خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم / آملة البغدادية
نشرت وكالة الأخبار العراقية الوطنية بامتياز جرائم الجيش الشيعي الذي يقوم بالتعذيب الوحشي لأول مرة أمام الكاميرات الواضحة في الصورة كأنها حلبة للمصارعة غير المتكافئة كمهرجان للانتصار الجبان والمقابل مكبل ومكفوف الأعين . لقد أصبح التعذيب لأهل السنة في العراء بعد أن كان في أقبية السجون ومقرات الجيش والشرطة ، ولم تكتف بهذا المليشيات الحكومية بل وصل الحد إلى سمل العيون والتمثيل بالجثث بعد الغدر بهم بقصد الترهيب وإرسال رسالة تحذير لأهل السنة قاطبة بالقبول بالموت أو التشيع أو الامتهان كأحواز جديدة ــ فرج الله عن أخواننا في الاحواز المنسية ـ يلغى فيها كل معتقداتنا وتاريخنا . وانتشرت عبارة جيش المالكي هذا الأمعة إذ ليس هو من شكلّه ولا وضع له شروطه بل هو نهج صفوي بإرادة إيرانية وموافقة أمريكية وطاعة شيعية كاملة علماء وعامة منذ حلّ الجيش السابق ، وإن هذا الجيش المسخ الذي يقتات على المخدرات ومنظر الدماء لا يخرج هو ومن يديره من وصف "سلطات احتلال" . لطالما قرأنا عبارات مؤلمة تغييبية ومحرفة للحق ومن شكلها هذا الخبر بعنوان: "جيش المالكي في الانبار يعذب المواطنين بحفر أجسامهم بالدريل وفقع أعينهم كنوع من أنواع الإرهاب والقمع لأهالي الانبار" ، والخبر مليئ من هذه العبارات : بحق أهالي الانبار والثورة العراقية وتصفيات عرقية بحق الشعب العراقي وألخ .
لقد تعودنا من المنادين بالمصالحة والأخوة السنية الشيعية أن يصدروا الإحصائيات لأعداد السنة من الذين تم اغتيالهم، ومن الذين تم أعتقالهم وتهجيرهم دون التصريح بهويتهم كسنة ولا ذكر بأن العقيدة الدينية سبب الاختلاف والعنف، وأن التشيع يؤمن بالشرك بالله والغلو في الأئمة ، وأنه يستند إلى تكفير المخالف بحجة عدم ولايتهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حسب المقاس المجوسي ، وأن اللعنة والبراء من الخلفاء الثلاثة السابقين رضوان الله عليهم أجمعين أصل الولاء والإيمان ولا يتم إلا به بسبب غصب الخلافة بدون حق ، وأن أهل السنة وجب قتلهم ونهب أموالهم وأسر نساءهم وتهديم مساجدهم لأنها مساجد ضرار . ومن يريد الدليل فكتبهم ملأى وأحداها كتاب : أوائل المقالات " للمفيد حول القول في المتقدمين على أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفيها : واتفقت الإمامية و كثير من الزيدية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين(ع) ضلال فاسقون و أنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عصاة ظالمون و في النار بظلمهم مخلدون . ويقول حسين الدرازي البحراني : أن الأخبار الناهية عن القتل وأخذ الأموال منهم (يقصد اهل السنة) إنما صدرت تقية أو منا كما فعل علي عليه السلام بأهل البصرة . فاستناد شارح المفاتيح في احترام أموالهم إلى تلك الأخبار غفلة واضحة لإعلانها بالمن كما عرفت . وأين هو عن الأخبار التي جاءت في خصوص تلك الإباحة مثل قولهم عليهم السلام في المستفيض : خذ مال الناصب أينما وقعت ادفع لنا الخمس. وأمثاله . والتحقيق في ذلك كله حل أموالهم ودمائهم في زمن الغيبة دون سببهم حيث لم تكن ثمة تقية وإن كل جاء عليهم السلام بالأمر بالكف فسبيله التقية أو خوفا على شيعتهم .انتهى
لا زلنا منذ ثلاث أشهر نستمع لخطب وبيانات وقنوات الهيئة التي ترفض حل الأقليم بينما لم يفتي شيخها "حارث الضاري" بالجهاد طوال فترة الغزو، ولم يتقدم أي معارض للأقليم بأي حل يمكن أن يوقف سيل الانتهاكات بحق أهل السنة في العراق ، والمحزن أكثر أنها احجمت عن ذكر الهوية السنية واكتفت بعبارات تعودناها من الخجلين من هويتهم والمنادين بالتراب فوق الدين بأن سبب الدمار في العراق هو الاختلاف بين السياسيين ! ، وكأن الديمقراطية تخلو من أي خلاف في تطبيقها ، مع أننا لا نعتقد بوجود الديمقراطية في ظل تعدد الآراء ووجود الأحزاب . ففي مقابلة مع الشيخ حارث الضاري مع قناة الجزيرة قبل التوقيع على الاتفاقية الامنية قوله : أن الاقتتال الطائفي لن يعود إلى العراق، مشيرا إلى أنه لم يكن في الواقع "اقتتالا مذهبيا" بين السنة والشيعة، بل كان في حقيقته اقتتالا سياسيا وفتنة تقف وراءها الأطراف السياسية الحاكمة". !!!
لا يجوز للهيئة ومن تبع مذهبها أن يتم الجهر بحقيقة التشيع وإلا كانوا طائفيين يحرضون على الفتنة وضد الوحدة بين المسلمين ! . أهم مسلمون ؟ وألم تقع الفتنة بعد كل هذا ؟!. ولو كانوا كذلك لم ترك دينهم المرجع الشيخ حسين المؤيدوالذي كان يرافق الشيخ الضاري في كل مؤتمراته في الأردن ؟ ! .
نقول للإعلام الوطني ومن ينتهج نهجه من أكبر عالم كالسعدي والضاري، ومن تراجع عن الأقليم كالشيخ الرفاعي : نحن أهل السنة من وقع عليهم كل ممارسات الصفوية، فكفوا عن إيلامنا وتنحوا من أمامنا فما عدنا نطيق تكبيلكم لأيدينا ومنعنا من الحرية، والله المستعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق