بقلم / آملة البغدادية
في عراق الغزو ، وفي ظل حكم الصفوية تـُرفع شعارات الديمقراطية الكاذبة بزهو مبالغ في البذخ كما يزهو الكاذب المعجب بكذبته المنسقة ، وفي ظل انعدام العقاب الدولي الذي فتح باب اللاقانون في بلد الحضارات، تـُرفع مظاهر الحياء من وجه ممثل أمريكا مارتن كوبلر ، وكل ٍ بثمنه ولا شيء بالمجان .
انتهت مسرحية الانتخابات يوم السبت 20/4/2013 ولم تنتهي انتهاكات الديمقراطية المبتكرة في ابتداع كل ما هو جديد ، ولتكتمل رتوش المساحيق المفروضة قبل الخروج للجماهير ، خرج رئيس مفوضية الانتخابات المدعية للاستقلالية( مقداد الشريفي ) على الفضائيات ليعلن في أول بيان لها بإعلان نسبة المشاركة 51% ، كما رد على أسئلة الصحفيين بمنع أهالي الطارمية في شمال بغداد من المشاركة من قبل القوات الأمنية بأنها (خروقات) ولا تخلو أي انتخابات منها ! ، وزاد من فيض النزاهة المستقلة بامتلاك الحق في تقديم الشكاوى ! .
لن ينتهي العجب من صفاقة الصفوية وتخاذل الأكراد في نصرة أهل السنة ، حيث أن العراق امتاز بين دول العالم بصفات العيش السيء وارتفاع حالات الاعدامات والانتهاكات وهو يطمع لقيام حكومة نزيهة ترعى حقوق المواطنين وتوفر لهم العيش المحترم الآمن ، وإذا بسلطة الانتخابات ترفع شعار لا للانتخابات ولا للديمقراطية ، فقد مارست أبشع ما يكون من التغاضي، وأعلنت عدم استقلاليتها بوضوح وبما لا يقبل الشك، حين رضيت أن تقام الانتخابات بشكل غير متكامل لمحافظات العراق، بل وصمتت إزاء الممارسات الإجرامية لحكومة المالكي . من هذه الانتهاكات للديمقراطية وللعملية الانتخابية نرصد الكثير من النقاط وأخطرها الأولى :
ــ غياب المراقبين الدوليين بشكل تام .
هذا رغم حدوث تزوير في كل الانتخابات السابقة من قبل الأحزاب الشيعية لصالح إيران
ــ تم تأجيل أو إلغاء الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى إلى أجل غير مسمى .
ــ غياب الانتخابات في أقليم كردستان ومحافظاته أربيل وسليمانية ودهوك وزاخو .
ــ اغتيال 17 مرشح قبل يوم الانتخاب وتهديد العديد منهم في محافظات نينوى وديالى على وجه الخصوص .
ـــ منعت القوات الأمنية المنتخبين من الوصول إلى مراكز الانتخاب في ديالى وكركوك ومناطق عديدة من بغداد .
ـــ دخول القوات ألأمنية لمراكز انتخابية وطرد أعضاء المفوضية وغلق الباب من الداخل للعبث بالصناديق .
ـــ تبديل فريق المفوضية بآخر في محافظة ذي قار بأوامر من المالكي .
ـــ فقدان مئات الآلاف من أسماء المنتخبين في عموم المحافظات وأغلبهم من أهل السنة .
ـــ أنباء عن تلف الكثير من الصناديق وحرقها في بعض المراكز .
ــ ضرب أحد المرشحين من قبل القوات الأمنية .
هذا عدا إزالة لافتات المرشحين من أهل السنة وتشويهها بالكتابة عليها بعبارات طائفية ، وغيرها من الانتهاكات التي لم يتم اتخاذ أي إجراء بشأنها .
يفترض من الجانب الشرعي ومن منطلق الوحدة المصيرية أن يتم رفض الانتخابات بكونها ناقصة رتبت لتزيد من التهميش إلى حد الفقدان ، ونعجب لعدم اتخاذ أي خطوة من قبل القادة في الاعتصامات ومن مجالس المحافظات رغم هشاشتها .
والسؤال الآن : ما الذي سيفعله أهل السنة بعد هذا ؟! وما الذي سيفعله المرشحون ؟ هل ستكون هناك كتلة (مرام) أخرى تطالب بإعادة الانتخاب وبالفرز ثم المساومات ؟
لا يمكن أن يوصف نظام يمارس هذا الكم من الانتهاكات وتوفير الأجواء للأرهاب والإجرام إلا أنه نظام سلطة احتلال لا نظام مستقل ولا سيادي ، ولا يمكن القياس بما كان في النظام السابق من إجراء انتخابات لا يوجد فيها غير حزب واحد وبانسيابية مضحكة مغلوبة على أمرها ، فهل لو تم وضع حزب الدعوة منفرداً بما أن التنافس على الديكتاتورية سمة الوضع ؟ فهنيئاً لدعاة الديمقراطية نعشها ودفنها بل والرجعة لتغتال مرات ومرات على الطريقة الصفوية .
نهيب بأهلنا السنة العرب وأخواننا من الأكراد أن يتوحدوا للمطالبة بدورهم في القيادة لا في الانقياد، والتي أصبح من الواضح أن قادة الكرد يرتبون الأوراق للانفصال حيث لا وجود للمشاركة في الانتخابات، ولا إعلان عن مضمون الورقة التي قُدمت لمكتب رئيس الوزراء حول الوضع الحاسم، ولا عن جوابها الذي تم الإعلان عنه بلا تفاصيل، وإلا فإنها المواجهة المسلحة لا غير ، ومن الله العون والنصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق