الأربعاء، 13 مايو 2015

فتات التسليح الامريكي لسنة العراق وغياب سلاح العرب





خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم /آملة البغدادية


بعد أن اقترح الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي تسليح المكون السني ( كبلدين) بما لا يقل على  178 مليون دولار تصل إلى 429 مليون (مشروطة) ــ وهذا على غير العادة ودون الاتفاق بينها وبين الحكومة في العراق ــ ثارت على إثره ضجة عند كل الأطراف ، فالشيعة رفضت بحجة الوحدة العراقية والحقيقة رفضها تقوية أهل السنة بأي شكل من الإشكال ، وكردستان ثار عندها الحلم الانفصالي ، وساسة السنة الأغبياء تبعوا نهيق الشيعة بالوحدة المزعومة ، وطالبوا التسليح على استحياء ! .
أما أمريكا ودهاليزها المعادية للإسلام فلا يعدو إلا كذبة واستفزاز بجس نبض للحكومة العراقية التي تحولت إلى دولة مليشيات شيعية ما عادت تدل على حكومة شراكة وديمقراطية ، وهذا التغول الشيعي أوقع البيت الأبيض في إحراج ــ كما زعم البعض ــ لتمادي العنف الوحشي والإبادة بحق أهل السنة بنهج الأرض المحروقة . لقد فاق عنف الشيعة التصور الأمريكي المقبول لاستهداف أهل السنة وفق المصالح المشتركة بينها وبين إيران وخدمها، فما تم إعلانه وفق المشروع الذي عرض على الكونغرس من أن هذا التسلح سيذهب مباشرة إلى "قوات الأمن الكردية والقبلية أو غيرها من قوات الأمن المحلية مع مهمة أمنية وطنية" لا يعني إلا محاربة داعش فقط .
أي بمعنى آخر أن التسليح لا يخص سنة العراق ممن يرومون التخلص والتحرر من النفوذ الإيراني ومليشياتهم ، ومع هذا كله فالتسليح في حقيقته المقررة المقسمة إلى جزئين ما هو إلا فتات لا يُقارن بما تم في العراق أو خارجه ، وللمقارنة أدناه بعض الصفقات في الوطن العربي الذي يواجه الأخطار مع ضياع البوصلة .

تسليح أمريكي / نقلاً من مواقع أخبارية فقد وصلت قيمة تسليح الولايات المتحدة للحكومة العراقية ــ أي للشيعة ــ فاق 15 مليار دولار، تضمن معدات وطائرات أباتشي بعدد 24 ، وتدريب للقوات وما يلحقها من متطلبات .
وفي أكتوبر الماضي 2014 : ( الحكومة الأمريكية وافقت على بيع ذخيرة دبابات تصنعها شركة جنرال دايناميكس كورب للعراق بقيمة 600 مليون دولار لمساعدة حكومة بغداد على إقامة قدرة دفاعية برية متكاملة. وأخطرت وكالة التعاون الأمنى الدفاعى التابعة لوزارة الدفاع (البنتاجون) المشرعين بأن وزارة الخارجية وافقت على بيع عشرة آلاف قطعة ذخائر إم831 عيار 120 مليمترا مضادة للدبابات وعشرة آلاف من الرؤوس الحربية إم865 عيار 120 مليمترا و26 ألف قطعة ذخائر أخرى فضلا عن الخدمات اللوجستية.) .
ويبدوأن ما نشر قبل أيام من وصول شحنات الأسلحة فعلياً للحكومة الشيعية هو تطبيق لهذا الاتفاق ، عدا طائرات (أف 15) التي تنوي تسليمها قريباً . أما ما تم الاتفاق عليه مؤخراً فقد وافق الكونغرس على تسليح القوات الحكومية بعتاد دبابات (ابرامز) الأمريكية ، وهذا التسليح هو النهج الحقيقي للبيت الأسود لا ما تم نشره من (مقترح) لمشروع تسليح المكون السني الذي دخل في دهاليز التشاورات إلى أن يظهر مشروع بديل ينسخه  .

ـــ قيمة استيراد الإمارات أسلحة أمريكية فقد بلغ 2ونص مليار أي 2500000000 مليون ، تضمن 4,569 مركبة مجدّدة مقاومة للألغام مع معدات أخرى
 فما قيمة النصف مليار المقدمة لسنة العراق ؟
وما قيمة 178 مليون والتي تقسم نصفها للسنة العرب الواقعين تحت بطش المليشيات ؟
والسؤال المهم كم تعني كقطعة سلاح للسنة العرب فعلياً مع الذخيرة ؟

هذا عدا ما أنفقته أمريكا من خزينة الدفاع بما يقارب 89 مليار للحرب في أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب .

تسليح إيراني / قبل عام في شهر شباط يناير ، طالبت الولايات المتحدة العراق بتوضيح من الحكومة العراقية ــ التي يرأسها الإرهابي نوري المالكي آنذاك ــ حول اتفاقه مع إيران على شراء أسلحة وذخائر منها بقيمة 195 مليون دولار، في حين كانت قيمة تسليح الولايات المتحدة للحكومة العراقية فاق 15 مليار دولار في حربه على الإرهاب ، ولكن دولة المليشيات لا يمكنها إلا أن تطيع سيدتها حكومة الولي السفيه وشياطين الملالي في إيران ما دامت تصب في صالح حربها الصفوية المقدسة ضد أهل السنة ، وهذا رغم الحظر والعقوبات عليها ببيع الأسلحة بسبب تملصها من أي اتفاق يحد من تسليحها النووي ، وما يجري من الذي يدور حوله أي مشروع يكون العراق طرفاً فيه . فقد نقلت وكالة رويترز صلافة وتطاول حثالة السيادة الشيعية التي ساعدتها أمريكا في الحصول على كراسي الحكم في بلد عريق وخطير كالعراق ، فعن المتحدث باسم رئيس الوزراء علي الموسوي قوله ( نحن نشن حربا على الإرهاب ونريد أن نحقق النصر في هذه الحرب. لا شيء يمنعنا من شراء السلاح والذخيرة من أي طرف، فضلا عن أنها مجرد ذخيرة تساعدنا في حربنا على الإرهاب”. وأشارت إلى أن الوثائق تكشف عن توقيع ستة عقود من أصل ثمانية مع هيئة الصناعات الدفاعية الإيرانية لتزويد العراق بأسلحة خفيفية ومتوسطة ومدافع هاون وذخائر دبابات وقذائف مدفعية وهاون. وإتفق على العقدين الأخيرين مع شركة الصناعات الإلكترونية التابعة للدولة في إيران لشراء مناظير ليلية ومعدات إتصال.) . أهـ 

من المعلوم أن العراق لا يحتاج إلى أي اتفاقيات إيرانية أو لقاءات حوارية وخلافات بشأن التسليح لحكومة المليشيات لأنها حرب إيران بالنيابة على أهل السنة بما لم يعد خافياً على أحد ، وخاصة تصريحات كبار المسئولين العسكريين في طهران بأن العراق جزء من إيران وأنه أصبح قاعدة لتمدد الهلال الشيعي الفارسي بفضل أذرعها المبرمجة على الطاعة العمياء بأسم اتباع آل البيت وهم منهم براء . بهذا أصبحت تجهيزات المليشيات العسكرية تفوق ما عند القوات المسلحة النظامية لتنفيذ مهامها ــ المقدسة ما تزعم ــ بإشراف خاص من المجرم الإيراني قاسم سليماني القائد الفعلي للعمليات العسكرية في العراق الذي يصول ويجول في العراق بصحبة الإرهابي هادي العامري ، وباقي كبار منظمتي بدر والعصائب وباقي مافيات التخريب، وهذا ما نشرته وكالات الإعلام من اعتراف كبار الضباط القادة معزز بالصوت والصورة في صلاح الدين وديالى . من العجب أن يصل الذل والتبعية لدولة المليشيات أن تعلن رغبتها في (اقتراض) هذه الأسلحة المتطورة لتفوقها مقارنةً لما عند قواتها النظامية لمواجهة داعش ، والكل في العراق يعلم أن ما تم اقتراضه هي قوات كاملة من حرس ثوري وعتاة الإجرام ، وأخرى عصابات من حزب اللات وغيرها بمسميات طائفية تم تشييع فطائسهم إلى إيران بالصور بعد النكران .

أما التسليح العربي فالغريب أنه ليس في الوجود ولم يخطر على بال ، لا في مسألة الحرب على داعش ولا في تسليح سنة العراق للتخلص من المليشيات ! ولا حتى في عاصفة تغلق بوابة الشرق عن الخليج وباقي العرب ، فلا نزال في حيرة عندما تُفجر مئات الأطنان من معسكرات الحوثيين في اليمن بينما سنة العراق الجاري إبادتهم منذ عقد من الزمن في أمس الحاجة لها للتحرير من قبضة إيران وأمريكا التي تصب في صالح العرب ، ويبدو أن المنطقة تسير بشروط أمريكية بحتة للأسف .

تسليح سعودي / بحسب وكالات أخبارية نصه ، قدّمت السعودية هبة قيمتها (مليار دولار) لدعم الجيش اللبناني تسلّمها رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري في أغسطس الماضي 2014، وجرت مباحثات لصرف هذه الهبة لشراء طائرات مروحية ودفاعات جوية روسية ولشراء أسلحة من الولايات المتحدة التي كانت قد سلمت إلى الجيش اللبناني 480 صاروخاً محمولاً على الكتف وأكثر من 500 بندقية من نوع "إم16-إيه4" M16A4 وعدداً من مدافع الهاون.
أي ذهب لتسليح حكومة تابعة لإيران وجيش مخترق من قبل حزب اللات الذي يستهدف الشقيقة سوريا . إنها أرقام خيالية وتكديس أسلحة والمنطقة من استعمار إلى آخر أشد بلاء !


تسليح بعد الأقليم لقد بات واضحاً أن ما جرى في محافظة صلاح الدين من جرائم الحشد والقوات النظامية بحق أهل السنة من حرق وسلب وتهجير واستفزاز طائفي ، وما تنويه الحكومة من إعادة السيناريو في الأنبار بدون أي نية لقيام اتفاقية الحرس الوطني، أو تسليح السنة ومهاترات نقاشات مجلس الدواب هو مسألة وقت، حتى تتمكن الدولة من الضربة الأخيرة بسلاح جوي مميت لا سامح الله ، وهذا ما أعلنته ألسنة الأعداء وعملاءهم السنة إذ يجري تسابق مع الزمن وتسارع إبادة لأهل السنة وصولاً إلى مكة الهدف ، وقد فهمته الشيعة ، ولكن ما زال أهل السنة ينظرون تحت أقدامهم فقط ويسيرون داخل أزمات يصنعها الأعداء !.. 

إذن إنها كذبة أمريكية ، وجس نبض للحكومة الشيعية حول مدى الطاعة لأمريكا منها لإيران كمن يلوح بالعصا والجزرة ، بعد أن وصلت عنجهية حكومة المليشيات أن تجري صفقات تسليح إيرانية مع صفقات مع روسيا وأوكرانيا ناسية فضل سيدتها التي نصبتها بظهور دباباتها على كراسي القرار ، ومن باب أولى أن تحتكر كل الصفقات بما تنعش به جيوب أباطرة اللوبي الصهيوني ومصانعهم .
لا يعدو المشروع إلا استفزاز للمنطقة الخضراء بإمكانية إعادة النظر حول العدو المشترك عنصر الجهاد ــ وهم المكون السني ــ فربما يؤدي هذا لتخفيف التغول الإيراني ومليشياته ضد أهل السنة التي تمددت في المنطقة حتى كادت تسحب البساط من تحت أوباما . هذا هو تفسير الشرط الأمريكي لحكومة بغداد أن تكبح جماح المليشيات قليلاً فقد أحرجت الديمقراطية وعرت الكذبة ، وإلا صار المبلغ بكامله للمكون السني .
إن أمريكا تعلم تماماً أن لا حكومة في العراق إلا حكومة المليشيات ولا سيادة لرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء الذي يحمل بكل سخافة لقب ( القائد العام للقوات المسلحة ) ، ولكن كل شيء يمكن التغاضي عنه ما دامت دماء سنة العراق (ورقة) على طاولة المفاوضات بينها وبين إيران من أجل السلاح النووي الإيراني،ومع ظهور التمدد البحري الفارسي في معابر استراتيجية في المنطقة تنافس السطوة الأمريكية وأساطيلها في الخليج .  

اليوم بات الحديث عن التسليح غير هام ومن الماضي ، حيث نشهد خارطة جديدة من داخل البيت الأسود لإنشاء الأقاليم في العراق ، وقد هرع مسعود البرزاني الناشط في مجال الدولة الانفصالية لكردستان لإقناع الكونغرس بالتقسيم بدل الأقليم الذي صُمم أصلاً وفق الدستور لهم بغزو آثم .
أما ما تم من ( استدعاء) سياسيين سنة عرب مع محافظ نينوى السابق بعيداً عن سياقات الحكومة وبروتوكولات السيادة فقد بات واضحاً أن لا شأن له بالتسليح بل بجس النبض لمدى جدية هؤلاء في قيادتهم لأقليم سني ومكون قوي ساخط ينتفض وينتظر القيادة المناسبة ثم تسليح جاد يتناسب مع مكانة أهل السنة كدولة ، وإلا سيكون الرجوع بخفي حنين ، وهذا ما نخشاه .

المهم أن يفهم سنة العراق وكل مجاهد أن مسألة الخلاص من تغول الشيعة وشركياتهم لا تكون إلا بالتقسيم عبر اعتراف دولي واسع ، ولا يمكن أن يكون التحرير المؤدي لحكم العراق بأكمله بإرغام مكونه الشيعي وهو يرفض عودة تمكين السنة ، ولا يمكن أن نشهد مجازر وحرق لمحافظات أهل السنة وملاحقة أبناءه كنازحين غير مرغوب بهم وحواضن إرهاب بلا مشروع سريع قانوني ، ولا يمكن مع هذا التحرير المنشود إن شاء الله وتمكن السنة من الحكم بعيداً عن الأجندات وشركيات إيران أن نحظى براحة دون أقاليم تفصل عقول شيعية خربة همها الثأر وتربية أجيال جند الإمام الموهوم .

هذا ما آلت عليه سنة العراق بغياب العرب والشر قد أقترب .
نسأل الله العون وهو المستعان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق