الأحد، 21 ديسمبر 2014

"من أسرار الدين الإمامي / الأئمة تنسخ الدين قرآن وسنة "




بقلم /آملة البغدادية
خاص/ مدونة سنة العراق

مقدمة وتصريحات خطيرة :

   لقد أنزل الله تعالى برحمته وعظيم منّه آيات بينات تبين لنا الدين الإسلامي آخر الأديان بوحي منه مطاع ثم أمين على آخر نبي ورسول وهو المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ضّمه في كتاب معجزة وهو ( القرآن العظيم ) وقد تكفل الله بحفظه بالضرورة كدستور باق في الأمة يرجع إليه المسلمون لتلقي العقيدة الصحيحة مؤيدة بالسنة الصحيحة ، فقد قال الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . أبتليت الأمة بفرق عديدة أحدثت البدع ما لم ينزل الله بها من سلطان، ولكن لم تأتِ فرقة بما أتت به الإمامية الأثني عشرية فقد أمتلأت كتبهم بأصول وتشريعات جديدة لا أصل لها في القرآن الكريم نصبت فيه إمام للأمة وكفرت من جحد به بل وحكمت عليه بالخلود في النار بدون تمييز ولا تحديد لعصر ، أي شمل بهذا القانون خير السلف وأولهم أبا بكر الصديق ومن بعده بقية الصحابة رضوان الله عليهم، واستثنى من تلك الآلاف ثلة قليلة لا تتعدى الستة أنفار في ذلك العصر والملايين في العصر الحديث كشيعة إمامية فقط دون عن باقي فرق الشيعة ، وكل ذلك بالتأويل الفاسد لآيات لا تخص إمامة علي ولا آل البيت لا من قريب ولا من بعيد بل لا وجود لأي أحكام شرعية لجاحد الولاية ولا عرف التاريخ أي جاحد وقع الحد عليه من قبل علي ين أبي طالب رضي الله عنه، بل بالعكس قاتل شيعته !.

لست هنا للكلام عن الإمامة والولاية والعصمة وغيرها من أساسيات المذهب كما يدعي الإمامية تبعاً لروايات نسبوها للإمام (جعفر الصادق) رضي الله عنه كإمام لمذهب خامس في حين لا يوجد كتاب لفقه الإمام جعفر ولا للحديث أسوة بباقي المذاهب لأهل السنة والجماعة وأسوة بفرقة الزيدية، بل الكلام هنا عن مقصد وغاية طعن مراجعهم وعلماءهم بالنبي صلى الله عليه وسلم حين أدعوا أنه لم يبلغ كما يجب ولم يتم رسالته على أكمل وجه، كما تجرأ على هذا الخميني في كتابه (كشف الأسرار) وهو (كشف السرائر) بحق حين وصل الأمر أن يتجرأ على الذات الإلهية بحجة رفضه خلافة الصحابة وقد نبذ القرآن قولاً وفعلاً وفيه إثبات إتمام الدين !            
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائدة 3

قال الخميني الهالك : ’’ إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناء شامخا للعبادة والعدالة والتدين ، ثم يقوم بهدمه بنفسه ، ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس ، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه .(1) ، وقوله : "وواضح بأن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر به الله وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه" (2)
ويا لهذا القول العظيم !! هل يعقل ان يكون التشيع أي النصرة لشخص مهما علت مكانته سبباً للطعن بكل مقدسات المسلمين والطعن بخير السلف مع وجود إجماع على عدالة وصلاح الخلفاء والصحابة ؟ أم أن المسألة تعدت النصرة والإصلاح وتعدت رفض غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه إمام ؟

إن المبحث هنا ليس لرد الشبهات أو للكلام عن الأصول والفروع لأن من الممكن ببساطة أن توضع الحجة من القرآن والسنة الصحيحة على بطلان دينهم، خاصة وأن جميع رواياتهم لا تحوي على سند صحيح بل تضم رواة غير معصومين، ويكفي أن تكون هذه المسألة وحدها وقفة تأمل لكل شيعي لتهدم التشيع من أساسه، ولا الكلام هنا والمبحث عن عدالة الصحابة فيكفي العلاقة الطيبة بين آل البيت والصحابة وما بينهم من مصاهرات للرد عليهم، ولكن لا حياة لمن تنادي . الشيء الخطير هنا هو أن التشيع الأثني عشري كما يسموه قد غير ثوابت الدين كله قرآن وسنة ولم يعدا صالحان كمرجع لديهم ، إذ وردت في كتب علماءهم الفرس روايات تتيح للأئمة نسخ القرآن والسنة ، نعم نسخ كامل بلا استثناء .


الأئمة تنسخ الدين قرآن وسنة !

أضع نصوص من بعض كتب الإمامية لا الوحيدة :
قال (المفيد) وهو من أعمدة التشيع الأثني عشري في كتابه (الاختصاص) : عن أبي بصير  قال : سمعت أبا عبد الله يقول : لولا أنا نزداد لأنفدنا – أي نفد ما عندهم من علوم و معارف – فقد تزدادون فأخبره شيئاً ليس عند رسول الله (ص) ؟ فقال : إذا كان ذلك أتى رسول الله (ص) فأخبره . ثم أتى علياً فأخبره ، ثم إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب الأمر )
وقال ( يأتي الملك رسول الله (ص) فيقول : يا محمد ربك يأمرك كذا و كذا ، فيقول انطلق به إلى علي ، فيأتي به علياً ، فيقول : انطلق به إلى الحسن ، فلا يزال هكذا ينطلق به إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا ) (3)

وهنا قول المرجع الأعلى علي السيستاني في كتابه الخطير ( الرافد في علم الأصول) الذي طعن باللغة العربية وعدم كفايتها في تبليغ الدين عند الأئمة فلجأوا إلى الكتمان ! بل جعل اللغة الفارسية المتفوقة عليها وحشر الفلسفة وعلم الكلام بما لا يقبله عقل سليم . قال : 

ا ـ النسخ:وتحدثنا فيه عن امكان صدور النسخ من قبل أهل البيت عليهم السلام للآية القرآنية والحديث النبوي والحديث المعصومي السابق ، وأقسام النسخ من النسخ التبليغي الذي يعني كون الناسخ مودعاً عندهم عليهم السلام من قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكنهم يقومون بتبليغه في وقته ، والنسخ التشريعي وهو عبارة عن صدور النسخ منهم ابتداءاً وهذا يبتني على ثبوت حق التشريع لهم عليهم السلام كما كان ثابتاً للرسول ، صلى الله عليه وآله وسلم وقد طرحنا هذا الموضوع أيضاً ضمن بحث النسخ .  (4)

وهنا قول المظفر في كتابه (عقائد الإمامية ) ، وعلماً أن الكتاب يُدرس في الحوزة، ولاحظ كلمة أستجد !!! 
(وإذا استجد شئ لا بد أن يعلمه من طريق الالهام بالقوة القدسية التي أودعها الله تعالى فيه ، فإن توجه إلى شئ وشاء أن يعلمه على وجهه الحقيقي ، لا يخطأ فيه ولا يشتبه . (ويكمل) فلذلك ، نقول - وهو ممكن في حد ذاته - أن قوة الالهام عند الإمام التي تسمى بالقوة القدسية تبلغ الكمال في أعلى درجاته ، فيكون في صفاء نفسه القدسية على استعداد لتلقي المعلومات في كل وقت وفي كل حالة ، فمتى توجه إلى شئ من الأشياء وأراد معرفته استطاع علمه بتلك القوة القدسية الإلهامية بلا توقف ولا ترتيب مقدمات ولا تلقين معلم . (5)

أين الآية ؟{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، والآية (لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ) يونس 64 .

أما عن السنة النبوية فقد ضربوا بعرض الحائط قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الترمذي : (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم ير اختلافا كثيرا ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد ) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر صحيح (من رغب عن سنتي فليس مني) .

إن العترة الطاهرة لا تخالف القرآن ولا سنة جدهم المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه فكيف يدعون تمسكهم بحديث الثقلين؟ هاهم علماء الإمامية فرقوا بين القرآن والعترة بأمكانية نسخ الآيات ، فهل من عاقل؟
     
بعد أن تم تثبيت أمكانية تغيير الدين بكامله بقي شيء مهم وهو (الغرض) من هذا التغيير، فمن غير المعقول أن يكون الحقد على الإسلام الذي فتح بلاد فارس عنوة والتباكي على دين الزرادشتية هو السبب لهذا الفعل كأنتقام . لا سيما أن هذا الدين الإسلامي هو نفسه الدين الذي أظهره الله وعلا فوق الدين اليهودي في الجزيرة العربية ، ولم يقف اليهود موقف المتفرج بل كان النفاق في انتسابهم له كرد فعل وحاولوا الإيذاء وانفضح شأنهم بآيات تبليغية أعجزت الكثير إلى يومنا هذا . ما أعجب التوافق بين الأثنين ! فقد تآلفت الأهداف وتلاقحت البذرتان عبر قرون في بلاد فارس التي يشكل فيها اليهود نسبة واحترام إلى هذا اليوم وبمخططات وممارسات عديدة بما يشكل بمضمونها (حزب سري) ظاهره الدين بشعار آل البيت وباطنه التخريب والهيمنة .
هذا هو الدافع الوحيد لتشويه الدين الإسلامي وإفساد العقول لأجيال متلاحقة بنشر كتب التشيع الإمامي الفارسي ومعتقداته المحدثة وطقوسه البدعية وشركياته الواضحة .
لعمري أقول يكفي لمن تضمر نفسه المريضة بعقدة الانتقام أن ينتقد كتب المخالفين ويتصيد اختلاف الفقهاء فيه للطعن، ثم بالمقابل ينشر كتبه التي تمجد تاريخه وأفضليته على العرب وعلى الإسلام ثقافياً، كما يفعل في الواقع كتاب الفرس قديماً وحديثاً، ليقع هذا أثره في قلب كل جاهل في الدين والتاريخ الإسلامي وبالطبع كل موالي لإيران من العرب ومن غير العرب ..
فما ضرورة هذه الخطة الشريرة لنسخ دين بكامله ؟

المهدي الغائب حلقة وصل :

لم يغفل مؤسسو هذا الدين وكبيرهم الذي علمهم السحر وهو (محمد بن يعقوب الكليني) ــ صاحب أخطر حزب على الإطلاق والأكثر دموية في تاريخ البشرية وأكثرها حقداً وتخلف ـ أن يضع أساس الانتقال الخطير هذا في كتابه (الكافي) الذي ادعى وجود إمام أخير هو الحجة أبن الإمام (الحسن العسكري) رضي الله عنه كما يسميه في باب منفصل ، ولا يهم إن كان الحسن عقيماً فقد غُلفت القلوب ! يدعي الكليني أن المهدي الغائب قد قرأ كتابه وهو في سن الخامسة من العمر وقال (هو كافي لشيعتنا) ! . أين في القرآن ذكر للمهدي، أم يكفي التأويل للشيعة للتقليد ولا بأس في سرقة آيات محكمة للأنبياء ونسبتها للأئمة ؟ قال الله تعالى في سورة النساء الآية 165 : (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) .

لكن للإمامية قول آخر !!
قال الصدوق وهو أحدهم بضرورة وجود إمام يوجه المسلمين ولا تخلو الأرض من حجة : عن أبى عبد الله " ع " قال: ان الله لا يدع الارض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا أكمله لهم فقال: خذوه كاملا ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم، ولم يفرق بين الحق والباطل.(6)
وهذا القول مخالف لله تعالى في تبيان أن القرآن هو الفرقان بين الحق والباطل بآيات بينات: { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة 185 .

أما البلية فهي أن في الكافي باب كامل بعنوان ( الرد إلى الكتاب والسنة ) وشر البلية ما يضحك . لم يكتفِ سبحانه بالتبيان بل جعل القرآن والسنة الحكم عند النزاع وأخرج أولي الأمر في فض النزاع فكيف سيحل علماء الإمامية هذا الإشكال وقد قالوا بأن أولي الأمر هم الأئمة المعصومون لا غير ؟!
وهذا في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) النساء 59

قال الخميني في ذكرى مولد المهدي 15 شعبان 1400 يطعن ثانية في النبي صلى الله عليه وسلم ولا نجد من يعترض عليه من الإمامية ! : (لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية لم ينجح في ذلك وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر) ويضيف في ذكرى مولد الرضا بتاريخ 9/8/1984 "إني متأسف لأمرين أحدهما أن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا، وحتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستقم نظام الحكم كما ينبغي"أهــ . والغريب في الأمر أنه بهذا قد نسب لنفسه عدم استقامة حكمه !.

أتساءل ما سر اللا مبالاة عند عوام الشيعة الإمامية للكم الهائل في الاختلاف المتواتر في روايات كتب علماء الإمامية بالنسبة لمولده ولهوية والدته؟ وهو ذلك المخلوق غير العادي لديهم وبيده تصريف الكون كباقي الأئمة من قبله، بل هو محور الكون كله كما يزعمون والذي يصفه الإمامية بكفر واضح (بقية الله الأعظم) بناء على روايات مكذوبة من الكافي بلا شك ، وحيث يقول المجلسي عن المهدي الغائب : الإمام الثاني عشر «نور الأنوار» !. وهذا حال كل علماء الإمامية في هذا حيث يقصدون بالنور هو نور الله الذي خلق منه الأئمة قبل الخلق، وبالطبع هذا القول هو مبدأ عقيدة التناسخ والحلول المعتمدة على الفلسفة وعلم الكلام بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير ولا وجود لهذا الخلق في القرآن الكريم دستور الأمة بل ثبت أن الخلق من طين ولا شيء قبل هذا .

إن ضرورة المهدي الغائب لدى الإمامية تعني بالضرورة وجود أحكام جديدة ووجود كتاب جديد وهذا ما يدعونه في مؤلفاتهم، وهذا الكتاب على الناس عسير، بل أن المهدي يحكم بحكم داوود ! وهناك مؤلفات عديدة عن علامات الظهور وأعمال المهدي في قتله للعرب وتهديمه للكعبة والمسجد النبوي الشريفين .
لقد علم من ابتدعه أن لا بد للأمر أن ينكشف فعمد كبراؤهم ومن يعلم حقيقة دينهم إلى الإسراع في تهدئة المنتظرين بشكل شرعي كما يشتهون .أفلا يقرأون ؟

إنتقال صلاحيات المهدي الغائب إلى الفقهاء :

إن الهدف والغرض من هذا الافتراء ونسخ الدين بكامله هو انتقاله إلى مرحلة السيطرة على السلطة والشعب دينياً وسياسياً بعد أن قُطعت السبل للرجوع إلى أهم مصادر الدين الإسلامي وثوابته بغير رجعة ، ففي الكافي نص : ( و أما الحوادث الواقعة فارجعوا إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة الله ) .قال الهمداني الرافضي في شرح هذا القول : ( يتضح من التأمل و التدقيق في الرواية المذكورة ، التي هي الدليل لأساس على نصب الفقهاء في عصر الغيبة أن الفقيه الذي يأخذ روايات الأئمة و يتمكن منها ، يكون في موقعهم ، ليرجع الشيعة إليه في الأمور التي يجب أن يرجعوا فيها إلى الإمام ) .(7)

تتجلى مراحل الانتقال هذا في بدعة سفراء المهدي الغائب طويلاً وأبداً ، ومن المعروف أن السفراء المعنيين كان عددهم عشرون سفيراً كلهم من الفرس، ثم تقلص العدد إلى أربعة فقط أدعوا استلام رسائل من الإمام الحجة في أثناء غيبته ليكونوا بديلاً عنه لتولي أمر الشيعة، والمطلع على كتبهم يعلم النزاع الكبير الذي نشب آنذاك، ناهيك عن إدعاء السفارة لما عداهم بعقيدة التناسخ والحلول الكفرية، * ولا ننسى أن أهم الخلافات كانت على استلام خمس المكاسب من عوام الشيعة .

هل توقف الأمر على انتهاء عصر السفراء ؟ بالطبع لا ، فما زالت القريحة الحاقدة والعقول الداهية منبع لكل جديد .
صرح آية الله العظمى (كما يسموه !) الخميني بصاعقة قلبت الموازين عندهم : ( قد مر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف ، و قد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر ، في طول هذه المدة المديدة هل تبقى أحكام الإسلام معطلة يعمل الناس من خلالها ما يشاؤون ، القوانين التي صدع بها في الإسلام وجهد في نشرها و بيانها و تنفيذها طيلة ثلاثة وعشرين عاماً ، هل كان ذلك لمدة محدودة ؟ هل حدد الله عمر الشريعة بمائتي عام مثلاً ؟ و هل ينبغي أن يخسر الإسلام بعد عصر الغيبة الصغرى كل شئ ؟ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الاعتقاد بأن الإسلام منسوخ ... ) (8) . 
لاحظ كيف عبر بلفظ النسخ للإسلام !
وقال : ( إن المقياس في فهم الروايات آخذ بظواهر ألفاظها ، هو العرف و الفهم المتعارف … و إذا رجعنا إلى العرف في فهـم عبـارة ( العلمـاء ورثة الأنبياء ) و سألنا العرف : هـل أن هذه العبارة تعني الفقيه بمنزلة موسى و عيسى عليهما السلام ؟ لأجاب : نعم ! ؟ لأن هذه الرواية تجعل العلماء بمنزلة الأنبياء ، و بما أن موسى و عيسى عليهما السلام من الأنبياء ، فالعلماء بمنزلة موسى و عيسى عليهما السلام ، و إذا سألنا العرف : هل أن الفقيه وارث رسول الله (ص) ؟ لأجاب : نعم ... فورود كلمة الأنبياء بصيغة الجميع ، إنما يقصد به كل الأنبياء ... حتى لو نزلنا العلماء منزلة الأنبياء بوصفهم أنبياء ، فإنه ينبغي إعطاء جميع أحكام المشبه بهم للمشبه ). (9)

وهكذا وضع قانوناً جديداً منح بموجبه جميع صلاحيات الإمام المعصوم للفقيه ، وهذا غيض من فيض هذا الدين المتجدد باستمرار والذي تعالى خطره عندما ظهر نفوذ الخميني عام 1968 ولم يكن معروفاً من قبل حيث استطاع بالتقية وبالاعتماد على التسامح والجهل بعقيدتهم للوصول إلى مبتغاه وإلى أعلى سلطة في العراق، وذلك عندما كان في النجف لفترة تقارب الخمس عشر سنة ، أي قبل سفره لاستلام الحكم في إيران بما أسماها (الثورة الإسلامية) ! التي من أول منجزاتها هي الحرب على العراق .

لم يعد خافياً على الكثير في عصر المعلومة السريعة أن يكتشف الباحث بسهوله على فساد هذا الدين ، فقد كتب الكثير من علماءنا الأجلاء عن عقائدهم وفندوا رواياتهم بل صدرت كتب من المهتدين أنفسهم عندما كشفوا الكثير من الأسرار الخافية لعقود ، ومنهم الدكتور الشيعى موسى الموسوى في كتابه الثورة البائسة وفيها كشف حقيقة الخميني وبروتوكولاته الصفوية حين قال : لم أشأ في يوم من الأيام أن أكون ممن يكتبون للتفريق بين الأمة الاسلامية حاشا لله.. لكن الحالة الفارسية بمخططاتها السرية قد أجبرتني أن يكون لي أنا الآخر وقفة صارمة، حتى يحين الوقت ويتحقق ما يؤكد سعي وتخطيط هذه الفئة الكهنوتية الفارسية لتخريب العالم وعندها لا يعد ما كتبته من العبث ولا ما أتهم بسببه بالجنون لأن كل ما سأتناوله من خططهم السرية لا يمت إلى عالم العقلاء الأسوياء بصلة وإنما جميعه من وحي الجنون جنون العظمة الذي أحرق العالم كله مرات عديدة وها هو يستعد لهذه الإنقضاضة الفارسية الأخيرة. أ.هـ

 إن هذا الدين الذي بقي للأسف مهملاً لعقود من قبل الحكومات الإسلامية ومن قبل علماءها في حين أن كتب الدين الفارسي الأثني عشري تختص بطباعتها مطابع قم وبيروت بشكل خاص ومطابع النجف ويجري تسويقها بكل سهولة ، بينما كان الحظر على الكتب التي تنقد عقائدهم وتعري دينهم المبتدع في الوطن العربي بحجة اللافرق واتفاقيات مؤتمرات التقريب بين المذاهب . وما زلنا بانتظار المبادرة لحل هذه المشكلة خاصة بعد رفع التقية وافتضاح أهداف التشيع في الوطن العربي أبتداءاً من العراق بغزو أمريكي إيراني خطير .  إن الطامة الكبرى عندما تجري عمليات غسل دماغ متوارث وبالتلقين منذ الصغر في المجتمعات الشيعية تدعمه الدراسات في الحوزة عند الكبر لمن يريد التخصص في الفقه ، وأما عن غيرهم فالاطلاع على ما تحويه مكتباتهم العديدة من مؤلفات علماءهم التي تركز على المهدي الغائب وكتب الزيارات ومصاب الحسين ومظالم أهل البيت كما يدعوها حتى وصلوا إلى تقديس مراجعهم وعدم الرد عليهم ويعتبرونه شرك بالله !
كيف يمكن التصديق بأقوال لم يقلها الله ولا رسوله صلى الله عليه وعلى آله ؟ أين أصبح الثقلين الكتاب والعترة إذن وهم يحتجون علينا بهذا وبلا دليل لديهم؟ ضاع القرآن بنسخه وضاعت العترة بتولي المراجع وولاية الفقيه فهل فيهم رجل رشيد ؟ أم أن كلام  الخميني عندما قال : ( إن الراد على الفقيه الحاكم يعد  راداً على الإمام ، و الرد على الإمام رد على الله ، و الرد على الله يقع في حد الشرك بالله )(10) أصبح حديثاً نبوياً ؟!! .
 
 ليراجع من يعترض على ما سبق العقائد الجديدة التي أتت بها العلماء من هدم لثوابت الدين وأولها نسبوا (البداء) لله تعالى وجعلوا الصلاة لغيره وجمعوا في أوقاتها والسجود للأئمة في قبورهم واجب ،**
 أما الشرك بهم وتأليههم والقسم بهم فحدث ولا حرج، وادعوا تحريف القرآن بل حرفوه بأنفسهم بآية الولاية وغيرها ، ثم وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنسبوا له التقصير وطعنوا في عرضه بل نسبوا الوحي لفاطمة وكاتبها علي رضي الله عنهما ، ثم وصلوا إلى الصحابة الذين أوصلوا لنا الدين وألفوا الروايات مثل حادثة كسر الضلع وغيرها ووسعوا في الخلافات الصغيرة فأصبحت هوة باعدت بينهم وبين آل البيت رضوان الله عليهم ،
وأما المهدي فقد أوجدوا له عقيدة (الرجعة) بأقسامها الثلاث عند ظهور المهدي ، وأما في الفتاوى فقد تبارت المراجع فيا بينهم بقوانين المتعة والخمس ليخربوا المجتمعات الإسلامية أخلاقياً ، وأدخلوا التقية والوقيعة للمخالف بل حللوا دماءه وعرضه وماله كيف ؟ وبينما النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الأمة أن دماءهم وأموالهم وأعراضهم حرام كحرمة البيت العتيق ، حتى الربا حللوه بين الأب وأبنه ولم تسلم منهم حتى مناسك الحج فجعلوا قبلة الشيعة إلى قبر الحسين وأن الصلاة في كربلاء تعادل ألف ألف حجة !
هل تريدون أكثر ؟ قالوا عن لسان الإمام جعفر الصادق زوراً : أن قضاء حاجة مؤمن أفضل من الحج مائة مرة . !

لم يجتمع الإمامية مع المسلمين في شيء ، ولا حتى في صيامهم مخالفين ظهور الهلال وأيام العيد فهم يصومون ويعيدون وفق أوامر إيران التي تتعمد التأخير حتى في وقوفهم في عرفات وهناك المزيد مما لا يسع إدراجه .

وهكذا تم خلق دين جديد بعباءة إسلامية وعمامة فارسية يبدأ من مراجعهم وينتهي إليهم . هذه هي الخطة والمؤامرة بحق حتى يكون عوام الشيعة بعيدين عن الدين الإسلامي عقائدياً وأدوات تخريب في أوطانهم اجتماعياً ، فهم خدم لا أكثر يمهدون الطريق لحكم الفرس لا العرب برايات الثأر لمظالم آل البيت . 
ترى أين الفطرة ؟ وهل سيرضون بنسخ الدين نظرياً وعملياً بمسمى شيعة آل البيت ؟
حقاً ( إن ديناً يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يُتبع )، فكيف وديننا أثبت نفسه بالقرآن والسنة وكتب مخالفينا ؟
ولله الحمد الذي عافانا مما ابتلاهم .

هام للعقلاء فقط لمن لم يهب عقله للمراجع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
(1) ‘‘ كشف الأسرار – ص 123
(2) كشف الأسرار ص 155طبعة دار عمار في الأردن
(3) الاختصاص للشيخ المفيد ، ص 307.
(4)( الرافد في علم الأصول) المبحث الثاني ( أدوار الفكر الأصولي)
(5) عقائد الإمامية للمظفر ، فصل / عقيدتنا في صفات الإمام وعلمه
(6) علل الشرائع للصددوق (باب 152 - علة إثبات الائمة صلوات الله عليهم)
 .(7) آراء في المرجعية الشيعة ، ص 137-138.
(8)الحكومة الإسلامية ، للخميني ، ج23-24.
(9) الحكومة الإسلامية ص 84ـ  85
(10) في ( كشف الإسرار ) صفحة 207


*******
كتب في / مايس 2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إضافة هامة من كتاب كمال الدين للقمي
يبين بالقياس بين النبي إبراهيم عليه السلام ومهديهم المزعوم
هذه عقيدة التشيع الإمامي صرح بها أكابر علماءكم بأن الدين لم يكتمل 
القمي في كتابه ( كمال الدين وتمام النعمة ) وهو عن المهدي .
يقول في فصل اثبات الغيبة والحكمة فيها :

فأقولـ وبالله التوفيق ـ :
إن الغيبة التي وقعت لصاحب زماننا عليه السلام قد لزمت حكمتها وبان حقها وفلجت حجتها للذي شاهدناه وعرفناه من آثار حكمةالله عزوجل واستقامة تدبيره في حججه المتقدمة في الاعصار السالفة مع أئمة الضلال وتظاهر الطواغيت واستعلاء الفراعنة في الحقب الخالية وما نحن بسبيله في زماننا هذامن تظاهر أئمة الكفر بمعونة أهل الافك والعدوان والبهتان . 
حدثنابه أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثناأحمد بن ـ محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن جرير ،عن عبد الحميد ابن أبى الديلم قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : ياعبد الحميد إن لله رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين . 
وتصديق ذلك من الكتاب قوله تعالى : «ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما» ( 1 ) فكانت حجج الله تعالى كذلك من وقت وفاة آدم عليه السلام إلى وقت ظهور إبراهيم عليه السلام أوصياء مستعلنين ومستخفين ، فلما كان وقت كون إبراهيم عليه السلام ستر الله شخصه وأخفى ولادته ، لان الامكان في ظهور الحجة كان متعذرا في زمانه ، وكان إبراهيم عليه السلام في سلطان نمرود مستترا لامره و كان غير مظهر نفسه ، ونمرود يقتل أولاد رعيته وأهل مملكته فيطلبه إلى أن دلهم إبراهيم عليه السلام على نفسه ، وأظهر لهم أمره بعد أن بلغت الغيبة أمدها ووجب إظهار ما أظهره للذي أراده الله في إثبات حجته وإكمال دينه، أ هـ

!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق