الجمعة، 19 أكتوبر 2018

رفات 851 طفل من بين مليون وربع لا يساوون دم خاشقجي، هذا ميزان الطغاة



بقلم / آملة البغدادية
 خاص مدونة سنة العراق

وسط الاهتمام العالمي بقضية اختفاء الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) تمر قضايا كبرى في العراق حول اختفاء الآلاف من سنة العراق جراء ما يسمى محاربة الإرهاب بدون أي اهتمام أو التفات إنساني مماثل بعد التصريحات العديدة، وهذا ما كان منذ أيام في خبر تناقلته المواقع الأخبارية مثل قناة الحرة وعبر موقعها الألكتروني حول العثور على رفات ما يقارب الألفي سُني من تحت الأنقاض، وهذا بعد انتهاء معركة تحرير نينوى بل تدميرها لمدة ثلاث سنوات، وهذه الجثث بقيت عام كامل بعد انتهاء التحرير دون أن تقوم الحكومة بأي جهد لرفع الأنقاض المؤلفة عن بيوت مُدمرة جراء القصف العنيف على المدينة رغم دعوات عديدة من برلمانيي أهل السنة دون أي نتيجة .
الخبر نقلاً عن عضو مفوظية حقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي على ما أسماه ضحايا داعش في نينوى (  قال الأربعاء إن "فرق الدفاع المدني في محافظة نينوى انتشلت أكثر من 2665 جثة لمدنيين معروفي الهوية في عموم المحافظة" حتى منتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري وأوضح الغراوي أن الجثث تضم "رفات 851 طفلا"، مصيفا أن التقارير الموثقة لدى المفوضية تشير إلى أنه "تم انتشال 1871 جثة مجهولة الهوية") .
أما ما نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش في العراق فيمثل إحصائية مفزعة حول حقيقة اعتلاء العراق في أعلى القائمة عالمياً، ليس في مجال تقدم حضاري أو إنجاز علمي بل هو في عدد المفقودين الذي تجاوز المليون وربع شخص، والنص نقلاً من موقع المنظمة الألكتروني بعنوان (العراق: احتجازات سرية بدون الإجراءات الواجبة )، وضمن الخبر ما يؤكد على تهاون الحكومة العراقية في مسئولياتها وفق "الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري"، والعراق طرف فيها ، والأدهى من هذا فأن المنظمة أكدت على تهاون الدول الكبرى لا سيما أمريكا في هذه المسألة خاصة وهم يدعون رعاية حقوق الإنسان ، ونقلاً عن المنظمة نصاً وهو ( على الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، ألمانيا، فرنسا والدول الأخرى التي تقدم الدعم العسكري والأمني والاستخباري إلى العراق أن تحث السلطات على التحقيق في ادعاءات الإخفاء القسري بالإضافة إلى التحقيق في دور دعمها في هذه الانتهاكات المزعومة. وعليها تجميد الدعم العسكري والأمني والاستخباري للوحدات المتورطة، حتى تنفذ الحكومة التدابير اللازمة لإنهاء هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. ) .

أقول يا للعجب من ازدواجية هذه الحكومات التي تدير مؤسسات أممية بأسم الأمن وحقوق الإنسان ومحاكم عدل دولية، كيف تتفق على ضرورة معرفة مصير الصحفي السعودي جمال الخاشقجي المختفي بعد دخوله القنصلية السعودية منذ الثاني من هذا الشهر، ولا تزال معظم الدول الكبرى وخاصة أمريكا بمجلس الكونكرس الذي يبحث قضية فرض عقوبات صارمة على المملكة العربية السعودية وفرض التجميد وقطع العلاقات في حالة عدم التجاوب، وبغض النظر عن كون الخاشقجي كاتب صحفي في جريدة الواشنطن بوست الأمريكية، وبغض النظر عن المعلومات والأدلة الصوتية التي تدعي تركيا امتلاكها عن طريقة الاختفاء بالقتل والتقطيع بالمنشار داخل القنصلية وبحضور القنصل وتورطه الغبي، فإن ما جرى منذ أسابيع لا يكاد يُصدق، وإن ثَبُت فيؤكد أن كراسي الحكم لها سلطان وداء نسأل الله الغوث ويديم المملكة العربية السعودية قلب الأمة فلا يجوز الخلط بين ما جرى من أفراد وبين بلد الحرمين الشريفين .
 إن هذا الحدث يعد أكبر حدث صادم تتلقاه الأمة الإسلامية خاصة، فلا شك أن حادثة كهذه يجري حصرها ضمن حقوق المختفي كإنسان وليس محلل سياسي أو صحفي معارض أو غير معارض. إن هذا ما يدفع الذاكرة بتقليب ملفاتها حول حالات أخرى مؤلمة في حملة التخلص من معارضي ولي العهد لم تستثني دعاة الدين لتغريدة ما .

مع هذه الضجة الدولية بتنا نحن سنة العراق مرغمون على إجراء مقارنة في آلاف الحالات التي تعرض لها سنة العراق منذ الغزو وحكم دولة المليشيات، فلا يمكن أن ننسى ثلاث حوادث من آلاف غيرها لم تلق أي اهتمام أو مجرد طلب التحقيق من لجنة أممية، فالأولى ، حادثة اختفاء وكيل محافظ ديالى الدكتور (علي المهداوي) عام 2006 بعد دخوله وزارة الصحة والتقاءه بوكيل الوزير آنذاك (حاكم الزاملي) ، ومن مهازل ما يجري في العراق أن هذا السفاح أحد قادة جيش المهدي المجرم التابع للتيار الصدري نفسه الذي فاز بتسلم الحصة الأكبر من المقاعد لتشكيل الحكومة برئاسة المجرم مقتدى الصدر هذا العام ، وليس هذا فحسب بل أن حاكم الزاملي تسنم منصب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان ، نعم رئيس اللجنة الأمنية ! كم علامة تعجب تكفي لشرح المأساة ؟
 والخبر الذي مر وتم التعتيم عليه ذاك قد انتشر بعد انتظار السائق ولم يخرح الطبيب المختطف الذي كان مرشحاً لنيل منصب وزير الصحة . 
نفس الحالة تماماً فقد ترجح قتله ونقل جثته إلى مكان مجهول عبر صندوق سيارة خاصة بوزارة الصحة التي تعنى بالرحمة ! 
أين هم من هذه المافيا الشيعية؟ لمَ تم التعتيم وطيها في ملفات منسية ؟
أما الثانية، ضلوع وزير العدل السفاح (بيان جبر صولاغ) الإيراني الجنسية كمعظم قيادات أحزاب أو قادة فرق موت من الأحزاب الشيعية عام 2006 يوم مؤامرة تفجير المرقدين في سامراء ــ بأوامر إيرانية وبأيادي شيعية -- فبعد ساعات تم خطف الصحفية (أطياف بهجت) بعد اتصالها بالوزير مناشدة ًمساعدته العاجلة لنقلها من موقع الحدث الذي أصبح يغلي، وبعد إجراءها تحقيقات من موقع الحدث والمؤكد حصولها على شهود عيان يستوجب توصيل المعلومة لخطورة الموقف، وما تم هو إيعاز صولاغ والملقب (أبو دريل) كناية عن جرائم تعذيب وقتل أهل السنة بالتتثقيب الكهربائي التي بدأت في عهده، تم إيعازه بخطف الصحفية وليس حمايتها من قبل مليشيا واغتصابها ثم العثور على جثتها فيما بعد، وكل هذا بعلم رئيس الوزراء آنذاك الإيراني جعفر الأشيقر الذي يسمي نفسه ( جعفر الأبراهيمي ) .
 أين أمريكا والمجتمع الدولي من التضييق ومحاسبة رئيس الوزراء والجناة ؟
أين هم من السفاح نوري المالكي ومن المطلوب دولياً أبو مهدي المهندس الذين غالوا في الدم السني في العراق ثم سوريا ؟
والثالثة هي جريمة المعمم الشيعي جلال الدين الصغير إمام مسجد براثا في بغداد جانب الكرخ، حيث سُمي (مسلخ براثا ) بعد أن عثرت قوة أمريكية على مئات الجثث من أهل السنة قضت تحت التعذيب والتقطيع، أليس هذا مشابه لذاك المسلخ وبعلم حكومة أمريكا؟

أين الكونكرس والمجتمع الدولي؟ بل أين الحكام العرب لما جرى وما يزال يجري للعراق ؟ 
تساؤلات لا يُقصد بها استفهام، بل استهجان وسخط على استمرار رخص الدم السني منذ عقد ونصف ، وما السبب إلا المصلحة التي ترفع ملف وترجأ آخر، وما السبب إلا المصلحة التي ترفع ملف وترجأ آخر، فمصلحة بقاء حكم دولة المليشيات واستهداف أهل السنة هو كفيل بالقضاء على عنصر الجهاد الذي يعرفه أهل التوحيد لضمان أمن إسرائيل وظهور دجالهم نيابةً عن الحرب الصليبية المكلفة، وعندما تُسلط عليهم جموع الكفرة الفجرة بدافع عقائدي شيعي طائفي فستكون النتيجة أنهار من دم كما قال السفاح المالكي إينما حلوا .
هذه هي المصلحة التي تكفل الحصانة لمجرمين دوليين وتطلب بآخر كورقة رابحة، فالمصالح الدولية هي ما تهم أمريكا كدولة رأسمالية ولحساب شؤون داخلية أخرى بحجة مكافحة الإرهاب معاً، ولهذا فمن يتبعها من حلفاءها في العالم ينهجون ذاك النهج المتلون في لبس أقنعة العدل والرحمة لمصالحهم الخاصة التي تتلاقى في أروقة الأمم المتحدة حتى بات الشيطان يتعجب .
 بتنا اليوم ندعو اقتراب المهدي المنتظر ليقيم العدل في الأرض، وبعده عدل الآخرة يوم لا يغادر الله سبحانه هوالعدل صغيرة ولا كبيرة، ففي سورة الكهف الآية 74 ( وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) .


* العراق: احتجازات سرية بدون الإجراءات الواجبة
** مطلوب للعدالة / إرهابيون في حصانة أممية لإبادة سنة العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق