الاثنين، 11 أغسطس 2014

بين تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة وانقلاب المالكي غليان مرتقب

( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) القلم الآية 45



خاص/ سنة العراق

ما ان تم فوز النائب الكردي ( فؤاد معصوم ) بمنصب رئاسة الجمهورية بدلاً من السابق الغائب جلال الطالباني حتى بدأ المالكي بالضغط عليه للموافقة على ترشيحه رئيساً للوزراء بولاية ثالثة بواسطة إعلان كتلته (دولة القانون) بأنها الكتلة الأكبر ضمن الأئتلاف الشيعي لتشكيل الحكومة الجديدة القديمة ، وهذا يعني أن تبقى كل الكوادر الرئاسية في الحزب والوزارات والمناصب الحساسة على ما هي عليه ، إضافة لبقاء الملفات الخطيرة بشأن الفساد قيد الحفظ والصون والاستمرار بما كان ويكون . 
لقد خاض الرئيس الجديد حصاراً وتهديداً من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني نفسه حتى يبقى الطالباني في منصبه الذي يتم بواسطته استمرار سرقة المال العام برواتب خيالية لقاء بطالة دائمة إضافة لتكاليف علاجه المليارية من خزينة الدولة البالغة أكثر من 30 مليار ! . مع كل الضغوط بدأت الكتل بالتجمع في بيت ابراهيم الجعفري لترشيح أسماء متفق عليها تخلف المالكي الذي عاث في الأرض فساداً ــ وكأن السابق واللاحق حاكم عادل يؤمن بالشراكة وجقوق السنة ــ ، وبعد انتهاء المدة المحددة بدون تعيين مرشح من قبل حزب الدعوة والمواطن والاحرار والفضيلة وغيرهم من أطراف التحالف الصفوي تم تمديد المدة باعتبار العيد أيام يمكن الاستعاضة عنها ، وهذا ما استغله المالكي وبطانته من اعتبار معصوم متهم بخرق الدستور ! . ما حدث من تطور هو أن الائتلاف تضارب في إعلانه للمرشح حول ثلاث أسماء من بينهم ( حيدر العبادي) ، وبغضون ساعات شهدت بغداد تطوراً خطيراً وانتشار غير مسبوق لقوات مسلحة عبارة عن مليشيات معروفة ، وقد سبقها مقتدى الصدر بيوم عبر استنفار أفراده بنفير عام في منطقة الصدر شرق بغداد بإشارة واضحة لقيام المالكي بتوتر وتحشيد لصالح جماعته من مرتزقة اعتاشوا على مافيا متخصصة متسلسلة تستند الواحدة على الأخرى إن تساقط حجر واحد منها ، والله المنتقم . 
لقد حصلت عدة محادثات ومساومات مع المالكي من قبل أخوانه في الخيانة والجرم الصفوي أن ينسحب بهدوء مقابل مناصب رئاسية ، وقد تم الكشف عن مساومته باحتمال الانسحاب مقابل عدم تجريمه وإلقاء القبض عليه ، وهذه تكفي كشهادة من قبله على ارتكابه إرهاب متعمد على أوسع نطاق يؤدي إلى حبل المشنقة ، ولكن لا تحرك لمكافحي الإرهاب الدولي ولا أمريكا راعية حقوق الإنسان بزعمها تململت أنسانيتها، وما حركت محكمة العدل الكارتونية لمباشرة عملها بدل البطالة المقنعة وخداع العالم . في ضوء الانشقاق الداخلي لحزب الدعوة وترشح الجعفري بعد سفره إلى إيران لحسم الأمر والكلمة الفصل من الولي الفقيه حاكم العراق الفعلي ، فقد جاء الأمر برفض الولاية الثالثة بعد أن صنعوا من أمعة فقاعة إلى بالون ملتهب يهدد بالويل والثبور إن تم تنحيته من عرش المنطقة الخضراء بما فهمها الشعب بتفجيرات من كل حدب ومقر أمني محوّر ، وقد عادت كما وعد .
عن مواقع أخبارية قالت مصادر شرطية بالعراق إن قوات خاصة موالية للمالكي نشرت في مواقع إستراتيجية في بغداد ليل‭ ‬الأحد بعد إن ألقى كلمة صارمة في التلفزيون أشار فيها إلى إنه لن يرضخ للضغوط الرامية إلى تخليه عن محاولته البقاء لفترة ثالثة في رئاسة الحكومة . وهذا الأمر يعني أن كل ما تم المساومة عليه لم يلق قبولاً عند المالكي ولعائلته من بعده ، وما يجري هو انقلاب عسكري، ويا للأسف على عراق بات في أيدي السفلة من حثالة البشر . 
صحى العراقيون على أنباء تطويق المنطقة الخضراء من قبل القوات الأمنية واشتباكات مع حماية رئيس الجمهورية بسبب عدم اعتبار كتلة دولة القانون هي الكتلة الأكبر، وجرى الأمر على باقي قصور المنطقة الخضراء من ضمنها رئيس البرلمان العميل السني سليم الجبوري التي تضاربت الأنباء عن اغتياله هو وظافر العاني ، ونحن بانتظار الخبر المؤكد . لم يكتف المالكي بهذا بل أوعز إلى كل القوات المسلحة وأجهزتها الأمنية المدنية بالنزول إلى الشارع بلباس مدني في تظاهرة مؤيدة له في ساحة التحرير وسط بغداد . هذا الأمر يدل على عدم حيادية القوات الأمنية وعدم مهنيتها المعلوم بالجبن والإجرام الفاحش بحق أهل السنة الحلقة التي تصب عليها كل المصائب والأزمات بداية ونهاية . نقلاً من مواقع اخبارية كلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم الاثنين مرشح التحالف الوطني (الشيعي) حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة للبلاد حسبما نقل تلفزيون الرسمي الذي نقل لقطات من المراسم، وهنأت الولايات المتحدة الاثنين حيدر العبادي، وقال بريت ماكغورك الدبلوماسي المكلف شؤون العراق وايران في وزارة الخارجية الاميركية على حسابه على تويتر “نهنىء حيدر العبادي على تعيينه وندعوه الى تشكيل حكومة ووضع برنامج ببعد وطني في اسرع وقت ممكن”.
ليحذر الثوار من قرب هجمات أمريكا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما ووزيره جون كيري الواضحة بهذا المضمون ، وقد نشرتها في مقالة ( زيارة جون كيري والحل الأمريكي ) بشرط تشكيل الحكومة الجديدة لتعاون أمريكي مسلح، خاصة ًمع أنباء غلق السفارات وإجلاء عوائلها بظرف ساعات وعلى وجه السرعة.

في أول ظهور للعبادي المشهور (حيدر كبة) ــ بسبب عمله في أنكلترا بعمل أكلة الكبة المعروفة في المطاعم ــ وهو يحمل سلاح في يده وسط حشد من أشكاله ، وأول أمر أصدره هو تحرك الجيش لفض الاعتصام المؤيد للمالكي ، أي استمرار النهج المالكي في إشراك الجيش بمهاترات السياسة ، وما زاد عليه العبادي اقتتال داخلي بين قوات الأمن نسأل الله أن يكون بأسهم فيما بينهم . وتوثيق للتاريخ لقد صرح حيدر العبادي الصفوي عام 2008 عندما كان نكرة لا يُعرف حول إشراك أهل السنة في القوات الجيش الجديد بما يسمون الصحوة أو غيرهم ممن يرغب في التطوع ، وقد رفض الأمر قائلاً : أخشى أن يرتكبوا مجازر بحق الشيعة . هذا هو العبادي الذي لا يعرفه العامة ووعى له من عرف أن التشيع لا ينجب غير متشبع بأفكار الخميني وراضع لنهج أسماعيل الصفوي ولا فرق سوى قناع التقية . أما ناعقات حزب الدعوة فقد نشرت النائبة عن الكتلة البيضاء المنشقة من التيار الصدري (عالية نصيف) عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتهديد فاضح بفتح الأبواب لداعش إن لم يتم ترشيح المالكي لولاية ثالثة ، وهذا يضع ألف علامة تعجب  .
والله المستعان على تعدد الأدوار ووحدة الهدف في بغداد التي دوماً تنزف، وهو ناصر الثوار أهل السنة أصحاب الدين الحنيف والعلم والعمران السمح المسرف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق