الأربعاء، 2 يوليو 2014

حقيقة استهداف المرجع الصرخي وأنصاره ثورة عراقية أم ثأر للمرجعية ؟

(لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ) الحشر الآية 14


من هو المرجع محمود الحسني الصرخي الذي لقب نفسه بسيد المحققين ؟
 نقلاً من مواقع أخبارية: تشير بعض المصادر الى ان الصرخي ولد 1964 وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الكاظمية ثم درس الهندسة المدنية في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1987، وبعدها اتجه للدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف في العام1993، وأصبح أحد طلاب واتباع محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر)، ثم طالب بالاعلمية وله عدد غير معروف من الاتباع.

ويعتبر المرجع محمود الصرخي من مراجع الشيعة العرب مع المرجع أحمد البغدادي اليماني الذي يدعي المهدوية ، وكذلك المرجع المهتدي حسين المؤيد ، فهؤلاء مع المرجع الراحل محمد الصدر قد حوربوا وأبعدوا من تزعم الحوزة ومقدرات المراقد في النجف وكربلاء التي تدار برئاسة فارسية كما هو معلوم على مر التاريخ ، حتى أن أول من أصر على تحويل المرجعية إلى جذورها العربية هو الرئيس صدام حسين رحمه الله حين رفع المرجع محمد الصدر وأعلن بداية صلاة الجمعة جماعة بعد أن كانت ملغاة بحسب الاجتهادات الفارسية ، وإلى اليوم تصطدم مفاهيم قم مع بعض مراجع العراق ،فيعتبر المرجع الصرخي من الذي تصدوا للمرجعية الفارسية ، وقد تصاعدت الوتيرة بعد الاحتلال وتسلط إيران وبثها للعنف والتخريب حتى وصل الأمر إلى فتوى السيستاني الشهيرة بالجهاد الكفائي التي فتحت الباب واسعاً للتطوع وعسكرة المجتمع لبدء حرب أهلية شاملة لا تبقي ولا تذر .
إن المرجع الحسن الصرخي مع مواقفه الوطنية المساندة لحق الدفاع عن النفس في المحافظات السنية بخطابات مرئية إلا أنه لا يزال في موقف مضطرب بموجب عقيدته ذاتها التي تتحد مع مراجع الضلالة الأثني عشرية في تكفير المخالف وتحلة دماءه وعرضه وماله ، وهذا يشمل عقيدة البراء من الخلفاء الراشدين السابقين لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .   
ما الذي حدث عشية 1/7 ؟ اندلعت مواجهات بين القوات الحكومية وأنصار المرجع التي تواجدت أمام براني المرجع في كربلاء في منطقة (سيف سعد) ، ومن وكالات الأنباء تواصلت مستجدات المواجهة بين الحكومة الصفوية وأنصار المرجع الصرخي ،ونقلاً عن عدة مصادر تؤكد استعمال العنف المفرط من قبل الحكومة باستعمال المروحيات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، حيث اندلعت اشتباكات في مدينتي الديوانية والبصرة بين اتباع المرجع الصرخي والقوات الامنية, وساند الطيران الحكومي القوات الامنية في اشتباكات كربلاء التي امتدت من منطقة سيف سعد حتى بوابة طويريج. كما أفاد مصدر في شرطة محافظة كربلاء، اليوم الاربعاء، بان قوات الجيش انسحبت من محيط منزل رجل الدين محمود الحسني الصرخي بعد تطويقها منذ يوم امس، وفيما بين ان قوة من مكافحة الارهاب تسلمت المهام من الجيش وفرضت طوقا امنيا على حي سيف سعد الذي يقع فيه منزل الصرخي ، اشار الى وجود انباء عن مفاوضات مع الصرخي لحل الازمة. من جهة أخرى أشار المصدر الى ان القوات الامنية في بابل قامت بنصب عدد من النقاط لتفتيش على الطريق المؤدي الى كربلاء وتقوم بتفتيش العجلات المارة واعتقال كل شخص مشتبه به بأنه من اتباع الصرخي . هذا وانتشرت أنباء تفيد باعتقال المرجع الصرخي بينما نفى مكتبه في اتصال مع قناة التغيير الفضائية هذا الخبر، وأكد أن المرجع غادر كربلاء إلى محافظة أخرى . كما اكد مكتب المرجع الصرخي ان قوات سوات احرقت منزل و مكتب ومسجد السيد الصرخي واعتقلت المئات من اتباعه.
من الجدير بالذكر أن معظم المراجع ورجال الحوزة باتوا يغادرون أماكن سكناهم وتواجدهم الذي يحتم عليهم البقاء كمرشدي أنصار آل البيت في معركتهم المقدسة كما يسموها ، بينما تتكرر حالات الفرار إلى إيران ، ومن هؤلاء كبير المجرمين (واثق البطاط) ووكيل مكتب السيستاني ( عبد الهادي الكربلائي ) مؤخراً بعد المواجهات بين القوات الحكومية ومليشياتها وأنصار المرجع الصرخي في المدينة ، هذا عدا أمعات الحوزات مما تم تداوله في صفحات التواصل الاجتماعي قبل فترة طويلة ، وهذا ليس بمستغرب فهم أجبن ملة وأفحش قوم عرفته البشرية . إن ما ننتظره نهاية المرجع الكبر في التخريب علي السيستاني عندما يتم سحله في الطرقات والله منجز وعده .



ما أسباب النزاع المسلح ؟ 
لا يخفى أن مواقف المرجع الصرخي وخطاباته المتعددة قد شكلت حافزاً مقلقاً لإيران قبل المالكي ، فقد تصاعدت الاعتراضات مع تصاعد العنف الذي استعمل فيه البراميل المتفجرة مستهدفة أماكن مدنية ومستشفيات ، ومما لا يخفى ما يمر به العراق من مرحلة فاصلة عجزت جميع الكتل السياسية على اتفاق في الرؤى في كيفية استقراره مع قرب تقدم الثوار من بغداد لتحريرها ، بينما في نفس الوقت ليست هي الدافع الوحيد حيث أن حرب المرجعيات ما زالت مستعرة في الخفاء على السلطة والمال المتمثل بالخمس الذي لا يدخل ضمن الموازنة للدولة ولا يعرف أين يصرف إلا من قبل السيستاني وبأوامر إيران وأكثره لطلبة الحوزة الأجانب الوافدين إلى النجف مع بناء مؤسسات أخرى خارج العراق مستثنين حاجة البلد الأولى بها . إن ما يتم نشره في هذا الخصوص في موقع الحسن الصرخي واضح بإسهاب منذ فترة تزيد على العام حيث جاءت فقرة البيانات بعنوان ( بين احتلال وافتراء) واضحة حول العداء مع مرجعية السيستاني التي أشاعت أطراف لأحقية الصرخي ومطالبته في قيادة الحوزة العباسية كمقر وإدارة الخمس ، وقد تم تفنيدها بقوله في نص مستقطع :  ما هو رأي سماحتكم فيما أشيع خلال اليومين السابقين من الإشاعات في الشارع الكربلائي بأن سماحتكم أو مقلديكم يرومون أداء صلاة الجمعة في العتبة الحسينية المقدسة وبالقوة (ما يسمى باحتلال العتبة الحسينية)، كذلك رأي سماحتكم فيما يشاع حول تقاسمكم صلاة الجمعة مع وكيل مرجعية السيد السيستاني جمعة لكم وجمعة لهم في العتبة الحسينية المقدسة وتشترطون أيضاً تقاسم الأموال. الجواب : أعزائي سألني العديد منكم وطلب رأيي وموقفي من قضية ما يُجبى من أموالٍ طائلةٍ من العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة والتي تسلط عليها وسرقها البعض ومنذ سنوات طِوال وأنا أخبرت البعض بأن الكلام في مثل هذا الموضوع يعني إثارة المتسلط الأفعى بل الحوت وسيصعّد من الإثارة والعداء والتأجيج والكذب والافتراء وربما يكون ما حصل من إشاعات يرجع إلى ما وصله من كلام معكم كإجابةٍ على ما صدر من استفهامات وتلخص الجواب بالمعنى الذي يرجع إلى أنه لا بد أن يرجع الأمر إلى تشكيل لجنة مشتركة من الدولة وحكومتها من ممثلين عن وزارات عديدة كوزارة العدل ووزارة العمل ووزارة الهجرة والمهجرين ووزارة السياحة وغيرها من وزارات ودوائر ذات العلاقة ومن ممثلي أهالي كربلاء من قضاة ومحامين وأساتذة جامعيين وشيوخ عشائر ووجهاء مجتمع ظاهرهم الخير والصلاح والصدق والأمان والعطف والحنان على أهل العراق خاصة الأيتام والأرامل والمرضى والفقراء كي يصل إليهم ما يستحقون من أموال المراقد المقدسة.) أهـ 

مهما تكن الحقيقة فإن المهم في الأمر أن الاختلاف بين مراجع الشيعة خاصة على فتوى هامة كالجهاد الذي منع وقت التواجد الأمريكي وشُرع على أهل السنة يدل على عدم حجية هذا الدين وبطلانه ، وهذا يجرنا إلى غرابة إعلان الجهاد من قبل المرجع الصرخي من جانبه أمام اعتداء القوات الأمنية على شخصه ومسجده وأنصاره بعنوان ( دفاعاً عن المرجعية) ! .
 أليس فيهم رجلٌ رشيد يفقه أن الجهاد أصله النية ؟ جهاد أهل السنة أمام المحتل الأمريكي والإيراني معلياً كلمة (الله أكبر) نصرةً لدينه لا لعالم دين أو إمام أو سياسي هو الجهاد لا غير ومن رفع السلاح لغير نصرة دين أو جهاد الدفع عن نفس ومال فهو ثأر وعصبية أو استحواذ على أرض بغير حق ليس فيها جهاد لا من قريب ولا من بعيد لأن الاقتصاص من حق ولي الأمر والقضاء لا سواهم .  
إن تطور المشهد في جنوب العراق وخاصة في محافظة مقدسة عندهم تصل إلى استبدال الجيش في تطويق مكتب وبراني المرجع بقوات مكافحة الإرهاب لهو مؤشر ملفت للنظر ، ويعني أن المسألة ربما تتطور لاعتبار المرجع محمود حسن الصرخي متهم بقانون 4 إرهاب لا سيما وأن هناك من بدأ يصفه ومجموعته ب(داعش الجنوب) ، ولا يخفى أن هناك ملاحقات عديدة لآتباع الصرخي بحجج سابقة كظاهرة الإيمو وغيرها مع اتباع اليماني في محافظة الديوانية بصورة خاصة، وقد كتبت مقالاً بهذا الخصوص * . إن هذا التصعيد في خطوة مسلحة تدل على أن كل من يعارض استراتيجية إيران عبر دميتها المالكي سيقع تحت دائرة واحدة وهي الإرهاب ، وكل من يحمل السلاح لإنهاء الظلم الذي فاق حده سيتهم باتباعه لداعش، ولا يستثنى أحد لأن المسألة باتت مسألة وجود لهذه الأحزاب الدموية ونهاية النفق ومن بعده النفايات، ومع هذا لن تقف إيران مكتوفة الأيدي فكالعادة ستبلغ المراجع بضرورة الإسراع ووقف النزاع وتمكين المالكي والمرجعية الفارسية للمصلحة العليا للمذهب ، وهنا يكمن الخطر الحقيقي في ولاء الشيعة الحق سواء بقناعات أو إضطرار ومبرر فالأمر سيان، ومن هنا كانت اعتراضاتنا على أهلية حكم الشيعة لتبعيتهم وعدم استقلاليتهم بحكم التقليد في عقيدتهم والطاعة في سياستهم التي جبلوا عليها لأوامر المرجع الذي ما أن يقرب من السياسة حتى يصار صاحب مساومات بورقة وحيدة هي أهل السنة شاء أم أبى .
إن ما يهمنا هو أن لا يتسرب النسيان لما مر به أهل السنة والجماعة من أهوال وإبادة طوال 11 عاماً بلا أي موقف فعلي من مرجعية الصرخي التي لم تحل أي إشكال سواء في هيكلية القوات المسلحة أو استهداف شامل بحجة المسائلة والعدالة أو إيقاف الاعتقالات وضرورة الإفراج عن المعتقلات أو الضغط على القضاء الصفوي لمحاكمة مجرمي مجزرة الحويجة وسارية ديالى، وأخيراً قصف الرمادي والفلوجة واستهداف الجوامع وأئمتها وغيرها المئات ، مما يدعم نظرية الأخوة السنية الشيعية لو كانت حيز التطبيق. هذه الأسطورة التي يتشح بها مؤسسي الفكر الثوري العراقي على غير حقيقته حتى بتنا نسمع تهليلات بأنها إمداد الثورة إلى الجنوب العراقي بعد طول توسلات لسحب أبناءهم أو تفجير ثوراتهم التي تتخطى كهرباء الشمري ومجاري عبعوب الصدري . للأسف هناك من أهل السنة ما لم يفهم ولا يريد أن يفهم لئلا تتزعزع نفوسهم فيفضل الهدوء الزائف فوق بركان يغلي ،فعلى من وعى خطر التشيع وحساسية المرحلة بالنسبة لأهل السنة والجماعة أن لا يدس الداء في طبق الدواء، وأن يفهم أهمية الحكم السني سواء للعراق أو جزءه، والله المستعان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق