الخميس، 19 يونيو 2014

سنة العراق تطالب الثوار المجاهدين تبادل الجنود بأسرانا أسوة بالأكراد

 ( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) التوبة 8


خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم / آملة البغدادية 
منذ بدأت الثورة المسلحة المباركة للثوار السنة بعون الله وأخبار الزحف الحر تتوالى في مناطق المحافظات السنية التي عانت من ظلم الحقد الصفوي ما عانت طوال 11 عاماً . بدعوات لا تنقطع نتابع الأخبار لحظة بلحظة وننتظر إعلان تحرير بغداد عاصمة الخلافة العباسية ومهد الأنبياء ومقام الأولياء رضي الله عنهم . من المعلوم أن الدين الإسلامي الذي تتحلى به أمة الإسلام بمكونها السني يغلب عليه التسامح ، إلا أن هذه الخصلة لا تتوافق مع فترات الحرب التي تتطلب حزم وقصاص بالمثل ومعالجة أمر الأسرى بما يخدم المصلحة . تابعنا الأخبار التي تكررت حول محاصرة الثوار أمدهم الله بالثبات والنصر مواقع التحصين للقوات الصفوية ومليشياتهم المرافقة، ووجدنا أن السمة المتبعة هي التسامح الذي لا مبرر له في إمهال الجند بما عرف فيهم من عداء لأهل السنة وإثخانهم في الأذى بهم وبعوائلهم وأهلهم الكرام ، حيث نشرت الصفحات في هذا الشأن ما مفاده كأحد الأمثلة : الثوار يمهلون ما تبقى من قوات للعدو بتلعفر مدة ساعتين لتسليم أنفسهم وأسلحتهم مقابل الأمان .
 الموقف هنا يدل على أن الأسلحة فقط هي الغرض من تأمين الجند لأن إطلاق أمرهم وليس سراحهم هو قرار مكتسب للجند وليس للثوار فلا يعتبر من المكاسب . ولا نفهم كنهه حقيقةً فلا يوجد ما يعجز عن غنم السلاح بعد المواجهة إلا إذا كان الموقف له تفسير آخر والله أعلم . لا ننسى منظر الكرم الغريب من المجاهد الشيخ رافع المشحن في الفلوجة ــ أعزه الله بالنصر العاجل ــ وهو يقدم الملابس والطعام والأمان والنقل لجند إيران بدافع الأخلاق الإسلامية وانتظار رد الإحسان، بل وبتحية أول دفعة !. وقد تم الرد بقصف الفلوجة بالبراميل الحاقدة بنفس الأيادي التي خرجت سالمة تضحك وتسخر من أهل السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله . 

طالعتنا الصحف منذ سنوات بإحصائيات مهولة حول الإعدامات التي تجرى بتهمة 4 أرهاب وفق محاكم صورية تخلو من أي دفاع قد كفله الله وكل الشرائع السماوية وغير السماوية بل حتى الملحدة ، وكان غالبيتها بلا سماع أقوال المتهم بحسب ما اشتهر من فضائح هذه الحكومات المخالفة لدين الإسلام ، ولطالما صمّت الحكومات الصفوية آذانها عن اعتراضات هيئات حقوق الإنسان التي تكدست لديها أدلة البراءة لهؤلاء السجناء وإدانة لمسئولي السجن ومخبريها السريين بالأدلة ولكن أيادي العدل الدولية مكبلة بمصالح اللوبي اليهودي .
زاد الأمر بعد فتوى المجرم الأكبر السيستاني بالجهاد الأكبر ضد أهل السنة بعد تحرير نينوى بلد العلماء بحجة القضاء على داعش ، وها نحن نتابع كل يوم أنباء الاعتقالات والاغتيالات من قبل القوات الحكومية والمليشيات المسعورة كل على حدة كأنتقام طاغي آخر الساعات، ثم العثور على الجثث مرمية في الشوارع كمنظر معاد لما جرى عام 2006 وما بعدها، والرحمة لهم نحسبهم عند الله شهداءاً خالدين ألهم أهلهم الصبر والتمكين .

الخبر المفرح المتناقض أن حكومة كردستان تعاملت مع الأمر بشكل مختلف تماماً يدل على احترام وتقدير عال، وسياسة حازمة بما يحفظ كرامة أبناءها ويطمئنهم بأن لهم حكومة ترعى وجودهم لا تنام ولا تضام بعون الله، وهم على ما هم عليه من علمانية لا تخفى كطابع غالب على أحزابها السياسية! . الخبر مفاده أن عصائب أهل الباطل توعدت الأكراد في بغداد بالملاحقة بعد أن نأت كردستان بنفسها عند التضامن مع القوات الصفوية في المركز ، وها هي شراذم الخلق ضمنت لنفسها حق الحاكم والمنفذ في دولة كوكلاكس كلان العراق، والغريب أن الخزعلي ذاته تمت مقايضته مع عدد من الأمريكان . الخبر يقول : ( أرسلت هيرو أحمد زوجة طالباني طائرة خاصة تملكها وبحماية لواء حماية رئيس الجمهورية المتجحفل في الجادرية لجمع الطلبة الاكراد بجامعات بغداد ونقلهم للسليمانية بعد حملة اعتقالات وقتل تقوم بها عصائب قيس الخزعلي لغرض مبادلتهم بالضباط الفرارية في أربيل هربوا من الموصل وعدم عودتهم الى بغداد خشية إعدامهم يأملون طلب اللجوء الانساني من دول أوربا وتركيا ).
إن هذا التعامل يدل على أربع أمور قيادية وهي أن القيادة تحركت على وجه السرعة بما أنه يخص إزهاق أرواح ، وأن الضغط على المقابل يفوق المعتدي مما ضمن التفاعل الإيجابي، وأن الأمان للرعية يشمل التنفيذ إلى آخر مراحله بما لا يسمح بالتلاعب والغدر، وأن المتبادل معهم لا يشترط أن يكونوا متكافئين من حيث الظرف الواقع عليهم، فهم ليسوا أسرى بل ضباط من القوات المسلحة لجأوا إلى أقليم كردستان راضخين لقوانينه في لحظة ضعف لم يفت على الأقليم استغلالها طالما كانوا من العادون. 
نوجه نحن سنة العراق إلى قيادات الثورة السنية أن تتعامل بحزم مع الحكومة الصفوية وأن تطالب بالتبادل الفوري مع المعتقلين في السجون التي غصت بها المدن خاصة ، فأعداد الجند التي يتم السماح لهم بالعودة بالآلاف، وأن هناك 53 سجن سري بحسب ما تسرب من معلومات موثقة منذ 2010 عدا السجون الرسمية، ومما يحز في النفس أن بغداد الحبيبة تشهد تغول وحشي من قبل الدولة المليشياوية بحق أهلها السنة حيث يتم اعتقال يومي وبشكل متزايد تركز على قادتنا أئمة مساجدنا من قبل سلطة احتلال لا سلطة دولة مع شعب، فأين الأسوة من كردستان ومن السيدة هيرو زوجة طالبان ؟
 هل يعقل أن زوجة طالباني تبادل جند المالكي بالطلبة المعتقلين والثوار يعطون الأمان بلا مقابل بقصد إعلامي عن أخلاق الإسلام الحق ؟ ومن قال أن هؤلاء الكفرة الفجرة يبالون أو يعترفون  لهم بالسماحة والخلق ؟ إن مضيف الشيخ رافع المشحن سدد الله رميه الذي تم قصفه مرتين شاهد لو كان ينطق ! .
نتساءل ولا نزال حتى تذهب الحيرة عن أسباب هذه الاستراتيجية الغريبة غير المقبولة وغير المنطقية، فقد تقطعت قلوب أهاليهم وخسر العراق ثروة المستقبل وإلى الله تصير الأمور، فمن عاد سيعيد الكرة يا أمة خبرت معنى التقية والغدر والخيانة من خدم إيران . والله المستعان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق