الجمعة، 15 مارس 2019

تراجيديا مافيا المخدرات في العراق العابرة للقارات




خاص/ منتديات أهل السنة في العراق
بقلم / آملة البغدادية

ضجة جديدة أو مفرقة صغيرة من قبل الحكومة تمر بشكل عادي في ظل حكم دولة المليشيات في العراق، فمن توزيع العدس إلى توزيع المخدرات عبر تصريحات عادل عبد المهدي ريس الدورة الانتخابية المنخورة، حيث أعلن بأن مواد الكريستال المخدرة تصل إلى العراق من بلد المنشأ (الأرجنتين) ، وهذا ما أحدث موجة سخرية وتعليقات كثيرة ساخرة من قبل ناشطي التواصل الآجتماعي التي تعجبت من عدم الاعتراف بإيران كدولة رئيسية مصدرة للمخدرات إلى العراق، وعلى طول الخط الحدودي البالغ ب 1458 كيلومتر ، ومن أشكال السخرية أن تحول أسم إيران على الخارطة إلى ( دولة الأرجنتين الإسلامية) تعبيراً عن تسفيه موقف الحكومة وأكبر رأس حكومي فيها لدرجة الاستهانة بالشعب العراقي في أخطر قضية تخص الأمن الشخصي والقومي على حد سواء .

من جهة أخرى سارع الكتاب إلى تسليط الضوء على هذا الخبر الجلل بمقالات ، منها في موقع الحرة ، حيث نشرت مقال بعنوان (مخدرات الأرجنتين ليست مزحة) بقلم  مشرق عباس، حيث تضمن المقال نقاط هامة عديدة كون الطريق الموصل هو الحدود اللبنانية السورية في بلدة (عرسال) والتي معروف عنها سيطرتها من قبل حزب الله (اللات) الإرهابي. في حين أصبح العالم على معرفة بحقيقة رؤوس الأموال التعابعة للحزب هي من تجارة المخدرات ، هذا الحزب المدعي للإسلام والجهاد وهو أبعد ما يكون عنهما . يستمر المقال في استنكار إغفال رئيس الوزراء لذكر مصدر المخدرات الأكبر والأول وهو إيران . لقد أوضح المقال حقيقة دخول مادة الهيروين المخدرة عبر الحدود العراقية الغربية في محافظة الأنبار أثناء فوضى المعارك ضد داعش مما سبب بفتح خط جديد لدخول المخدرات إلى العراق الذي أصبح سوقاً لترويج المخدرات في المنطقة .
ألم نقل في كل مناسبة يا أهل السنة جريمة إهمال المناداة بالأقليم من قبل كبراءكم ؟ !
هل وعيتم خسارة مسك الحدود من قبل القوات الفدرالية أم بعد ؟

أما عن المؤسسات الأمنية فقد نشرت قناة العراقية الدولية تحقيق مع مروجي المخدرات من مادة الكريستال والخشخاش قبل أسبوع، ومن ضمن الأسئلة أدلى المروج إعتراف بأسعار الكريستال الذي يجني منه الضعف، المفارقة أنه حدد سعر بيع نصف الكيلو من الكريستال ب 5 ملايين دينار ، بينما في قناة دجلة التي نشرت تحقيق مستقل مع أحد المروجين وهو يعترف بأن سعر الغرام الواحد من الكريستال يباع بمعدل 20 ألف دينار ، أي أن نصف الكيلو يباع ب 10 ملايين وليس 5 ملايين مع أن المقابلتين في نفس اليوم !
هذا ن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه البرامج ما هي إلا تمثيلية لتهدئة الشعب بوجود العين الساهرة، إلا إنها فاشلة في الإخراج وتفتقر للذكاء، ولا تبرع إلا في إلقاء التهم بشكل غير مباشر بطائفية ظاهرة، حيث أن جميع الملقى القبض عليهم وكونهم من البصرة لا تدل لهجتهم بأنهم من الجنوب، والله أعلم بما تُخفي الصدور .
على كل الأحوال لا بد وأن هناك تحرك فعلي من قبل الأجهزة الأمنية في شعبة مكافحة المخدرات للحد من هذه الآفة الخطيرة التي ابتلي بها العراق بعد الغزو وقيادة إيران لكل قرارات الحكم، وبهذا فلا يمكن أن تُعلن عن الرؤوس الكبيرة ولا عن الصغيرة حيث تكون لها الحصانة من الأحزاب الشيعية بلا شك سواء بشكل مباشر أو عن طريق العشائر التي تحل المشاكل بمكالمة هاتفية من قبل (السيد) ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . وعن تصريحات الأجهزة الأمنية ما نشرته قناة العربية ما يناقض تصريح عبد المهدي ، وفيه (  ويأتي تصريح عبد المهدي بعد ساعات من إعلان قوات حرس الحدود في البصرة إحباط عملية ضخمة لتهريب المخدرات قادمة من إيران، وذلك بعد مدة من تصريح لقائد شرطة البصرة، الفريق رشيد فيلح، قال فيها إن 80 بالمائة من المخدرات قادمة من إيران ويأتي تصريح عبد المهدي بعد ساعات من إعلان قوات حرس الحدود في البصرة إحباط عملية ضخمة لتهريب المخدرات قادمة من إيران، وذلك بعد مدة من تصريح لقائد شرطة البصرة، الفريق رشيد فيلح، قال فيها إن 80 بالمائة من المخدرات قادمة من إيران) 

أهذا هو العراق الذي كان في زمن النظام الدكتاتوري البائد الطائفي البعثي خالي تماماً من المخدرات ؟ أي مفارقة !
إن هذا الخطر الجلل لا يخص فقط المواطن العادي بقدر ما يخص الأجهزة الأمنية بحد ذاتها، والتي يعتبر الشيعة الأكبر عدداً فيها، وهم من يتعاطون المخدرات بشكل كبير، وخاصة أفراد الحشد الشيعي، ومما يشجع على تعاطي المخدرات مرجع السوء مثل الروحاني الذي أجاب على استفتاء بخصوص تجارة المخدرات، فأجاب يجوز بعد دفع الخمس .



السؤال المهم الآن : هل يوجد بين الكتل البرلمانية لجنة لها النفوذ بما يكفي لإجبار تسليم من يسمون بالمسئولين شبه الرسميين المتورطين بتجارة المخدرات ؟
هل هناك قوة فاعلة في الحكومة تستطيع أن توقف إيران عن خطها المستمر في تخريب العراق ؟
منذ سنوات وملفات تخص الشعب العراقي طي الكتمان ، مثل مافيا المخدرات وتهريب العملة الصعبة وسرقة النفط، وغيرها من مظاهر الانحلال والفساد الذي وصل لفتح بيوت الدعارة بمسمى بيوت العفة، حتى ظهرت مراكز فحص الأيدز الذي كان العراق خالياً من كل هذه المصائب قبل الغزو ، وأدناه الرابط حول مقالتي عام 2014 عن مافيا المخدرات التي تمددت في العراق بقيادة الأحزاب الشيعية . *

مع كل هذه المصائب لا ندري لماذا يظهر المسئولين في العراق بتصريحات معبرة عن لسان صحفي وليس مسئول له الصلاحيات كافة لتغيير البلاد ؟ 
لا نقول إلا ما قال الله تعالى في سورة الرعد الآية 11 ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) صدق الله العظيم .


* إيران والعراق وماليزيا والمخدرات هام لما بعد الانتخابات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق