الاثنين، 4 فبراير 2013

إقليم الرافدين، اليوم قبل الغد


إقليم الرافدين، اليوم قبل الغد
عمر عبد العزيز الشمري – خاص مشروع عراق الفاروق

الربيع السني في العراق يزداد قوة وزخما، ويتوسع شرقا وغربا جنوبا وشمالا، والحراك السني يمضي بصورة أشد قوة وصلابة، ولكن ما زلنا نحتاج إلى الوعي السياسي والقيادة السنية الرشيدة التي افتقدناها خلال المدة السابقة وهي السبب الرئيس لضياع السنة وتشريدهم وافتقادهم للرؤية السياسية والنظرة الإستراتيجية بعيدة المدى.

وللربيع السني اليوم في العراق مهنة إفراز هذه القيادة السنية التي يجب ألا تضم أي شخصية من الشخصيات السابقة التي لعبت دورا هزليا في الفترة السابقة سواء إن كانت داخل العملية السياسية أو خارجها، فجميعهم فشلوا في حماية الكيان السني ولم يفعلوا شيئا غير الترهات والتصريحات وشعارات (إخوان سنة وشيعة) الخائبة التي ضيعت السنة وأنهكتهم.

اليوم نحن بحاجة لقيادة واعية حكيمة وصلبة لا تجامل ولا تساوم الشيعة على حساب الدم السني والقضية السنية، قيادة تقدم أفكارا واقعية ومعقولة لإنقاذ السنة وتخليصهم مما هم فيه، ولا شك أننا بدأنا نشعر ونلمس بروز هذه القيادة السنية التي بدأت تنضج شيئا فشيئا مع ازدياد الوعي السني وبروز الهوية السنية في الحراك الشعبي السني، قيادة تخلصنا من سفهاء (إخوان سنية وشيعة) وتفاهات (الوحدة الوطنية)التي يريدونها وحدة على حساب السنة وحقوقهم.

ولعل أهم ما يمكن لهذه القيادة أن تقوم به هو قيام إقليم الرافدين السني، الذي هو الطريق الأمثل للخلاص من الهجمة التكفيرية الشيعية، فهذا الإقليم سيمنع الاستهداف الشيعي ويرسم دستورا إسلاميا سنيا، ومناهج دراسية بعيدة عن التشيع وعن الدين الشيعي، وتمنع الشيعة من الاستيطان في مناطق السنة، وسب الصحابة وأم المؤمنين، وتحرمهم من إقامة معابدهم التكفيرية في مناطق أهل السنة. فهذه الأمور لا تحقيقها إلا عبر إقامة الإقليم السني .

أما المعارضون للإقليم السني فليس عندهم مشاريع ولا خطوات لحماية السنة سوى الآمال والأحلام، وانتظار يوما ما يتغير فيه حال العراق عبر الأمنيات والتفاؤل، وعندما نطاب منهم مناظرة أو مناقشة عن الإقليم يتهموه بإنه مشروعا صهيونيا إيرانيا، ولماذا تريد إيران إقليما للسنة وقد مكن لها الأمريكان العراق كله تحت سيطرتهم وإرادتهم.

فهؤلاء الحالمون مازالوا خارج الزمان والمكان للأسف، وهم أصبحوا يرددون ما يقوله المالكي عن إقليم السنة بأنه مشروع تقسيم وتفتيت العراق، ويتشدقون بالوحدة الوطنية الخائبة رغم فشل هذه الترهات التي أصبحت بضاعة فاسدة يخدرون بها عقول السنة، ويخبئون فشلهم وخيباتهم تحت عبائتها.

فلا حل لأهل السنة إلا الإقليم، ولا خيار يحقق حقوقنا إلا الفيدرالية. ومن هنا أدعو الشيخ طه الدليمي ومحمد عياش الكبيسي وغيرهم من المشايخ أن يؤسسوا المجلس التأسيسي لإقليم الرافدين، فلا بد من تحرك سياسي سني يوازي الحراك الشعب الذي يحتاج لقيادة سياسية غير منبطحة كالقيادات السابقة.

عمر عبد العزيز الشمري
كاتب ومدون عراقي
4/2/ 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق