بقلم / آملة البغدادية
خبت ضجة سوريا ودمارها الشامل ،وبدأت ضجة الأنبار ومعارك الفلوجة والرمادي ، وكأن العالم يتفرج على مسرحية حربية تدور رحى الأحداث في شوارع دامية غير حقيقية تنتهي بفصل لاحق في اليوم التالي . بات المجتمع الدولي يسير بنهج الإعلام قاصداً أو تهدئة لضمير يحجز الجنبات لا يهدأ ، وكل ما يقدموه ليس أكثر من مؤتمرات للقضية السورية وقضية غزو العراق الذي يتفجر عن أزمات وانتهاكات متلاحقة في ظل حكومة منتحبة لا منتخبة لتحقيق الديمقراطية كما يسموها . فلا ديمقراطية ولا وقف للهجمات الطائفية فكل عام أسوأ من سابقه ، وباستمرار تجاهل العالم وعدم التوصل لسبيل يوقف العنف وهمجية الحكومة ومليشياتها المساندة في إبادة أهل السنة سواء كان دبلوماسياً أو قضائياً أو عسكرياً تصبح الأمور أكثر تعقيداً لتداعيات ما يجري على المنطقة . من هنا التجارة الرابحة لكل الدول المصنعة للأسلحة والمصدرة للموت ، فلا يهم مناظر الجثث المتناثرة بروائحها والأطفال التي تصرخ في المستشفيات بلا ذنب أو جريرة ، ولا يهم نزوح العوامل من بيوتها عند ضوء الصباح وقد نامت على امل غد يحمل مشروع عمل او زواج أو دراسة ، ولا يعني شيء إن تحولت المدينة إلى كومة من أنقاض، المهم بيانات الأرباح الصاعدة وأرقام الأرصدة لشركات ثرية أصلاً في التسليح والإعمار تتنافس بعد الثراء على مناصب السلطة .
ما الذي يمكن أن يليق بعالم متمدن يجلس في أروقة كبرى تحت لافتة الأمم المتحدة ؟ قرابة 70 عاماً على مأساة احتلال فلسطين وتشريد اهلها ، 20 عاماً وأكثر على مجازر بحق المسلمين في ميانمار ، 40 عاماً على أعدامات وإلغاء عروبة سنة إيران، 11عاماً على غزو العراق وتسليمه للعدو الأكبر إيران بعد حصار جائر 13 عام ، 3 أعوام على تخريب سوريا وقتل شعبها، لبنان مسلسل لا يهدأ منذ 40 عام من الاضطرابات، وغيرها يجري تسعيرها في دول الشرق بتعتيم كامل. العامل المشترك هو الحرب على الإسلام وبمباركة أمريكية وعالمية بخطط مكافحة الإرهاب، ذلك الخداع الذي أريد منه التمويه لإبادة أهل السنة في كل مكان خاصة الشرق الأوسط ، والهدف أمن إسرائيل ونتاجه السيطرة على منابع الثروة والسيطرة بمعسكرات قوة كتحصيل حاصل لا كما يروج له الاعلام الغربي . الأعم الغالب يعلم أنها حروب عقائدية حقيقية وصفت بالحرب مقدسة من قبل نصراني متهود وآخر صفوي متأسلم ، والحاكم مفقود عند الأثنين يجري الترتيب للأسرع لحكم العالم بصفته الأوحد ! ، ترى هما حاكمان أم وجهان في جسد ؟ الجواب يعلمه الكثير ويحجم عن ذكره الغالبية بقياس عقلي شخصي كونه فرضية هزلية ولا يكلف نفسه عناء البحث في الكتب .الشعوب لا تأبه بما يجري من مجازر وحشية، وإن توقفت لهول المنظر فمن موقف المتفرج من بعيد لدقائق وتنصرف متململة، والقادة منشغلة بما يعنيها من مصالح إدامة العنف، وطرف ثالث يقف في الخلف يصرخ داخل زجاجة، وكأن العالم لعبة بيد صبية حول طاولة، ولا تخلو من رهانات محيطة واصطفافات ومساومات .
ما الذي يمكن أن يليق بعالم متمدن يجلس في أروقة كبرى تحت لافتة الأمم المتحدة ؟ قرابة 70 عاماً على مأساة احتلال فلسطين وتشريد اهلها ، 20 عاماً وأكثر على مجازر بحق المسلمين في ميانمار ، 40 عاماً على أعدامات وإلغاء عروبة سنة إيران، 11عاماً على غزو العراق وتسليمه للعدو الأكبر إيران بعد حصار جائر 13 عام ، 3 أعوام على تخريب سوريا وقتل شعبها، لبنان مسلسل لا يهدأ منذ 40 عام من الاضطرابات، وغيرها يجري تسعيرها في دول الشرق بتعتيم كامل. العامل المشترك هو الحرب على الإسلام وبمباركة أمريكية وعالمية بخطط مكافحة الإرهاب، ذلك الخداع الذي أريد منه التمويه لإبادة أهل السنة في كل مكان خاصة الشرق الأوسط ، والهدف أمن إسرائيل ونتاجه السيطرة على منابع الثروة والسيطرة بمعسكرات قوة كتحصيل حاصل لا كما يروج له الاعلام الغربي . الأعم الغالب يعلم أنها حروب عقائدية حقيقية وصفت بالحرب مقدسة من قبل نصراني متهود وآخر صفوي متأسلم ، والحاكم مفقود عند الأثنين يجري الترتيب للأسرع لحكم العالم بصفته الأوحد ! ، ترى هما حاكمان أم وجهان في جسد ؟ الجواب يعلمه الكثير ويحجم عن ذكره الغالبية بقياس عقلي شخصي كونه فرضية هزلية ولا يكلف نفسه عناء البحث في الكتب .الشعوب لا تأبه بما يجري من مجازر وحشية، وإن توقفت لهول المنظر فمن موقف المتفرج من بعيد لدقائق وتنصرف متململة، والقادة منشغلة بما يعنيها من مصالح إدامة العنف، وطرف ثالث يقف في الخلف يصرخ داخل زجاجة، وكأن العالم لعبة بيد صبية حول طاولة، ولا تخلو من رهانات محيطة واصطفافات ومساومات .
أين القضاء؟
لقد خلى العالم من عدالة الأنبياء والقضاء الإلهي، ولا بد من قضاء بمعايير قريبة يحملها مجموعة من البشر لها هيبة الطاعة من الباقين ، وإلا لا معنى للبشرية وحقوقها. إن هذه المهمة في عين المظلوم غيرها في عين الظالم أو غيره، فهي تعني وظائف وأجور شهرية وأرباح ومكافئات وتجوال وامتيازات عائلية وما خفي كان اعظم ، لهذا تعددت الهيئات والمنظمات وبات التقسيم بمسميات يعجز المقام عن إحصائها ، منها منظمات دولية وأخرى حكومية وأخرى مستقلة ، ومنها تختص بالعدل الجنائي ومنها بالعفو القضائي ، ومنها في مجال حقوق الإنسان بشكل عام، ولا داعي لذكر الميزانيات والأبنية والشاخصة، ولا حصر للنشاطات وللمشاريع التي تدار في اروقتها وتوزع على الإعلام . ومن المعلوم أنها صنيعة يهودية بإعلام شتى تنفي أن تكون مأجورة ، ولهذا ألزمت نفسها بمهمتها ولعمري ليس لها نتاج واحد سوى محاسبة مجرم حرب البوسنة والهرسك قبل سنوات وبدواعي سياسية لا تخفى، والمحكمة مؤقتة كانت خاصة بيوغسلافيا وليست محكمة العدل في لاهاي، أما الخبر الجديد العار على مدعي حقوق الإنسان فمنذ منذ أكتوبر، أفرجت الغرفة المكلفة جرائم الحرب في محكمة الدولة في البوسنة عن 12 رجلا كانوا محكومين لارتكابهم جرائم حرب، وكان أحد هؤلاء "غورام داميانوفيتش" العسكري الصربي البوسني السابق محكوما بالسجن 11 عاما ولجأ إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وهاهو الجندي الأمريكي الذي ارتكب جريمة قضاء حديثة تم إخلاء سبيله لأن له حصانة مزدوجة جنسيته ومهمته العسكرية
" مركز جنيف الدولي للعدالة " ــ
المنظمات التي تعنى بالعدالة مثل " مركز جنيف الدولي للعدالة " ــ وهو مركز مستقل ــ يقول: أن الدول التي تدعم المالكي عسكريا انما تساهم في قتل الشعب العراق . ويتسائل الشعب متى تحاكم أمريكا وبريطانيا وإيران وروسيا ؟ ولا جواب ،وتقول عن مجزرة الحويجة : عام على المجزرة والعدالة لم تتحقق بعد. ونقول : لماذا ؟ ، وتقول : هناك مشروع توثيق حالة حقوق الإنسان في العراق يتلخص المشروع بعملية توثيق واسعة النطاق لإنتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في العراق منذ عشر سنوات. ويقول الشعب وغالبيته من أهل السنة : ألم تكتفوا بآلاف الوثائق التي بحوزتكم والتي تنشرها القنوات الفضائية بالصوت والصورة لتكون دليل ؟ يقولون :المشروع يتطلب جمع الوثائق لكافة شرائح المجتمع وبشكل دقيق، ثم يجري إعداد تقارير رصينة بشأنها الى الأجهزة المعنية في الأمم المتحدّة وبخاصة المقرّرين الخاصّين، والخبراء المستقلين وفرق العمل، كذلك إرسال الرسائل والنداءات العاجلة الى الجهات ذات العلاقة بخصوص الإنتهاكات الوشيكة الحدوث بهدف تفادي حدوثها. وسيكون كل ذلك مقدّمة لعرض الإنتهاكات على القضاء. ونقول : إذن هي مسرحية مماطلة وتسويف لأعوام قادمة تتوالى الجرائم فيها وتتأجل لجمعها .
العالم أجمعه بات يفهم ان بسقوط مجرم كخامنائي أو الأسد أو الجعفري والمالكي يعني سقوط من هم خلفهم ليصل الأمر إلى رامسفيلد وبوش وبلير، وغيرهم المئات كمجرمي حرب وإبادة جماعية . يقول عمدة لندن ( بوريس جوهانسن) : (أن محاكمة بلير بضلوعه في غزو العراق كمجرم حرب يفهم دوافعها لكن لن تحصل لأنه خبير في أبعاد التهم عنه ولن يتم إعدامه ). لو كان هذا بالنسبة لبلير فموقف بوش أقوى منعة إلا أن يشاء الله امرا ، والحل من وجهة النظر الدولية أن يديما بقاءهما في السلطة حتى لا تبدأ دحرجة الكراسي والرؤوس مثل لعبة الدومينو . إن المؤلم ليس هذا بحسب ، بل أن هناك نداءات من الشعب ذاته أن "أرحل " وكأن العدالة تستوفى بترك المكان وغلق الباب !. منطق (عفى الله عما سلف ) في غير موضعه ، ونفهم أن وراءه من بني جلدته من الشيعة حين يكون الشكر موصول مخفي على ما أسداه من نجاحات في حربهم المقدسة ضد معسكر يزيد كما أعلنها بلا خجل وبوعي وبلا تقية .
لم نتفاجأ عندما نرى نفس النهج وذات الخطاب عندما نفى نظام الأسد استعمال البراميل المتفجرة وألقى التهمة على المعارضة في الجيش الحر ، والمالكي أيضاً نفى عن طريق مستشاره (علي الموسوي ) استعمال الجيش للبراميل المتفجرة ، بل أعلن أن الجيش لم يهاجم العوائل والمستشفى . بالطبع ليس جهل أو لحظة سكر وهذيان إنما هو دفع أسباب التوثيق ضد المالكي فيما لو بدأت إجراءات المحاكمة ، لا شك أن التهم ستشمله مع المئات من حثالات السجون والأحزاب المجرمة ، وما تسبب فيها إلا غياب القضاء ، ومن أمن العقوبة أساء العمل .
رجل حي !
لم يفاجأ العرب وأهل السنة خاصة في العراق إلا برجل شجاع ذي ضمير حي غير مسلم ولا عربي ، وهو الدكتور هانز فون سبونيك حيث جاهر بجرائم حكومة العراق الصفوية أمام الكاميرات منذ أشهر ،ولم نفاجأ عندما اعترف مؤخراً : (التعلم من ما حدث في العراق هو الضرورة الملحة لإصلاحات الأمم المتحدة.) . مع أنه يعلم طبيعة الأمم المتحدة وحصانة مجرميها إلا أنه فهم أين تكمن العلة وكيفية استئصالها ، وبلا شك وجم الجميع كأنه نطق بكلمة كفر مس بها عرش البابوية والحاخامية معاً. لا شك أنه فهم الصمت الدولي يكمن في البؤرة وتحت القبة التي يسكنها، والاصلاحات لا تعني الأماكن بقدر الأيدولوجيات التي تسيرها هيمنة اللوبي الصهيوني على العالم منذ الحرب العالمية الأولى .
من حق الشعب المبتلى أن يسأل أين الجناة ؟ متى المحكمة ؟ هل اكتفت الأمم المتحدة بمحاكمة صدام حسين الرئيس العراقي ؟ أم هل كانت الجريمة تستحق الإعدام ؟ عملية انتقامية وتمثلية العدل البديل، وعندها وقف العالم يتفرج على محاكمة دامت قرابة عام بتهمة قتل مجموعة من الشيعة من حزب الدعوة لا يتجاوز عددهم 148 من قبل رئيس دولة خططوا لاغتياله بتعاون مع دولة مجاورة ايران، وكأن العالم ألغى بها مفهوم الخيانة العظمى إلى الأبد ! .
أين محاكمة بشار الأسد ؟ وأين محاكمة المالكي بعد استعمالهما أسلحة محرمة دولياً بشكل براميل تلقى على مناطق سكنية وليست معسكرات مسلحة ؟ أين اصطفاف العالم كما اصطف على العراق ؟ أم أن الغرض تم وسقطت بوابة العرب ؟
نقول لمن يتجاهل الوقت: أنظروا إلى المستقبل بنظرة واقعية على أسس العقيدة لا حالمة على أسس سياسية ومصالح مجردة، فأما أن تصلحوا ما خربّتم بالقضاء العادل بلا استثناء ، أو أتركوا الشعوب لتقرير مصيرها بمنطق القوة وستلفحكم نيرانها، والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق