خاص / مشروع عراق الفاروق
بقلم / آملة البغدادية
طالعتنا الصحف في يوم 17 من هذا الشهر بالإعلان عن ما يسمى" المؤتمر الصحفي لإعلان تضامن مليونين ونصف مواطن عربي مع سكان مخيم ليبرتي"* ، وعندها تناقلت أنباء عن تضامن مليوني ونصف شخص عربي لصالح سكان مخيم ليبرتي ومعاناتهم الإنسانية في العراق في ظل نظام الملالي وحليفه الصفوي بعد الغزو .
مما يؤلم حقاً أنه لم يكن المؤتمر بإدارة إيرانية بل كان بإدارة مصرية بحتة . إذ تكونت اللجنة الإدارية للمؤتمر من جميع أعضاءها من إعلاميين ونواب سابقين مصريي الجنسية ، وقد أقيم في القاهرة ، وليس في دولة أجنبية ، ولم يقام في فندق أو قاعة كبيرة بحجم التهويل الإعلامي الذي يساوي 2ونصف مليون وعشرات الاتحادات والمنظمات الموقعة للبيان الختامي، بل من داخل شقة الاتحاد ذاته . هذا هو الإعلام، القوة الثانية الذي بات يتحكم بتوجيه الأنظار والتأثير على السياسات العالمية مستخدماً الكذب بلا وازع طالما الغاية تبرر الوسيلة، إذ أن هناك عدة تصريحات ونصوص تدل على أن العدد هو تضامن وتأييد وليس بشكل تواقيع حقيقية - وعلينا أن ندرك كمّ الأوراق حينها والزمن المطلوب لها - في التسجيل المصور في اليوتيوب ، ناهيك عن قولهم أن العدد هو لعراقيين من داخل العراق ولم يسبق أن نشرت أي جهة أو عشيرة لهذا التحرك ! . إن الحدث لا ينبغي أن يؤخذ من ظاهره بعيداً عن المحيط السياسي والأقليمي . إذ نحن نعيش في عصر الغلبة للقوة وليس قوة الحق الغالبة في منظور البشر ، فلقد تكالبت على الإسلام وعنصره أهل السنة جميع قوى الظلام ، ومن ضمنهم العلمانيون والليبراليون تقودهم قوى الشر الكبرى وأولهم اليهود والرافضة، وقد جمعت اللجنة ذاتها الليبرالية ووجهتهم رائحة التومان بلا شك . إن من الضروري أن نفهم التحرك الإيراني بمختلف معارضيه داخل الوطن العربي لحيازة أكبر المكاسب، ومن الضروري أن نفهم أهمية مصر العربية كدولة تعتبرها إيران المكسب الأهم التي منها حسن الخاتمة التي بدأت بسوء التاريخ العلماني وصولاً لكسر الشرعية الإسلامية - بغض النظر عن اختلافنا مع الأخوان وفكرهم - وتاريخ التقريب الأسود الذي بدأه الأزهر الشريف بما فيه من عمائم تقدس القبور هذه الأرضية المشتركة. لقد هوت مصر الكنانة إلى قعر التخبط وضياع الهوية السنية ، ونشطت فيها بؤر العلمانية والليبرالية المعادية للإسلام ، ولهذا كانت وقائع المؤتمر الصحفي من مقر "منظمة إتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية" والتي أنشأت عام 2008 ومكانه شقة وسط القاهرة ، والذي أنشأه الأستاذ/ شادي طلعت الكاتب المحامي الناشط والمهتم بالسياسة بشكلها العلماني ، وهو مؤسس المجلة الليبرالية ، وهذا يجرنا إلى أن ننوه أن المدعو شادي طلعت هو أحد أعضاء موقع " أهل القرآن " ، ولمن لا يعلم ما هو فكر هذا الموقع الضال، فهو موقع منكري السنة ولهم تفاسيرهم البعيدة عن الإسلام الحق ، ويكفي أن نتجول في كتابات المحامي في الموقع وولعه بالحرية التي أسستها حاخامات صهيون وربما يجهل أو لا فالمبرر دوماً " الديمقراطية " الخارجة من نفس المستنقع ، ويكفي للمرء أن يتجول في كتاباته ليشعر بالحزن البالغ حين يبغي الحق ويعمى عنه ، فمن شطحاته في مقالين دينيين تبرز طامة جهله الديني حيث افتقارهما ولو لآية قرانية في موقع له أسم القرآن . كيف لا وقد غيـّب حكمة الله في خلقه عنده حين جزم الإرزاق بمحبة الله للطموحين خاصة للكافرين منهم وليس بلاء وأخذهم بقدر غيهم بمالهم . أين هو من قصة قارون في القرآن الكريم ، وأين هو من قول الله تعالى في سورة الإسراء الآية 16 : (وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ) . نسأل الله له الهدى
. أما باقي مديري المؤتمر فهم من نفس الطبقة العلمانية المنغمسة في العطف والإعجاب بالرافضة تحت مسمى حقوق الإنسان المغيبة ومأساة مجاهدي خلق . لقد كانت للتحركات الإيرانية من قبل رئيسة مجاهدي خلق ملفتة للنظر حيث التقت بمجموعة من النساء في مؤتمر آخر في العاصمة الفرنسية تحت شعار (دور المرأة في مواجهة تهديد التطرف الديني المتنامي) مطالبن بالنهوض بواقع المرأة ، وللعلم أن الكاتبة الإعلامية العلمانية المتواجدة" جيلان جبر " كانت من ضمن النساء فيه ، ولها نظرية أن الحضارتين الفرعونية والفارسية هي التي أسست التطور للعالم . من المؤسف أن نر قضية 3000 شخص في العراق بصفتهم لاجئين لم يحققوا شيء لأنفسهم ولا للعراق الذي ترعرعوا فيه 30 عام ضد نظام الملالي وجرائمهم منذ عقد وأكثر ، بينما تتوالى المؤتمرات والدعم العالمي والعربي لهم ، وبالمقابل نسيان مأساة سنة العراق الذي أصبحوا لاجئين بالملايين في دول العالم وفي داخل العراق منذ عقد من الزمان ، ولا ننسى مأساة اللاجئين السوريين التي هي من الموجات الارتدادية لزلزال الغزو الغاشم على العراق .
كلمة حق تقال ، أن اللوم لا يقع على غياب العرب وتقاربهم مع الجنس الفارسي الحاقد بقدرغياب العمل الجماعي للسنة سواء العرب أو الكرد لنصرة العقيدة والوجود، وأولها قناة فضائية تنقل للعالم حقيقة ما يجري بمسمياتها . هذه همسة في أذن واحد من عشرات كمثال لا الحصر ، وهو البرلماني البحريني صاحب المؤسسات الخيرية والمؤتمرات الخليجية "عبد الملك الشمري " أحد المؤيدين للبيان الذي طالب بتحويل جريمة قصف المخيم للتحقيق من قبل الجرائم الدولية .
نقول نحن سنة العراق له ولغيره من أثرياء الخليج خاصة : أين أنتم ؟ ، والله المستعان .
* http://lawyersunion.blogspot.com/2014/03/blog-post.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق