الاثنين، 17 يونيو 2013

بعد تشييع السفارات تشييع السجون في كردستان ، تعاون فدرالي أم تنازل مصلحي ؟


خاص / مشروع عراق الفاروق
بقلم / آملة البغدادية
منذ عشر سنوات وخطوات تشييع العراق مستمرة بخطوات مدروسة من قبل إيران والأحزاب الشيعية في العراق ، وكله بعلم من قبل الولايات المتحدة وبأمر من الحاكم المجرم ( بريمر) ، فقد كان أول من أمر بدمج دائرة إصلاح الكبار التابعة لوزارة العمل بمديرية التسفيرات ومنتسبيها من وزارة الداخلية بوزارة العدل ، فأصبحت دائرة الإصلاح العراقية ومهمتها إدارة السجون في العراق *، ثم ظهرت سيطرة جيش المهدي وباقي لمليشيات على وزارة الداخلية ثم وزارة العدل وأعلى سلطة فيها الفيلي المجرم رئيس مجلس القضاء الأعلى (مدحت المحمود )  ، وهكذا أصبحت السجون العراقية تدار من قبل وزارة الداخلية فعلياً مع وزارة العدل التي اختصت بدوائر الإصلاح المزعومة .

من المفارقات المؤلمة أن سجون كردستان وما تسمى بأقليم كردستان ، والتي كانت وزاراتها من الأكراد حصراً وربما واحد أو أثنان من التركمان ، قد تم تغيير وزير العدل فيها في عام 2012 .

حلَ شيعي فارسي يدعى (شيروان الحيدري) وزيراً للعدل ، وهو ضمن أسماء وزراء حكومة إقليم كوردستان الكابينة السابعة التي تم المصادقة عليها من قبل برلمان إقليم كوردستان بتاريخ يوم الخميس 5 نيسان 2012 ، فقد كان الوزير الكردستاني السابق (رؤوف رشيد عبدالرحمن)، والمرقم بالترتيب الثالث ضمن هيكل وزارة العدل ودوائرها ، والمدرج أسمه في موقع الوزارة الالكتروني ضمن أسماء وزراء حكومة إقليم كوردستان الكابينة السادسة التي تم المصادقة عليها من قبل برلمان إقليم كوردستان بتاريخ 28 تشرين الأول لعام 2009 . من الجدير بالعلم أن الوزير شيروان الحيدري لا يوجد ضمن سيرة هيئة وزارة العدل في الموقع المذكور كما كان للوزير السابق ، بل هناك تغيير خطير فيما يخص كردستان ، حيث أن المعمول به هو فصل القضاة عن وزارة العدل الكردستانية ، وهو قرار متبع منذ النظام السابق إلى هذا اليوم ، وبغرابة !، حيث أن الوزير له كافة الصلاحيات الفعلية الأساسية ، ونقلاً من موقع الوزارة حول المادة التاسعة :

 
اولا/ مسؤولية  جهات وزارة العدل تحدد من قبل الوزارة
ثانيا/ الوزير له الحق في تشكيل جديد للمديريات والاقسام المرتبطة بوزارة العدل وحلها من صلاحياته.
ثالثا/ من الوزير اصدار قرارات يكون فيها تسهيل الاحكام القضائية
وهذا معناه أن جميع أحكام الإعدام وتنفيذها وباقي ما يتخذ من إجراءات خاصة بالسجون ، هي من صلاحية المركز ووزيرها الشيعي حصراً . ولمن يريد التوثيق عليه زيارة موقع العدل الكردستاني ، ولن يجد أي هيئة للسجون وما يتم فيها من تأهيل (مزعوم ) .

نتسائل بشدة عن مدى نفوذ سلطة كردستان على القرارات هناك ، لكن ما معلوم هو حالات التعذيب بيد منتسبيهم الكورد 
إن المتتبع  لبيانات ونشاطات قسم التأهيل في وزارة العدل العراقية سيجد نشاطات مختلفة عبارة عن دورات تأهيلية لنساء ورجال بما يوحى وجود مهنية وإصلاح حقيقي لا تعذيب وتزوير إعلامي لما يجري في الحقيقة ، والمضحك ـ وشر البلية ما يضحك ــ أن نُشر خبر عن دورة تأهيلية للسجناء لتعليم صيانة الأجهزة وأخرى عن محو الأمية ، وهذه المرة بلا صور أو شهادات تخرج ، والخبر يخص سجن ( سوسي ) ! في كردستان ، هكذا في الخبر ، والملفت للنظر أن الخبر لا وجود له في موقع وزارة العدل الكردستانية .
أين حكومة كردستان واستقلالها الفدرالي عن المركز ؟ بعد تشييع السفارات وجعلها بين فكي حزب الدعوة والمجلس الأعلى ، الان سجون كردستان تقع بيد الصفوية ، لمصلحة من ؟ . 
يتم في الفترة لخيرة تنقلات كبيرة للسجناء العرب من سجن بادوش إلى سجن الحوت ، وآخرين سعوديين من سجون بغداد إلى سجن سوسة بعد اتفاقات واتصالات وشكاوى من ذويهم وجهود المحامين ، ولا حماة ودفاع لمعتقلي السنة العراقيين !، والخبر هنا من (واع) :
الجزيرة - محمد الرويلي:
(طمأن رئيس وفد سفارة خادم الحرمين الشريفين إلى إقليم كردستان بمدينة السليمانية بالعراق نائب السفير الوزير المفوض الدكتور حمد الهاجري بعد لقائه بالسجناء السعوديين المحكومين في سجن سوسة بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده تعمل على إعادة كافة السجناء وأن توجيهات وزارة الخارجية وسمو نائبه بالسعي لتذليل ما يواجههم من عقبات وزيارتهم والاطمئنان عليهم ومخاطبة الجهات العراقية المختصة في الحفاظ على كرامتهم وحسن معاملتهم، وبحث سبل الإفراج عنهم حيث جرى بحث تذليل المعوقات والصعوبات التي تواجههم في السجن والالتقاء بالقائمين على السجن لبحث متطلبات واحتياجات السجناء.
وقال الهاجري إن اللقاء جرى كل سجينين على حدة لنتمكن من مناقشتهم وسماع شكواهم ونقل همومهم كما جرى بعد ذلك لقاء مدير السجن الأستاذ مؤمن أبو بكر والذي تقبل الملاحظات بصدر رحب ووعد بتنفيذ الممكن وما يسمح له النظام منها، كما تم تسليم بعض من مطالبات السجناء والتي سترفع إلى وزارة الخارجية. وأضاف الهاجري لقد تمت مقابلة 18سجينا جميع قضاياهم تجاوز حدود. وقال « كان اللقاء مؤثراً خاصة وأنه أول وفد رسمي يزورهم منذ سجنهم وكان يتخلل ذلك العتب والأمل والرجاء». ونفى الهاجري لـ «الجزيرة» وجود أي سجين محكوم بالقصاص أو قضايا إرهابية في سجن سوسة مؤكداً في الوقت نفسه أنه سيتم الترتيب لزيارة سجون بغداد والبصرة عند تحسن الأوضاع هناك.) أنتهى 

لم نجد نحن السنة العرب أي انتفاضة عرق للقادة الأكراد وأولهم مسعود البارزاني ، لا نحو السجناء والسجينات ولا نحو تغيير المناهج الدراسية من قبل الصفويين ، وهذا لا يعني تعاون فدرالي ، بل هو تنازل مصلحي ولو على حساب الدين والهوية من أجل دولة كردستان قريبة . نتسائل : هل سيسعى بجعل الدستور الكردستاني علماني ويحذف منه المصدر الرئيس للتشريع  القرآن الكريم أو الشريعة الإسلامية ؟ . 
المؤلم أن نجد لرئيس الوزراء التركي نخوة إسلامية اتجاه العرب في بلد يغلب عليه الطابع العلماني أكثر مما وجدناها في مسعود البارزاني وجلال الطالباني .


* للاطلاع : دائرة الاصلاح العراقية ...سنوات الفساد والرعب والاصلاح المتعثر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق