خاص / مشروع عراق الفاروق
بقلم/آملة البغدادية
تطل علينا اليوم ذكرى اليوم الأسود الذي دخلت فيه القوات الغاشمة بقيادة أمريكا ربيبة إسرائيل إلى بغداد الخليفة أبي جعفر المنصور وحاضرة الخليفة الرشيد رضي الله عنهما . اليوم 9/ 4 ككل عام ينعصر القلب بغصة تدنيس العراق بخيانة الشيعة وغباء السنة . اليوم ككل عام تغيب هذه الذكرى المؤلمة عن أكبر الصحف والمواقع العراقية التي جعلت منه يوم عيد وفرح بدل يوم المصائب والزمن الأسود .
في الذكرى العاشرة لاحتلال العراق ككل عام تخرج الكذبة الخونة للشارع بدواعي الشرف والوطنية ، من هذه الأكاذيب ما ينعق به التيار الصدري بأنهم يمقتون الاحتلال، وأن التحرير بات وشيكاً على أيديهم، والكل يعلم أنها فعاليات مسرحية للدعاية لا غير، والغرض منها كسب الشيعة ممن يدعي بالوطنية لحصد الاصوات الانتخابية، والصورة المرفقة من موقع قناة الجزيرة حول تظاهرة للصدريين دعى لها مقتدى الصدر عام 2009 في ذكرى احتلال العراق بعنوان "الصدر يحشد الآلاف في ذكرى سقوط بغداد ويطالب بتحرير البلاد" ، والاحتلال المقصود طبعاً أمريكي فقط لا أمريكي إيراني، والمضحك أن الخبر جاء في وقت تجميد جيش المهدي _المفترض_ وفيه ضرورة تحرير العراق وانتهى بعناق الشرطة والجيش، والخبر يقول : "ودعا الصدر في رسالة قرأها أسد الناصري، وهو مساعد في الحركة الصدرية، الله الى توحيد العراقيين وإعادة ثرواتهم والافراج عن السجناء وعودة السيادة الى البلاد وتخليصه من المحتل ومنعه من الاستيلاء على النفط. كما دعا الله بأن يجعل العراقيين هم من يحررون أرضهم. وطالب الناصري المتظاهرين بأن يصافح بعضهم بعضاً وأن يصافحوا رجال الشرطة والجنود الذين كانوا يراقبون المسيرة واصطفت طوابير طويلة لعناق الشرطة والقوات ومصافحتهم." . انتهى . ! . هل سيخرجون اليوم بتظاهرة مماثلة تطالب بتحرير العراق من براثن إيران وفيلق القدس المتواجد على أرض العراق ؟ ! سؤال تهكمي ليس استفهامي بالطبع .
هذه هي النفوس التي تتحكم بالعراق منذ الغزو الغاشم التي جعلت يوم الغزو يوم عطلة رسمية ابتهاجاً ، والكل يعلم أن من عاون المحتل هم الشيعة ومن حلّ الجيش العراقي هم الشيعة، ومن شكل بدله جيش ذليل بيد إيران المحتلة هم من الشيعة ، ومن يحارب أهل السنة مع مليشيات إيران في الرمادي والفلوجة هم التيار الصدري ذاته، فعن أي تظاهرات يتكلمون ؟ .
ما الذي تغير في هذه الذكرى الحادية عشر ؟
تغير الكثير بل في هذا العام شهدت المحافظات السنية تفجير للأوضاع وثورة مسلحة خاصة في الأنبار في أكبر مدينتين الرمادي وفلوجة العز ، حيث صال الغيارى وكبدوا الجيش الصفوي خسائر فادحة وغنموا الكثير مما بات كبار المسئولين يصرحون بإمكانية وصولهم إلى بغداد، ومع أخبار تتابع صفوف التوابيت العفنة إلى الجنوب وإخفاء أضعافها في المعسكرات في فترة تشهد انتخابات على الأبواب ، تتصاعد وتيرة الهلوسات واللافتات المقيتة والمقالات الطائفية الناظرة بمنظار صفوي مجوسي يبغض سادة العالم، حتى أحالت المالكي من بائع سبح إلى "مختار العصر" ثم "عباس العصر " إثر قطع المياه من سدة الفلوجة من قبل الثوار، ولا يوجد ذكر لاضطرارهم غلق السدة بعد قطع الحكومة لنواظم الرمادي ! ، لا يخفى أن هناك من الشيعة من سخر من هذا التشبيه الأجوف لكنه لا يعدو معارضة سياسية انتخابية غفلت عن الوقائع . إن الذي تغير هذا العام هو رفع التقية في الإعلان كما على الأرض، والدلائل كثيرة وبالصوت والصورة فلا مجال لمن يستحب العمى على الهدى، ومن يدعي الأخوة السنية الشيعية والمناداة بالوطن الواحد . ها هي جحافلهم السوداء تقتل أهل السنة بعنوان "الحرب المقدسة " ، وبرايات ونداءات قواتهم الطائفية " يا زينب ويا زهراء ويا علي " ، وبمباركة المرجعية وبمعونة أمريكية لصالح إسرائيل دوماً حيث تجني ثمارها الأكبر دولة المجوس الصفوية إيران . اليوم وفي هذه الذكرى المؤلمة ، تطالعنا الصحف بعناوين عادية وكأن العراق ينعم بالاستقلالية والتحرير ، فقد نشرت صحيفة "الدعوة" وهي تابعة لحزب الدعوة خبر واحد عنوانه " سياسيون لــ (الدعوة) : سقوط الطاغية في يوم استشهاد الصدر انتصار للعراقيين وحكمة ألهية " . تباً لهم ولبيوتهم التي اعتاشت على التكفير والتزوير وتمجيد المفسدين والعيش في زمن افتراضي .
أما عن مواقعهم، فقد نشر موقع " عراق القانون" وزائريه يتجاوز 6 آلاف يومياً أمس مقالة بعنوان " فعلوها بالامس في صفين وواقعة كربلاء وكذلك اليوم" بقلم الكاتب الصفوي سيف الله علي، والمقالة أضع منها نصوص تبين مدى الخلل في التركيبة التربوية التي حددت مسارات وتوجهات مستقبلية لا تؤدي إلا إلى الخراب : سيف إيران الأثلم يقول : فذلكة تاريخية .. في حرب صفين حيث كانت الاستعدادات للحرب بين معاوية المارق وجيشه من اتباع الدنيا وخروجهم على الخليفة الشرعي الامام علي عليه السلام الذي اتفق عليه الجميع من مهاجرين وانصار وتابعين وليس بالغش كما في السقيفة لبني ساعدة وتعيين ابو بكر فيها والتنصيب من قبل ابو بكر لعمر وليس مثل تنصيب عثمان بطريقة خبيثة شرحتها كتب الباحثين والمدققين بطريقة عمرية !!! حينها وصل الى اسماع الامام علي بأن جيش المارقين قد استولى على نهر الفرات ومنع جيش الامام من الحصول على الماء وبعد مناشدات بين العسكرين بأن يجعلون الماء للجميع وليس الى قوة دون اخرى لكن الجيش الاموي المارق وهذا الوصف اطلقه رسول الله على من يعادي خلفيته الشرعي الامام علي حيث قال له يا علي انك ستقاتل من بعدي (( الناكثين والمارقين والقاسطين )) ومعلوم ان الناكثين هم جيش عائشة وطلحة والزبير على اعتبار انهم بايعوه ثم نكثوا البيعة .. ألخ حتى يقول : فما اشبه امس باليوم حيث احفاد اولائك م الماء عن الامام علي وولده واليوم هؤلاء يمنعون الماء عن اتباع الامام علي وولده !! اليوم نقول لكم يا اتباع ال ابي سفيان ومعاوية ويزيد اننا اتباع الرسول محمد وال بيته الاطهار سوف نصول عليكم بحفيد مالك الاشتر الذي هزمكم على مشرعة الفرات وسوف نجرعكم الموت غصة بعد بغصة لاننا قد تعلمنا من الماضي واخذنا منه الدروس والعبر وهيهات منا الذلة بعد اليوم " . أنتهى ....
لقد مني العراق بحكم المرضى بكل انواع الأمراض الفتاكة الفكرية ، عقد دينية ونفسية متأزمة ، تحريف وتزوير للتاريخ ، تحزب وتعصب ديني ، تكفير وسادية إجرامية ، إدمان على المخدرات وموبقات والفواحش وسرقات تشرعن بأسم الدين ،والقائمة تطول لا تخلو من تصدر الكذب والخداع والغدر كأداة لا بد منها حتى باتت كسلوك اجتماعي معروف، فهذه البيوت قوامها ليس الدين الإسلامي إنما الروايات المكذوبة التي جعلتهم كمن يعيش في فجوة زمنية تربط فجر الإسلام بيومنا هذا ! ، ومهما حاورتهم بالعقل والمنطق رأيت منهم آثار التنويم القديم لا ينفك ، والله المستعان . أن الكاتب الذي نشر صورته وهو في العقد الخامس أو السادس من الجيل الذي عاش في عصر لم تكن الطائفية سمة الحكم إذ قتل الرئيس العراقي صدام حسين "رحمه الله" الآلاف من العراقيين كافة ، إلا أنه لم يكن قتل الشيعة بدافع عقائدي كما يفعلون اليوم إنما كان سياسي، كون حزب الدعوة أُدين بعمالة لإيران الشر ضد العراق ، وما نراه منذ عشر أعوام سداد ما فعل بعد الهيمنة الإيرانية عليه، مع أننا لا ننسى ارتكابه جرائم قتل السلفيين رحمهم الله ، وهذا هو خطر العلمانية .
من أهم الأمور التي يجب أن يفهمها الثوارأننا في مرحلة مصيرية، وأن الانتقام حاصل لا محالة من القتلة الصفويين، وأن الله ناصر المؤمنين وسنته على الأرض لا تبديل لها أو تحوير ، وأن المرحلة تتطلب التثبيت في مسك القرار بفدرالية تعين على تكوين جيش التحرير، لا بجماعات توصف بالمتمردين في نظر العالم وإرهابيين . ها هم قادتنا أئمة المساجد والحراك في خطرواغتيال الشيخ محمد جمعة احمد السامرائي خسارة فادحة لا تعوض ، والاعتقالات جارية بلا حماية دستورية من أهالي المنطقة ، فإلى متى ؟ . ليس النصر برفع السلاح وحده إنما الوحدة من شروطه ، ومعرفة العدو من أسباب النصر ، فالشيعة لا ترضى بحكم السنة بعد أن حكمت الشيعة، وإن اختلفوا فيجتمعون على هذا، وهذا ما نخشاه من حرب أهلية شاملة لا تبقي ولا تذر ، ونحن سنة العراق إذ نشد على إيدي الثوار وندعو لهم بالتمكين، ما نزال نهيب بهم العمل على جبهتين السياسية والعسكرية خشية فقدان أكبر جيش سني له إمكانية نواة جيش المستقبل بإذن الله . والله المستعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق