بسم الله الرحمن الرحيم
هل إقليم الرافدين خيانة للعراق؟
بقلم
: عمر عبد العزيز الشمري – خاص مشروع عراق الفاروق
يردد بعضهم أن إقليم الرافدين خيانة للعراق، وأن هذا الإقليم
المنشود سيؤدي إلى تقسم وتفتيت العراق، وهذا التقسيم هو مخطط أمريكي- صهيوني من أجل
إنهاء العراق وإنهاء دوره الريادي في المنطقة، فالعراق شكل على مدى الأزمان خطورة كبيرة
على الكيان الصهيوني، فهو البلد الوحيد في المنطقة الذي قصف إسرائيل، ووقف موقفا شجاعا
في دعم القضية الفلسطينية.لذلك فإن أي مشروع لإقامة إقليم هو مخطط لتقسيم العراق وبالتالي
يعد مخططا صهيونيا.وكذلك فإن هذا الإقليم سينهي بلدا تاريخيا عاش أبناؤه على مدى الأزمان
في أمن وسلام، ولهذا فإن إقامة إقليم سني هو نسف لهذا التاريخ والحضارة العريقة للعراق.
الحق أنه لا أحد يشك بأن تقسيم العراق مخطط صهيوني خبيث،
فمخططاتهم معروفة وفق قاعدة (فرق تسد). ولكن علينا أن لا نجافي الحقيقة وأن لا نشوه
الواقع، فالذي رضي بهذا التقسيم هم الشيعة والأكراد، فالأكراد في دولة شبه مستقلة،
والشيعة جاؤوا بشعاراتهم الطائفية النتنة وأعلنوا على ظهور الدبابات الأمريكية أنهم
هم الأغلبية وأخذوا ينادون بالمظلومية وبـ(يا لثارات الحسين)، وبدؤوا باستهداف السنة
وتصفية العلماء والشيوخ السنة، وإحراق المساجد واستهداف مناطقهم وتهجيرها، وملئوا السجون
والمعتقلات بالأسرى والرهائن السنة.
أما السنة فقد وقفوا وحدهم بوجه هذا المشروع، فقاتلوا الاحتلال
بكل قوة وبسالة رغم ضعف الإمكانيات وقلة الناصر والمعين من العرب والمسلمين، فدفعوا
ثمنا كبيرا لهذا، وقدموا آلاف الشهداء ودمرت مدنهم وقراهم، فأصبحت مناطقهم خاوية من
أهلها، وهجروا من مناطقهم إلى خارج العراق، ومازالوا للحظة يعانون من هذه المآسي والآلام.
وفي نفس الوقت كان الشيعة والأكراد يتقاسمون الحكم والمناصب
على حساب الدم السني، فوقف الشيعة مع المحتل الأمريكي ضد أهل السنة، وتطوعوا بالجيش
والشرطة وقاتلوا لجانب المحتل الأمريكي، وقتلوا وعذبوا من السنة الآلاف، وكانت مناطق
حزام بغداد تشهد والطب العدلي يشهد يوميا مئات الجثث لأهل السنة والجماعة.
وبعد خروج الاحتلال لم يتغير حال أهل السنة، بل بقي الاستهداف
الطائفي بمادة 4 سنة، والاستهداف السياسي الطائفي بقانون مسائلة السنة،وقانون المخبر
السري، ولم يفرج عن المساجين السنة في المعتقلات التي امتلأت بالمساجين السنة، بل ازداد
الشيعة جرأة وحماقة إلى محاولة الاستيلاء على مساجد سنية في الرمادي والموصل وبغداد
وتحويلها من الوقف السني إلى الوقف الشيعي. هذا كله بالإضافة إلى الظلم والتهميش والإقصاء،
فالشيعة يسيطرون على 80% من الجيش والشرطة رغم أنهم لا يمثلون أكثر 30% من عدد سكان
العراق.
وبالتالي كان لا بد من تفجر الربيع السني الذي وإن كان متأخرا
إلا أنه سيغير كل هذا الظلم، ويحصد السنة ثمار المقاومة والجهاد الذي دفعوا ثمنا باهظا
لأجله، والشيعة لن يوقفوا أي من هذه المظالم لأن حقدهم لا ينتهي إلا عند آخر قطرة دم
سني، وغليلهم لن يشفي إلا في آخر مسجد سني؛ لذلك ليس أمام أهل السنة إلا خياران أما
الحرب مع الشيعة وأما اللجوء إلى خيار الإقليم.
والإقليم في هذه الحالة لن يؤثر على وحدة العراق لأن العراق
بلد متفكك اجتماعيا ومتمزق أفقيا وعموديا، لو أراد الشيعة إقامة إقليم شيعي لهم فمن
الذي سيمنعهم؟،ولكن غايتهم في هذا الوقت هو السيطرة على عموم العراق وليس فقط الجنوب
وبغداد، ولو أقام الأكراد دولتهم فمن سيردعهم عن ذلك؟.
فلا حل للسنة إذن وفق هذه الظروف والمعطيات إلا إعلان إقليمهم،
لكي يتوقف الاستهداف الطائفي والاعتقالات الطائفية والظلم والإقصاء، ويعيشوا أحرارا
كرماء في إقليمهم بدون خوف أو تخوف. والإقليم كما نعلنه الآن هو خيار مرحلي ريثما يستعيد
السنة قوتهم وتقوى شوكتهم ثم يكون بعدها لكل حادث حديث، فلا نفكر كما أعلنا وكما نعلن
بترك العراق لأعدائنا ونسيان تلك المدن الكبيرة التي بناها أجدادنا من دمائهم وبذلوا
فيها الغالي والنفيس لكي يفتحوا العراق ويطردوا الاحتلال الفارسي منه في معركة القادسية.
فخيار الإقليم ليس خيانة للعراق، بل الخيانة هي أن تأتي خلف
الدبابات الأمريكية، وتقاتل من يقاتلهم بكل وحشية وبربرية من أجل ثارات طائفية، وحقد
طائفي دفين.
عمر عبد العزيز الشمري- كاتب ومدون عراقي
7/2/2013
Twitter: @omar_a13
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق