الاثنين، 18 فبراير 2019

إضراب 750 ألف معلم في العراق ، عندما يوَظّف لأهداف طائفية من قبل المرجعة








بقلم / آملة البغدادية 

في العراق بلد الرافدين والحضارات، وبلد الخلافة ومقام الأولياء، ومركز العلماء، وحيث أول مدرسة خُصصت لدراسة علوم القرآن والفقه والرياضيات والطب وغيرها ، وهي المدرسة المستنصرية قرب نهر دجلة من جانبه الشرقي، تقع بين يدي أحفاد العلقمي (لعنه الله ولعنهم) في 2003 بغزو دموي لم يشهد له التاريخ من قبل . بعد خمسة عاماً على هيمنة دولة المليشيات التي عاثت في الأرض الفساد تخريب وقتل لأهل السنة ونهب للأموال ، يخرج أذنابهم ممن تقلدوا المناصب في المؤسسات يشتكون من سوء الأحوال ! .

تشهد بغداد قرة عين المدن إضرابات واسعة للمعلمين تطالب بعدة إصلاحات، وقد خُصِص يومي 17 و18 من شباط والذي يصادف اليوم الأول من انتهاء عطلة نصف السنة الدراسية، وكان التجمع أمام مقر نقابة المعلمين في حي المنصور . وقد توسع الإضراب حتى شمل محافظات العراق، خرج فيها ما يقارب 750 ألف من الكوادر التعليمية، وفق ما قاله نقيب المعلمين في بغداد (عباس السوداني) للصحافة أمس، بينما أعلنت محافظة البصرة عن عدم الإضراب، ولا أدري كيف تم إحصاء هذا العدد؟ 
على كل حال هذه سجية الشيعة في مضاعفة أعداد التجمعات خاصة في مواسم الزيارات التي يزعمون أنها بالملايين في شارع واحد لا يسع إلا لبضعة آلاف . من بين ما قاله، فقد حذر نقيب المعلمين من معاودة الإضراب إن لم تستجيب الحكومة لمطالبهم .

أما عن المطالب فهي وإن كانت تهدف لتحسين أحوال المعلم المعيشية، إضافة لزيادة عدد المدارس وتحسين المناهج، وهذا ما لا يرفضه أحد، إلا أنها كذبة صلعاء، فالراتب الحالي للمعلم جيد وأعلى من الدول العربية، أما أن يطالبون أن يكون أسوة بأعضاء البرلمان والدرجات الخاصة، فهذا سخافة، لأن الأولى أن يطالبوا بخفض رواتب هؤلاء الذين يتمتعون بمبالغ إضافية لا تُحتسب من الراتب الأسمي .
عند الاطلاع على بيان النقابة الذي نُشر في موقع النقابة على الفيس بوك نفهم في الحال أنها لا تعدو عن كونها (خوض في الماء العكر) ، والنسخة منه أدناه .



لقد نص البيان وعنوانه (مطالب نقابة المعلمين على صعيد التربية) على عدة مطالب وعددها عشرة، وفي البيان ما لا يحتاج لقراءة ما بين السطور . إن المطالب جاءت ــ كما نص البيان ـــ تلبية ًلأوامر المرجعية التي حملها إمام الجمعة في العتبة الحسينية أحمد الصافي الإيراني في خطبته، حيث قال نقلاً من مواقعهم ( لابُدّ أن نحرص على أن يتعلّم أولادنا العلم الصحيح والتربية الصحيحة - على المعلّم أن يُرجع ثقة الجيل الى صنفهِ فهذه مسؤوليّته، فإذا أرجعنا الثقة سنكون بخير )
ولهذا كان أول بند في البيان هو الاعتراف بهدف الإضراب الرئيسي، وهو (إخراج وزارة التربية من المحاصصة السياسية) 
ويعني هذا خروج وزارة التربية من حصة أهل السنة إلى حصة الشيعة، وبلا مواربة أو تقية . 

هذا في حين أن وزارة التربية في الحقيقة هي من حصة أهل السنة شكلياً، وفعلياً من حصة الشيعة، حيث أن 85% من كوادر وزارة التربية هم من الشيعة، حتى ممثلية وزارة التربية في السليمانية هي من الشيعة. لذا الوزارة تخلو من وزير فعلي، واستقالة الوزيرة السابقة عندما وجِهت لها تهمة الإرهاب بحجة أن أحد أقاربها من داعش، ما هو إلا تمهيد لخطة مدبرة برفضهم كلام الله في الآية 38 من سورة النجم ( أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) . إلهذا فالبرلمان قبل أسابيع لم يصوت بالثقة على المرشحة عن التحالف (صبا الطائي) ، وتبقى الأعمال بالوكالة. هكذا الأوامر العليا التي تريد استغلال الوقت قبل قبول مرشح آخر من قبل الكتل السنية، وهذا ما يعنيه البند الأول من أن يكون الوزير ( من رحم الوزارة ) .
إذا بحثنا في الكفاءات التي يدعوها، فلن يختاروا وكيل وزير التربية للشؤون العلمية طلال الجبوري، ولا غيره من السنة، بل سيكون أحد الوكلاء الشيعة، ربما الوكيل للشؤون الإدارية أو وكيل الشؤون الفنية، أو مدير دائرة التقويم والامتحانات وجميعهم من الشيعة، أوربما المفتش العام لوزارة التربية الشيعي (الأستاذ المساعد الدكتور علي حميد كاظم الشكري) وهم ممن ترضى بهم المرجعية . 
أتساءل هل سيعيدون اختيار وكيل الوزير الأسبق (علي الابراهيمي) الذي أهان المعلمين بوصفه لهم ب المطايا ؟ 
الواضح أنهم لا يكتفون بنسبة 85% بل يريدون بلع الباقي بحجة رفض المحاصصة . 
إن غياب المحاصصة يعني تهميش الكل لصالح فرد ، وهي الكتلة الشيعية .

عودة لبنود المطالب في الفقرة 5 حيث نصت :
(إعادة صلاحيات المحافظات على وزارة التربية إلى الوزارة وجعلها وزارة اتحادية بعيدة عن المحاصصة)
وهذا يناقض ما كانت تنادي به الشيعة من توسيع صلاحيات مجالس المحافظات فيما يخص المحافظات الجنوبية .
 ويناقض الواقع الذي يقول بأن مسئولي الوزارة في المحافظات الجنوبية هم الشيعة حصراً .

أما بالنسبة للبند والمطلب 8 ، إعادة الدروس التي تغرس روح الوطنية .
 فالحكم الشيعي هو من ألغى مادة الوطنية من المدارس الابتدائية، وبعد قتله ينوحون عليه !

والبند 9 ، توفير الأموال لتدريب المعلمين، وبناء مراكز تدريب مرموقة.
إن كان كل ما سبق من إرسال الطلبة والمعلمين غلى لبنان وبالآلاف لا يكفي، فماذا بقي بعد أن نعلم بأن المتحدث الرسمي لوزارة التربية ( سلامة الحسن) وهي من المكون الشيعي، وهي بهذا المنصب منذ ما يزيد عن 4 سنوات.
 ومن أحدى الأخبار التي بثتها، خبر التعاون مع إيران الشر عام 2017، وهو ليس الأول من نوعه، والنص هو :
( أكدت المتحدثة بإسم وزارة التربية العراقية “سلامة الحسن”، اليوم الأربعاء، أن الوزارة أبرمت مذكرة تفاهم مع نظيرتها الإيرانية لتبادل الخبرات ومنح رخص لفتح المدارس) .



لم يكتفوا بفتح الكليات التي تدرس علوم الحوزة الإيرانية ضمن وزارة التعليم العالي، والذي سرقوه من أهل السنة، والذي كان حديث العالم عن اتفوق العالي لطلبة العراق في الخارج في كل مجال، أصبح العراق خارج التصنيف العالمي للأسف .
هاهم يبغون نشر التشيع وبلغة الفارسية بين الشباب في عمر المراهقة وما قبلها .
هل هناك أكثر من هذه الطائفية والهيمنة الإيرانية ؟
 ما الذي يجمع التعليم بين البلدين إن كانت أهم مقومات التعليم مفقودة اللغة والتاريخ ؟ 
وفي المقابل، يضج الشيعة على خبر فتح قناة mbc عراق خوفاً من تسلل الأفكار (الوهابية) كما يصفون السعودية !

أتساءل : بأي وجه يخرج الشيعة للإضراب بحجة خروج العراق من التصنيف العالمي للمستوى التعليمي ؟
أليسوا هم  من جعل كليات العراق مسخرة تقام بها محاكمة خليفتين أمويين، ومن قبل رئيس جامعة الكوفة ؟ **

في البند الأخير 10 ، جول فتح ملفات الفساد ومعاقبة المقصرين في تسريب الأسئلة .
عقد كامل من النهب بالمليارات في العراق، وما تزال الوجه ذاتها، وما تزال القنوات الفضائية تنقل أخبار المبالغ الطائلة التي صُرفت من النفط العراق المنهوب، ففي وزارة التربية التي هي أقل من وزارة الدفاع، أستلمت 60 مليار دولار في غضون 10 سنوات . 
أين كانن التحقيق في الفساد عندما عمدت الكوادر الشيعية في الوزارة لفعل كل ما يؤدي لتدني مستوى التعليم في العراق منذ الغزومقابل أجور بالمليارات؟ لا نسمع إلا تصريحات من البرلمانيين بلغة الابتزاز لطي الملفات .
سكتوا عن السرقات بالمليارات في عقود التجهيز المختلفة، وعقود طباعة المناهج في الخارج يقودها موظفون شيعة في الوزارة، بينما كان العراق يقوم بطبعها في المطابع العراقية في زمن حكم حزب البعث .منذ خمسة عشر عاما يغضوا الطرف عنها، ولا نسمع غير الهياج في البرلمان بين أعضاء النزاهة والوزارات، وبينما يضحك أمام التلفاز مدير العقود الشيعي .

يتكلمون عن تسريب الأسئلة!، وهم الشيعة من عمدوا إلى تسريب الأسئلة العامة مع الأجوبة المكتوبة بعد الاحتلال، كما زوروا الانتخابات في المحافظات الجنوبية لاحتكار الشيعة المناصب . بمعنى أن صورة الرجل المناسب في المكان غير المناسب هو الذي ساد، وبينما كليات الطب امتلئت بمن هم لا يفرقون بين كلمة وأخرى في اللغة الأنكليزية، ولا يملكون الذكاء والاستيعاب الذي يؤهلهم لكليات المجموعة الطبية، فكيف سيكون واقع الصحة في العراق، وليس فقط وزارة التربية ؟ 
الجواب ما عشناه ونعيشه من تدني الخبرة عند الأطباء الجدد مع فساد وزارة الصحة بيد الوزيرة الصفوية عديلة .

يتكلمون عن تدني المستوى التعليمي ! ، وأين كانوا عندما صدر قرار وزير التعليم العالي الصفوي علي زندي بنقل الصفوي أستاذ كلية القانون عباس فرمان إلى ملاك وزارة التربية عام 2013 بدل فصله ؟ وهو الذي كتب سؤال يطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . صمتوا .
أما عندما تضرب معلمة طالبة اسمها فاطمة تخرج المتحدثة عن الوزارة الشيعية على الفضائيات، وتصرح بعزل المدرسة ولا يسمح لها العمل في أي وزارة . 
أين كانوا عندما تم قتل الطالبة سما في الرمادي وهي في قاعة الامتحان من قبل المليشيات ؟ صمتوا .
أما عندما تطالب المحافظات السنية بحقوقهم ضمن الدستور وأههما إخراج العناصر الخارجة عن القانون ضمن القوة الأمنية الاتحادية فتنقلب الدنيا ولا تقعد . 



من العيب والصلافة أن يكون الخطاب بهذه الصورة بقالب المطالبة، بينما تتجاهل نقابة المعلمين وجود وكلاء للوزارة ضمن المحافظات الشيعية من الشيعة، رغم أنها وزارة تابعة لحصة المكون السني .
 فلا يكفي أن يكون محافظ ديالى السنية ووكيله من الشيعة بقوة السلاح، ولا يكفيهم انتخاب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين ووكيله من المكون الشيعي، ويريدون ابتلاع باقي المؤسسات. 
ولا يكفي إطلاق وزارة التربية 1400 وظيفة لمحافظة البصرة وحدها قبل أيام، و2500 درجة وظيفية عام 2016، بينما المحافظات السنية تشهد ضياع التعليم لآلاف من أودلاها، نتيجة العمليات العسكرية التي أدت إلى هدم المدارس ونزوح أهالي المحافظات دون العمل إلى إرجاعهم، بل يوجد منع قاطع لرجوعهم من قبل المليشيات . 

إن سكوت الأحزاب السنية وأولهم الحزب الإسلامي على تغيير المناهج وفق العقيدة الشيعية بشكل متدرج، هو الذي جر الويلات علينا، إذ أعطى الضوء الأخضر لكل تغيير طائفي يهمش الآخر . فمن ينكر أن مناهج التدريس قد تغيرت بعد الغزو والإطاحة بحكم حزب البعث؟ فقد تضمنت عقائد شيعية تصدّر لها مؤلفو المناهج الشيعة، وعبثوا بها خاصة بما يخص مادة الإسلامية . 
والرابط ادناه يوجع القلب .*
ما يجري في وزارة التربية إلا نافذة للتشيع، وها هي الروضات تدرس الأطفال كيفية اللطم ، والمدارس الابتدائية تشرح عن خمس المكاسب ، والوضوء الشيعي في مادة الإسلامية، ووصل الأمر إلى تعليم تحريف القرآن . الرابط أدناه **

هذا هو معنى كلام المرجعية في خطبة الجمعة :  ( لابُدّ أن نحرص على أن يتعلّم أولادنا العلم الصحيح والتربية الصحيحة - على المعلّم أن يُرجع ثقة الجيل الى صنفهِ فهذه مسؤوليّته، فإذا أرجعنا الثقة سنكون بخير )




أن ما نشرته صفحة النقابة على الفيس بوك حول فقرات المطالبة فيها تدليس وضحك على الذقون، فلم تذكر البنود كافة ، وهنا الصورة دليل، وما كتبوه عن سهو وغفلة، بل هي التقية لجر سنة العراق لمستقبل أكثر سواداً مراهنين على طيبتهم، وعلى نغمة الأخوة والبلد الجامع . والنص هنا مكرر لكل خبر ( تحقيق مطالب جماهير المعلمين ( اصلاح الواقع التربوي - توفير السكن اللائق - احتساب الترفيع من تاريخ الاستحقاق وباثر رجعي) !
15 عاماً علمتنا أن لا يوجد عدل ولا تعويض بأثر رجعي ، فكفاكم يا سنة العراق التمني بسراب .
إن الواعي لما يجري في العراق من هيمنة إيرانية وتنفيذ شيعي، يفهم نهج الحكومة الطائفي وتسخيره عوام الشيعة لتشييع العراق بكل معانيه العقائدية منها واللفظية، فمن تصدّر لتنسيق الإضرابات وجاءت تصريحاته للصحافة هو عباس السوداني، وهو شيعي، و، فلا يخدعونا ويقولون مطالب لتحسين الواقع التربوي . 

أصبح العراق يدار من قبل المرجعية ، ونظام التعليم والقضاء فسد تماماً، وهما مفتاح التقدم لأي بلد .
وليست هذه المرة الأولى التي يصدر قرار بشأن يخص الوزارة من قبل المرجعية الإيرانية، فقد صرحت الناطقة للوزارة أن قرار تأجيل امتحانات السادس الإعدادي عام 2015 جاء تلبية لنداء المرجعية، والآمر ذاته الشيخ احمد الصافي .
إن ما يحدث هوالتوجه نحو تشييع ما تبقى من الوزارات، وتهميش أهل السنة مع مماطلة عن حقهم المشروع بشكل تدريجي غير عسكري في بغداد ، هو النهج المتبع بعد استكمال المرحلة الأولى من إبادة الآساتذة والمعلمين في عامي 2006 و2007 بالخطف والقتل والتهجير. وعلى أهل السنة أن يفهموا متى يخرجوا في التظاهرات ، وعلى أي مطالب .
ولعمري كم تعطلت مؤسسات الدولة وتوقف العمل في كل عام ! ، وهي أ سواء كانت بحجة الزيارات أو التظاهرات لسوء الخدمات أوالانتخابات وغيرها، فهي دليل على فقر إرادة التطور والتعلم في نفوس الشيعة، فما أن أصبحت بغداد خارج الحكم السني حتى أُحيل العراق إلى بلد الخراب والأوساخ وهو يطفو على بحيرة من النفط وكنوز لا يعلمها إلا الله .
فمتى يفهم أهل السنة القرار المميت الذي أصدره كبار اغبياء السنة برفض الفدرالية ؟
قلنا فدرالية قالوا طائفية ، وحسبنا الله ونعم الوكيل على من خرب العراق وآذى سنة العراق .
الكلام كثير والهم على قدر طول الاحتلال فعذراً ، لا أدري كيف الاختصار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



*   في حكم الشيعة /نقابة المحامين ورئيس جامعة النجف يحاكمون خليفتين أمويين ! 
** في حكم الشيعة / اختراع آيات قرآنية وتحريف المناهج الدينية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق