بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت في 18/9/2011
في
الثاني عشر من أيلول الجاري تم الهجوم على حافلة مدنية تنقل مسافرين في
محافظة الأنبار ، تم فيها اختطاف 22 مسافر وقتلهم في منطقة الوادي القذر،
70 كم جنوب قضاء النخيب، الذي يبعد 400 كم جنوب غرب الرمادي، في خبر أعلن
في القنوات الفضائية ووكالات الأنباء بشكل ملفت وخطير كون الضحايا من
الطائفة الشيعية عدا أثنان منهم كانوا من أهالي الفلوجة مما سارع على أثره
شيوخ العشائر بتكوين قوة بتفتيش المنطقة وجمع المعلومات ، بينما كانت في
الوقت ذاته قوات قيادة عمليات الأنبار مع طائرات أمريكية تجوب المنطقة ،
والسؤال : ما الذي تتميز به هذه الحادثة عن باقي حوادث الخطف والقتل طوال
سنوات الاحتلال من قبل القوات الخارجة عن القانون سواء من القاعدة أم
المليشيات ؟
إن
المهم هو تداعيات الحادثة التي تعطي صورة واضحة عن حقيقة الهجوم ونواياه ،
حيث قال الخبر المنقول من وكالة الخبار العراقية في يوم 17 /9 :وتطورت
قضية حادثة النخيب بعد أن اعتقلت قوة من مجلس محافظة كربلاء بأمر من مكتب
القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وبالتعاون مع عمليات الأنبار،
ثمانية من أهالي قضاء الرطبة في الأنبار أول أمس الخميس،(15 ايلول الحالي)
وتم اقتيادهم إلى محافظة كربلاء وسط إطلاق نار كثيف احتفالاً بالقبض عليهم،
الأمر الذي أثار حفيظة أهالي الأنبار، فقد اعتبر زعيم صحوة العراق أحمد
أبو ريشة أن العملية غير قانونية وتعتبر "اختطافاً"، فيما أمهل كربلاء 24
ساعة لتسليم "المختطفين"، في وقت تجاهل مجلس كربلاء الأمر.أنتهى الخبر
هذا
التصرف الطائفي الحاقد يدل على عدة أمور : منها أن هناك تعاون بين مجلس
محافظة كربلاء وبين مكتب المالكي ولا يعترض على هذا قادة عمليات الأنبار،
وقد عانت منهم المحافظة الكثير لحملات أعتقالات عشوائية وفشل في وقف
المركبات المحملة بالمتفجرات وغيرها من الخروقات التي طالما طالب مجلس
محافظة الأنبار حل هذا التشكيل المسلح ، ومؤخراً طالب بتشكيل أقليم إن لم
يتم هذا الإجراء سريعاً مع مطالب أخرى .
هذا
هو الأمر الثاني الهام ، وهو أن توقيت الجريمة وتداعياتها يبرز من مطالب
لضم منطقة النخيب إلى محافظة كربلاء ، فقد أُعلن ضمن خبر حادثة النخيب ما
يلي : وعلى
إثر حادث النخيب علق التحالف الوطني الأربعاء (14 أيلول 2011)، على حوادث
العنف التي شهدتها البلاد هذه الأيام ووصفها بـ"الطائفية"، مطالباً
بـ"تجفيف منابع الإرهاب" في العراق وإعادة منطقة النخيب إلى محافظة كربلاء.يذكر
أن مجلس كربلاء طالب مراراً بعودة منطقتي النخيب والرحالية إلى المحافظة
باعتبارهما جزءاً من قضاء عين التمر (85 كم غرب كربلاء)، وذلك إذا ما طبقت
المادة 140 من الدستور العراقي، لافتاً إلى أن المنطقتين أضيفتا إلى محافظة
الأنبار من قبل النظام العراقي السابق.
لا
يخفى أن سرعة تفاعل رئيس عشائر الدليم ( حاتم سليمان ) ورئيس الصحوة (
أحمد أبو ريشة) مع الحدث وتهديد حزب الدعوة ( بقطع يد حزب الدعوة ) إن لم
يتم تسليم المختطفين بغضون 24 ساعة ، وعلى أثرها تم إعلان إطلاق سراحهم
وإسقاط التهم عنهم من قبل القضاء الأعلى لعدم ثبوت الأدلة كونهم متهمين
بالطبع بتهمة الأرهاب وانتماءهم إلى القاعدة ، هذه التهمة الجاهزة تحت اليد
والفعالة للتخلص من قوى أهل السنة .
المؤسف
أن وعي أهل السنة ما زال يتعاطى مع الظرف الآني ولا يربط الماضي بالحاضر
ولا يجعل رصيد ملفات التخريب والهيمنة الصفوية وتوسعها في مناطق أهل السنة
عامل تحليل لما يجري من جرائم متتالية طوال الأعوام الثمانية التي شارفت
على السنة التاسعة بتميز الاحتلالين على حقيقة تعاون مكونات الشعب لطرد
الاحتلال من أرض العراق ، فدعوة قطع يد حزب الدعوة تتلاشى مع إرجاع
المختطفين ودعوة حل فرقة عمليات الأنبار تم التخلي عنها بعد خفوت دعوات
المطالبة بأقليم الأنبار ، ولكن أهداف الأكراد وتصعيد رئيس أقليم كردستان
مسعود البارزاني بضرورة تطبيق الفقرة 140 من الدستور قد تفاقمت مع رئيس
الوزراء المالكي حتى وصلت طريق مسدود ، وهنا تتضح أن عملية مكشوفة كحادثة
خطف وقتل المسافرين هي بداية وخلق سبب للبدء بضم منطقة النخيب لمحافظة
كربلاء إذا ما تم فشل جمود تطبيق الفقرة 140 أو فشل إسكات أهل السنة بإنشاء
أقليم في الأنبار ونينوى أو أقليم الوسط .
ترى هل علم أهل السنة أهداف الحكومات الجديدة الموالية لإيران وأذرعها في المحافظات وطرق خلقها للأزمات ؟
أم ما زالوا يعانون من قصر النظر والتغاضي بأسم ( الشراكة والوحدة الوطنية ) ؟
الجواب في الخبر التالي
أكدت
وزارة الدفاع العراقية أن شيوخ الأنبار وحكومتها المحلية اتفقوا خلال
زيارتهم محافظة كربلاء ومجلس عزاء ضحايا النخيب على محاربة تنظيم القاعدة
وترك الأمر للقضاء العراقي.'
وقال
المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري في حديث صحفي، إن "الوفد
الحكومي الذي زار محافظة الأنبار امس توصل إلى حلول حقيقية، والحادثة لا
تعدو كونها أزمة وعدّت"، مشيرا إلى أن "وزيري الدفاع والأمن الوطني ومدير
مكتب القائد العام للقوات المسلحة وعددا من القادة شرحوا اليوم لمجلس
محافظة الأنبار ووجهائها تفاصيل ما حدث".
يبقى خبر مفاجيء بأن الحافلة كانت متجهة من سوريا إلى الرمادي ومن ضمنهم عائدون إلى الفلوجة بسبب الأحداث الدموية مؤخراً ، وليس من كربلاء إلى سوريا ، وهذا ما قرأته من تصريح أحمد أبو ريشة بعد الحادثة ، فإلى متى يا أهلنا تسوقكم الأحداث ولا تسوقوها ؟
ـــــــــــــــ
http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=44264:2011-09-19-01-13-30&catid=4:2009-05-11-20-54-04&Itemid=5
http://aaalbaghdadya.blogspot.com/2011_09_01_archive.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق