عجب بعد تسجيل الحادث بذمة (مجهول) 
تغمد الله الشيخ بواسع رحمته وأسكنه الجنة .
نعم هذا هو ما يجري في العراق الذي تم تخريبه بقصد وتم التخاذل عنه من قبل الحكام العرب بتعمد .

والسؤال الذي لن نمل منه إلا أن نرى أفعالاً تنم عن المسئولية من قبل من يدعي تمثيلنا في الحكومة ، فأين هم ؟ 
وماذا هم فاعلون ؟
ما الذي لم يفهموه بعد حادثة اغتيال المليشيات للنائب السني حارث العبيدي عام 2009 وهو خارجاً من مسجد كان هو إمامه في العاصمة بغداد ؟ ماذا صدقوا من صورة تأبينه والصلاة على جنازته من قبل السفاح المالكي وصولاغ ؟ هل نسوا أم عفى الله عما سلف ؟
هل نسي الدكتور سليم الجبوري قوله بعد اغتيال النائب رئيس جبهة التوافق حارث العبيدي حينها أنه على نهج الدفاع عن الأبرياء ؟!
للتذكير ننقل الخبر :قال الدكتور سليم الجبوري الناطق الرسمي بإسم جبهة التوافق العراقية : إن عملية إغتيال الدكتور حارث العبيدي هي ثمنٌ دفعته جبهة التوافق العراقية لمطالبتها بحقوق المعتقلين الأبرياء ، مؤكداً إن هذه العملية الجبانة لن تثني الجبهة في المضي قدماً على الطريق الذي خطـّته ولا يمكن أن يقف هذا الطريق ، موضحاً إن ما كان عليه الدكتور حارث العبيدي نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان هو نهجٌ سنمضي به ولا يمكن أن يقف بحدود الأشخاص .
وطالب الجبوري بضرورة الكشف عن ملابسات الحادث ، مستغرباً من وجود سيطرات للأجهزة الأمنية وإن القاعدة أصبحت متغلغلة بكل مكان وإنها أصبحت نهج ممكن أن يتبناه الجميع .!!!!

إلى متى يا رئيس البرلمان سليم الجبوري هذا النفاق والتكسب من دماء سنة العراق ؟ 
حسبنا الله ونعم الوكيل والله النصير .

مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ / الشيخ الشهيد قاسم المشهداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق