خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم / آملة البغدادية
أزمة جديدة تشهدها الجماهير بسبب تصرفات وتصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي حين وجه الطعن لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ووصفه بالجاهل في أمور السياسة ، عندها خرجت تضاهرات واسعة بلافتات طاعنة لنوري المالكي وبشكل حاد من اتباع التيار الصدري في منطقة الصدر والشعلة في بغداد مع أخرى في المحافظات الجنوبية . لقد تعاطى الطرفين الشيعي بشكل " ديمقراطي جداً " لدرجة أن زعيم التيار الصدري خرج في تصريح يشكر الأنصار ويدعوهم لعدم التشنج ، أي منعهم من الاحتكاك مع الحكومة ، هذا حين وصل غضب الصدريين حد إحراق مقرات حزب الدعوة وتمزيق صور المالكي في بغداد ومحافظة البصرة، مع أنباء عن قتل مجموعة من حزب الدعوة بحسب صفحات الفيسبوك . لم يقف التيار الصدري منفرداً ولا بعيداً من قبل قاداته في الحكومة ، فقد خرج معهم محافظ بغداد " علي التميمي " والنائب ورئيس لجنة الأمن والدفاع " المجرم الصفوي " حاكم الزاملي إضافة للنائبة المعارضة " مها الدوري " وشخصيات أخرى . إن هذه الثورة الشيعية لم تنفرد بها جماعة مقتدى الصدر بل وقف معهم المجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم برفضه تصريحات المالكي معتبراً شخص مقتدى رمز من رموز الوطن، هزلت وسقطت ولا حول ولا قوة إلا بالله .
لقد تضمنت الهتافات وبتسجيل مرئي عبارات شجب للمالكي قوية اللهجة مثل " حيوان حيوان نوري المالكي " ، ولافتات بعبارات تصف المالكي بأنه عميل إسرائيل وصدام حسين آخر . ربما تعتبر هذه الهجمة رد فعل مبالغ فيه كأنها مسرحية أو قشة كالتي قصمت ظهر البعير، حيث أن الرفض والشجب تعدى الطبقة الشعبية إلى القوات الأمنية من أتباع الصدر ، وهذه لها دلالة واضحة بأن الأسباب بعيدة عن مجرد تهم بجهل سياسي فقط عندما ترتبط بتزامن مع طوابير من قتلاهم إلى مقبرة النجف وأعداد مفقودة بالآلاف من حربهم على الأنبار وباقي المحافظات السنية . هل سنشهد قريباً الإطاحة بالمالكي ؟ في كل الأحوال لن يأتي من هو أقل طائفية ودموية بل الأشد بأوامر إيرانية . قاتلهم الله جميعاً .
أما بالنسبة لقناة الرافدين التي مارست شتى أنواع التضليل للقضية السنية ، حيث تتمسك بتغييب صفة " أهل السنة " وتحويلها إلى " مكون معين " بحجة رفض الطائفية إلى درجة الظلم الكبير والاجحاف المشين حين وصفت الثورة السنية في الأنبار بأنها ثورة الشعب ضد الحكومة ، ولطالما رفضت هذه القناة المخيبة الغائبة عن الوعي التصريح من قبل المتصلين السنة بهويتهم بحجة نبذ الطائفية . أما اليوم حين جرح شخص مقتدى الصدر معنوياً ومست مشاعر تياره الشيعي تحولت القناة بدرجة 180 بسرعة البرق وأصبحت تنقل الحدث بمسمياته ، حيث نقلت التضاهرات بمسمى التيار الصدري وليس الشعب ، ووصفت تظاهراتهم ضد " حزب الدعوة " وليس الحكومة .
نتساءل نحن أهل السنة : لماذا يا قناة الرافدين ؟ أين وطنيتك الآن ؟ .
لم ينتهي الأمر إلى هذا بل تم استضافة "محمد الزيداوي" رئيس مجلس اعيان البصرة باتصال هاتفي لشرح ما يجري ، وقد بدأ حديثه برد تحية المذيعة الإسلامية " زكية العطار " بلفظ "وعليكم" ، وهذا الرد معلوم الغاية لكل من فهم النفسية الشيعية ، إذ لا يتوافق مع دعوات السلام والتحية بمثلها أو أحسن منها لأهل السنة ، ومن جهة أخرى لا يعلم الطرف الآخر بقية الجملة وعليكم ماذا تحية أم لعائن ؟ وهو ما لم يٌلاحظ من قبل المذيعة والقناة بلا شك الغارقة في الغزل الصدري* .
إن هذا الود الممقوت الطاعن لأهل السنة لجانب التيار الصدري هو طعنة أخرى يوجهها تيار الهيئة الموالية للتيار الصدري بعد أن وصفه شيخهم بالتيار الوطني ، ووصف المجرم مقتدى الصدر بالمجاهد مستخفاً بمشاعر الملايين من أهل السنة ومناقضاً الحق والواقع على الأرض . إن الممتبع لسياسة الهيئة وقنواتها وبرامجها التمسك بالعراق القديم الذي لم يكن يعرف الطائفية، وهذا هو رفض الواقع والفشل بعينه في معالجة التحديات والمستجدات ، حتى أننا تيقنا من أن الهيئة المتأملة والمتحمسة لقيام حكومة جديدة " غير طائفية " بالشراكة مع الصدريين خاصة، بقيادة المجرم مقتدى الصدر الذي أوغل في دماء أهل السنة بشهادة المقابر الجماعية في السدة الواقعة في حي الصدر أبان عامين كاملين بعد تفجير المرقدين في سامراء . يقال "عشم أبليس في الجنة " يا قناة الرافدين ومن هم على شاكلتك إن كان من الشيعة معتبرين أهل السنة أخوة في العقيدة والوطن ولهم حق الحكم . لن يغفر لكم أهل السنة يا طائفيون محبو التيار المجرم الرافضون للخلاص وتغليب الدين على الأرض .
*
http://www.youtube.com/watch?v=O3IXInFkP60
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق